لكي نعقد العزم علينا ان نتعرف على مفهوم الكرامة اولا
كرامة الإنسان و بعض المفاهيم الأخرى
الفصل بين الكرامة الإنسانية و مفاهيم كالشرف و العزة و الكبرياء و الشهرة و ما شابه هو أمر ضروري, لأن كل درجات المفاهيم المذكورة تُمنح من المحيط للإنسان , 'أما الكرامة فهي قيمة تولد مع تشكل الإنسان .
كرامة الإنسان والدساتير
تثبت دولة القانون الكرامة في دستورها، لتمر القوانين من تحت سقفها فتبقى أسمى من أن يعلو عليها شيء . من هذا المنطلق تحمي القوانين كرامة الإنسان دون أي مقابل, فالكرامة حق طبيعي وقيمة مجردة تولد مع تشكل الإنسان وتبقى معه حتى موته. لاعلاقة للكرامة إذا بما يقدمه الإنسان أو بحالة الإنسان, أي كرامة السجين المجرم تعادل كرامة أي إنسان آخر، وهنا تنفصل الكرامة الإنسانية عن الفكرة القائمة على أن الكرامة الإنسانية هي التمييز بين الإنسان والكائنات الأخرى، إذ لا علاقة لهذه بتلك، وتنفصل أيضا عن الاعتقاد بارتباط الكرامة بالأعمال ونوعها, فالكرامة لا تُمنح ولا تصير من خلال الأعمال أو الحالة . لذلك فإن كرامة رئيس جمهورية أو ملك مملكة أو عالم الفيزياءأو طبيب أو فلاح أو عامل في معمل جوارب هي نفسها, وهي قيمتهم كبشر متساوين أمام قانون عادل.
تاريخ
أول من أدخل مفهوم الكرامة الإنسانية في دستوره هم الإيرلنديون في دستور 1937 و أما الألمان فلقد ربطو دستورهم بالكرامة التي وُضعت كأعلى مبدأ دستوري وكسقف تمر من تحته كل القوانين، وكل مادة قانونية تعارض هذه المادة الدستورية تصبح باطلة، ففي الفقرة الأولى من المادة الأولى صيغت الجملة كالتالي :
كرامة الإنسان هي أمر لا يمس به. يجب احترامها وحمايتها هي واجب كل سلطات الدولة.
من الملاحظات الجميلة أنه في شرح هذه المادة لم يُعرّف الإنسان المقصود وبقي بلا جنس ولون وأصل وحالة وعمل أي بقي التعريف مفتوحا ليشمل أي إنسان.
شكل وماهية قيمة الكرامة الإنسانية
الكرامة الإنسانية هي قيمة الإنسان وهذا تعريف ثابت. أما ماهية القيمة فهي متحولة تتماشى مع الزمن وتطور العقل البشري، ويصح هنا القول : أية قيمة عادلة تُكتشف أو يخترعها الإنسان أو الطبيعة وتعطي للإنسان صفات إنسانية جديدة تزيد في احترام الإنسان وتحسن حياته تصبح جزءا من هذه القيمة وتزيدها غنى . بالتالي فإن هذه القيمة تحتوي على الحقوق الإنسانية العالمية العامة المتعلقة بالفرد والتي لا تقبل التقسيم .