العملاق الباريسي يضع قدمًا في ربع نهائي بطولة الكبار
قدم باريس سان جيرمان مباراة العمر، أمام ضيفه الكتلوني "برشلونة"، في مباراة ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، التي استضافها ملعب "حديقة الأمراء"، وانتهت بفوز ساحق وكاسح لأصحاب الأرض، وصل قوامه لرباعية نظيفة، كانت من الممكن أن تكون مُضاعفة لو أحسن الفريق الفرنسي استغلال الفرص السهلة التي أُتيحت للاعبيه طوال المباراة.
على غير المتوقع، بدأ اللقاء بضغط هائل من قبل الفريق المحلي بطول الملعب وعرضه، في مشهد أعاد إلى الأذهان ضغط المان سيتي على نجوم البرسا في موقعة الاتحاد التي خسرها البلو جرانا بنتيجة 3-1، في دوري المجموعات، ووضح ذلك من خلال الاختبارات التي تعرض لها الحارس الألماني تير شتيجن في أول 10 دقائق، وسط غياب تام لميسي ورفاقه على الميدان.
بداية التهديد، جاء في الدقيقة الرابعة، بتمريرة طولية أرسلها دي ماريا من أقصى الزاوية اليسرى في ظهر المدافعين، للفرنسي "ماتويدي" المُنطلق كالسهم نحو منطقة الجزاء، إلا أن شتيجن خرج من مرماه في الوقت المناسب، وأبعد الكرة وكأنه آخر مدافع في الملعب، بعدها كرر دي ماريا نفس المشهد، لكن هذه المرة لكافاني، الذي تباطأ في استلام الكرة بالقرب من خط منطقة الست يارات، وفي الأخير سدد في أقدام سيرجي روبرتو.
واصل الفريق الباريسي ضغطه غير الطبيعي على رجال لويس إنريكي، لاستكشاف شباك الحارس الألماني في وقت مُبكر، في المقابل، بدا الفريق الكتلوني وأنه غير قادر على تجاوز منتصف ملعبه، وظل الوضع كما هو عليه إلى أن ترجم دي ماريا تفوق فريقه لهدف أول مُستحق، عن طريق ركلة حرة مباشرة من على حدود منطقة الجزاء، نفذها ببراعة من فوق الحائط البشري في شباك حامي عرين الضيوف، الذي اكتفى بالنظر للكرة وهي تُعانق شباكه.
بعد الهدف، أهدى رابيو تمريرة حريرية لماتويدي داخل منطقة الجزاء، قابلها الأخير بتسديدة من لمسة واحدة، لكن شتيجن أبعدها بصعوبة إلى ركلة ركنية، قبل أن يأتي الدور على أحد نجوم المباراة "جوليان دراكسلر"، ليظهر في الأضواء، بمرور ناجح من سيرجي روبرتو داخل منطقة الجزاء، ثم سدد في الزاوية الضيقة لمواطنه، الذي كان في الموعد هذه المرة.
احتاج برشلونة 27 دقيقة كاملة لتهديد مرمى الحارس تراب، وحدث ذلك في هجمة مرتدة قادها السفاح لويس سواريز من الجهة اليسرى، وأنهاها بتمريرة في ظهر المدافعين، على إثرها انفرد أندريه جوميش بالحارس تراب، وسدد كرة تصدى لها الحارس بردة فعل يُحسد عليها.
وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق، أضاف رجال إيمري أوناي ثاني أهدافهم، بتمريرة عبقرية من فيراتي وضعت دراكسلر وجهًا لوجه مع شتيجن داخل منطقة الجزاء، ليُسدد بيمناه لا تُصد ولا تُرد، لينتهي الشوط الأول الأكثر من رائع من قبل باريس سان جيرمان، بهدفين مقابل لا شيء للبرسا الذي كان في أسوأ حالاته على الإطلاق.
اعتقد الجميع أن برشلونة سيظهر في الشوط الثاني بوجه مُغاير لما كان عليه في الشوط الأول الكارثي، لكن الأداء لم يتحسن، أمام التفوق الكاسح للفريق الفرنسي، الذي لم يلجأ للأفكار الدفاعية، رغم تقدمه على عملاق الليجا بهدفين نظيفين، وظل يبحث عن المزيد من الأهداف، وكانت بداية التهديد في الشوط الثاني، بكرة رابيو التي افتكها من سواريز على حدود منطقة الجزاء، ثم أرسل عرضية نموذجية، لم تجد رأس كافاني، الذي وصل متأخرًا.
في ظل التفوق الفني والبدني الواضح من بطل الدوري الفرنسي، وضح أن الهدف الثالث بات يُطبخ على نار هادئة، وبالفعل جاء المشهد الرائع الثالث بعد مرور 10 دقائق فقط من الشوط الثاني، عن طريق هجمة مرتدة، انتهت عند النجم المدريدي السابق، دي ماريا، الذي غالط شتيجن بتسديدة يسارية مقوسة في المكان المستحيل في المرمى، ليتقدم العملاق الباريسي بثلاثية نظيفة وسط ذهول لويس إنريكي الذي لا يُصدق ما يحدث على أرض الملعب.
وقتل وصيف الليج 1، المباراة إكلينيكيًا بالهدف الرائع، بتمريرة أيضًا من العمق أرسلها الظهير الأيمن توماس مونيي، للهارب من مصيدة التسلل "كافاني"، ليُسدد بأريحية في الشباك، مُعلنًا فوز فريقه بفوز تاريخي على برشلونة بأربعة أهداف نظيف، قبل لقاء العودة الذي سيستضيفه ملعب كامب نو يوم 8 مارس المُقبل.