السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أيها الأفاضل الكرام لكم مني تحية عطرة
وبعد
نشهد اليوم تطورات علمية وتكنولوجية قلبت حياتنا رأسا على عقب
فمنذ ظهور تلك الشبكات والمواقع الإجتماعية التي أوصلتنا بأبعد إنسان وبقعة على وجه الأرض
صار العالم قرية صغيرة إذ بإمكاننا أن نجول العالم ونتكلم مع من نريد في دقائق
بالصوت والصورة وبالمجان
ولكن في نفس الوقت مات البعد الإنساني فينا
هناك جفاف أينما حللت يحيط بك عالم رقمي رمادي خال من الألوان والحركة والمشاعر
حب على الواتساب
طلاق على الواتساب
معايدة على الفايسبوك
عزاء على تويتر
صداقة على انستغرام
الخير على اليوتوب
عرس على ال*****
نعيش في مجتمع ولكننا مخدرون ليس لدينا حضور كافي شعوري إنساني مع ذوينا وأهالينا معهم ولسنا معهم
حتى أفراد الأسرة الواحدة لايكادون يرون بعضهم البعض مع إمكانية تواصلهم عبر الشاشات في بيت واحد
الكل في عالمه الإفتراضي
موت عرس مولود جديد مرض زلزال لايهم
عالمي على الشاشة هو المهم والأهم
ملتصقون بتلك الشاشات حتى ونحن في خضم مناسبة أو جنازة أو حدث عائلي لدرجة أنها تتناول الطعام معنا
نقلنا كل تلك الأمور العظيمة من صلة رحم وحب وصداقة إلى العالم الإفتراضي
وتجنبنا كل الواقع
هناك فجوات رهيبة وتباعد بين الناس وجفاف عاطفي إنساني بسبب التكنولوجيا
حياتنا كلها صارت كبسة زر وكياننا الإنساني حي موجود بوجود الكهرباء والنت
ولما تنقطع يموت كل شيء وبعدها نستيقظ على واقعنا بعد فوات الأوان
كيف يمكن أن نعيد الطعم لحياة واقعية في ظل هذه العصرنة ؟
وسائل قربت البعيد وبعدت القريب فما هي الحلول المقترحة لعودة الإنسان الذي مات فينا ؟
قفزنا لذاك البحر ولم نعد نريد العودة فهل من سبيل للرجوع إلى الواقع ؟
إليكم الخط ............ حـســام