الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه ملئ السماوات والأرض ,ملئ مابينهما وملئ ماشئت,ياربّ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك أما بعد:
إنّ اللهَ عزّوجلّ ما حرّمَ على عبدهِ شيئاً إلا عوّضه به حلالاً, فقد منَّ اللهُ علينا برحمته نحن معشر الرجال والنساء برابطةٍ ودّيةٍ عظيمةٍ تجمع بين الرجل والمرأة ألا وهي رابطة الزواج ..وموضوعنا ينحصر في حقٍّ أحقّهُ اللهُ للزوجةِ على الزوج، كثيرمنهُنَّ يستحيين في طلبهِ أو يَخَفنَ.
قال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) الروم (21)
لِنغُص قليلا في معنى كلمة (لِتَسكُنُو) من الآية الكريمة، نُلاحظ أنَّ اللَه عزّوجلّ نسب سكن الرجل إلى المرأة وليس فيها،وهذه أعظم مرتبة فضّل الله بها المرأة لتكن سكن إلى الرجل وإحتواءه وكذلك بَيَّنَ للرجلِ أنّ المرأة كُفئ لإحتوائه ،وجعل المحبة بينهم والرأفة...كيف ذلك؟
لم يقل عزوجل لتسكنو فيها أو لتُقيمو معها أو تتزوجو معها إلى غير ذلك من المعاني...بل خصّها لتسكنوإليها وهذه قمة الإعجاز القرآني في البلاغة والتدقيق بربط الزوج مع زوجته برابطة السكن إليها وإحتواءها له جُملةً وتفصيلاَ ،فالرجل لماّ يتزوج المرأة تخلق بينهما رابطة أعظم من الإقامة أو الصحبة أو المعيّة وهي السكن أو الإحتواء إذن ألا يَحِقّ للزوجة أن تتمتع بحقّها من زوجها كما نصّته النصوص الشرعيّة مثلما يتمتّع هو بحقّه من زوجته. قال صلى الله عليه وسلم: "إذا جامع أحدكم أهله فليَصدُقها، فإذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها، كما يحب أن يقضي حاجته" رواه ابن عدي و أبو يعلى . وقال سبحانه: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) [البقرة:228]
إنّ أغلبية الرجال بجميع الأصناف من مثقفين في العلم الشرعي أو غير مثقفين ،تجدهم يبحثون في كل المصادر، وطول الأوقات عن معرفة حكم النصوص الشرعية في علاقة التفاصيل الدقيقة للمعاشرة تحت سقف الزوجية من طرف الرجل اتجاه زوجته فقط ،ويجهلون أو يتجاهلون عكس العلاقة وأظنّ الفكرة واضحة ، فالشّرع بيّن للرجل حقّه في صِيغةَ قضاء وَطَرِهِ كما بيّن للزوجة حقّها في صيغةِ ما ذكرنا.
لِنَغُص قليلا حتى تصل الفكرة وأرجو التفهم ، لمّا ينتهي الرجل من إنهاء أمره كثيرمن لايعلم أو يتجاهل عدم إنهاء الطرف الآخر لأمره ، فالحياء أو الخوف يمنعه من طلبه. فبلوغ الطرف الآخرلحقه يرضي الطرفان ويحقق قناعة ورضاء كل منهما بالآخر ويقي ويمنع من النظر إلى ما ليس لهما شرعا.
فالقرآن والسنة والوازع الديني والضمير والمنطق والعلم كلّهم يتفقون في ذلك فاليتّق اللَهَ الزّوجُ في حقوق زوجته ولتَتَّقِ اللَهَ الزّوجةُ في زوجها وِلنَمتثِلَ كما أُمِرنا ،ولنعتبرَ في قول جهنم هل من مزيد..نسأل الله العافية والسّلامَ.
اللَهَ أَسئَلُ أن يوفقنا في أمورنا في ما يحبه ويرضاه ويرينا الحقَّ حقَّا و يجعلَ لنا البيان حجّةً لنا لا علينا و يُحَبِّبَ لنا زوجاتنا ويحبّبنا لهنَّ، ويَحجِبَ عنّا مساوِئَهُم ويَكشِفَ لنا محاسِنهم واللهُ أعلى وأعلم وصلى الله على حبيبه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
وإني أردت التعريج على هذا الموضوع في هاته السطور حتى نحقق شيئا من وصيته صلى الله عليه وسلم في قوله ( رِفقًا بالقوارير))
أُعلِمُ الجميع عموما والإدارة خصوصا أني صادق في نيتي ولم أرمي لهدف آخر سوى التنبيه عن حق من الحقوق الشرعية والله شهيد على ما أقول ............................................. إنتهى الكلام.