إسرائيل أنقذت الأسد من تدخل عسكري أميركي
الجيش الإسرائيلي يراقب عن كثف تحركات فصائل المعارضة السورية
أكد السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن مايكل أورن أن تل أبيب كانت وراء الاتفاق الذي تخلى بموجبه الرئيس السوري بشار الأسد عن ترسانته من الأسلحة الكيميائية وتجنيبه ضربة عسكرية أميركية وشيكة أنذاك.
وأعرب السفير السابق أورن في كتابه “حليف: رحلتي عبر الشقاق الأميركي الإسرائيلي”، عن ذهوله بتوقيع الاتفاق الذي تم بين موسكو وواشنطن.
وأوضح أن الاتفاق هو حصيلة جهود دبلوماسية واقتراحات قدمت ونوقشت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الأميركي جون كيري واللورد ديفيد أوين العضو السابق في البرلمان البريطاني، فضلا عن وزير الخارجية البولندي السابق رادوسلاف سيكورسكي.
وكانت الولايات المتحدة على وشك التدخل عسكريا ضد النظام السوري في صائفة 2013، على خلفية مقتل مئات المدنيين في الغوطة الشرقية بضواحي دمشق في هجوم بغاز السارين، في شهر أغسطس من نفس السنة.
ولكن سرعان ما تراجعت على الأمر معلنة عن اتفاق يقضي بتسليم دمشق كامل ترسانتها برعاية الأمم المتحدة..
وأورن ليس المسؤول الإسرائيلي الوحيد الذي يكشف دور حكومة بنيامين نتانياهو في إنقاذ الأسد من هجمة عسكرية أميركية كانت معدة سلفا.
فقد أعلن الوزير الإسرائيلي يوفال شتاينتز في مقابلة له مؤخرا أنه هو الذي اقترح الاتفاق الموقع نهاية عام 2013 وأحدث شرخا بصورة الرئيس باراك أوباما بعدما هدد الأخير بضرب نظام الرئيس الأسد في حال تجاوزه الخط الأحمر باستخدام الأسلحة الكيميائية في قمع التحركات الشعبية والمعارضة المسلحة.
وأضاف شتاينتز أنه فضّل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو عدم الكشف عن الدور الإسرائيلي في الاتفاق مخافة أن يُرفض باعتباره “
مؤامرة إسرائيلية يجب وقفها”.
وتابع: أنه وبعد إعلانه في مقالة إذاعية أن إسرائيل تملك دلائل على أن نظام الأسد هو من يقف خلف الهجوم الكيميائي قرب دمشق طلب دبلوماسي روسي مقابلته، وقبل دخوله الاجتماع، ناقش شتاينتز ومدير وزارته، يوسف كوبرواسر، تهديد أوباما بضرب نظام الأسد.
وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن الاتفاق كان مناسب لجميع الأطراف فهو “جيد بالنسبة إلى الروس الذين سخر العالم أجمع منهم بسبب دعمهم لدكتاتور متوحش يستخدم الأسلحة الكيميائية، وهو جيد بالنسبة إلى الأميركيين لأن هدف أوباما الحقيقي هو ضمان ألا يستخدم المزيد من الأسلحة الكيميائية، وهذا أفضل بكثير من مجرد ضربة عسكرية، كما لن يكون بمقدور بشار الأسد رفض الاتفاق لأنه يعتمد اعتمادا كليا على روسيا”.
اعترافات الإسرائيليين بإنقاذ الأسد من هجمة أميركية وشيكة تنسف مقولة “الممانعة” ومواجهة “العدو الأزلي” التي ما فتئ يرددها الأخير وحلفاؤه في إيران وحزب الله أمام أنصارهم.
وإزاء هذا الواقع لا يستبعد مراقبون أن تعمد إسرائيل في هذه المرحلة إلى
إلقاء طوق النجاة للأسد مرة أخرى، خاصة وأن تصريحات متواترة لقياداتها العسكرية أساسا قد تناولت، مؤخرا،
خطر سقوط بشار الأسد على أمنها القومي.
ويستشهد هؤلاء بتصريحات الرئيس السابق لجهاز الموساد الإسرائيلي أفرايم هاليفي حين قال إن” بشار الأسد هو رجل تل أبيب في دمشق، وإن إسرائيل تضع في اعتبارها منذ بدأت أحداث الثورة السورية
أن هذا الرجل ووالده تمكّنا من الحفاظ على الهدوء على جبهة الجولان طيلة 40 سنة”.
وغضت تل أبيب، مؤخرا، الطرف عن قدوم آلاف المرتزقة من إيران للقتال إلى جانب النظام. وتدرس إسرائيل خيارات متعددة أخرى في حال نجحت المعارضة في إسقاط الأسد نظرا لخشيتها من أن تكون هناك قوة “
سنية” وازنة تهدد مصالحها، وهو ما يفسر المناورات العسكرية التي قامت بها مؤخرا والتي سارعت فيها إلى
طمأنة طهران كما حزب الله بأنها لا تستهدفهما، وهو ما أثار لغطا كبيرا.
وحذر وزير الحرب موشيه يعلون، من أن “تلاشي خطر الجيوش التقليدية (في إشارة إلى الجيش السوري) وبروز الفصائل الإسلامية يفرض على إسرائيل إدخال تغييرات جذرية على عقيدتها الأمنية والانتقال من إستراتيجية الحسم إلى إستراتيجية الردع”.
وخلال مشاركته في مؤتمر “الأمن القومي”، الذي نظمه مركز “هرتسليا متعدد الاتجاهات” أوضح يعلون “إنه من الصعب جدًّا تحقيق الحسم العسكري في مواجهة تنظيمات لا تمثل دولة وتفتقد مؤسسات عسكرية يمكن ضربها لتحقيق الحسم”.
من جانبه قال الجنرال قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، أفيف كوخافي “إن الفصائل المقاتلة السنية التي تقاتل الأسد حاليًّا لا تبدي حرصًا على استهداف العمق الإسرائيلي بسبب تركيزها على التخلص من نظام الأسد”،
محذرًا أن “هذا الواقع يمكن أن يتغير في لحظة”.
مايكل أورن: تل أبيب كانت وراء الاتفاق الذي تخلى بموجبه الأسد عن أسلحته الكيميائية