المقارنة بين المنهاج القديم والحديث
في حقيقة الأمر توجد هناك فروق كبيرة جدا بين المنهجين القديم والحديث ، ولعل اهم هذه الفروق تتواجد في المجالات التي سوف اذكرها والتي هي :
1- طبيعة المنهاج :
في المنهج القديم :كان المقرر الدراسي مرادف للمنهاج ، ثابت لا يقبل التعديل ، ويركز على الكم الذي يتعلمه التلميذ وليس على الكيف ، ويركز على الجانب المعرفي في إطار ضيق ، ويهتم بالنمو العقلي للطلبة ، ويكيف المتعلم للمنهاج ،،،،
بينما المنهج الحديث: فالمقرر الدراسي جزء من المنهاج ، وهو مرن يقبل التعديل ، ويركز على الكيف الذي يتعلمه التلميذ ،ويهتم بالنمو الشامل للطالب ، ويكيف المنهاج للمتعلم .
2 -تخطيط المنهاج :
ففي المنهج القديم : نجد انه يتم إعداده من قبل المتخصصون في المادة الدراسية ، كما انه يركز على اختبار المادة الدراسية ، ومحور المنهاج المادة الدراسية ،،،،
بينما في المنهج الحديث : فيشارك في إعداده جميع الأطراف المؤثرة والمتأثرة به ،
ويشمل جميع عناصر المنهاج ، ومحور المنهاج المتعلم ،،،،،
3- طبيعة المادة الدراسية :
في المنهج القديم : فهي غاية في ذاتها ، ولا يجوز إدخال أي تعديل عليها ، ويبنى المقرر الدراسي على التنظيم المنطقي للمادة ، والمواد الدراسية فيها منفصلة ، ومصدرها الكتاب المقرر ،،،
بينما المنهج الحديث : فهي وسيلة تساعد على نمو الطالب نموا كاملا ، وتعدل حسب ظروف الطلبة واحتياجاتهم ،وتبنى في ضوء سيكولوجية الطلبة، وذات مصادر متعددة ،
4- طريقة التدريس :
في المنهج القديم : تقوم على التعليم والتلقين المباشر ، كما أنها لا تهتم بالنشاطات ، وتسير على نمط واحد ، وتغفل عن استخدام الوسائل التعليمية ،،،
بينما المنهج الحديث : فيقوم على توفير الظروف والامكانات الملائمة للتعلم ، وتهتم بالنشاطات بأنواعها ، ولها انماط متعددة ، وتستخدم الوسائل التعليمية المتنوعة
5-طبيعة التلميذ:
المنهج القديم : كان التلميذ سلبي وغير مشارك ، ويحكم عليه بمدى نجاحه في امتحانات المواد الدراسية،،،،
بينما في المنهج الحديث : فالتلميذ ايجابي مشارك ، ويحكم عليه بمدى تقدمه نحو الأهداف المنشودة
ولكن مع ما تقدم من توضيح يجب التطرق الى ان المناهج الحديثة وتوسعها وكمها وكثرة مجالاتها وتعقيدات تطبيقها العملى والامكانيات الضخمة المطلوبة لتحقيق اهدافها الى جانب الكم الهائل المعلوماتى وظهور علوم جديدة كثيرة وكلها علمية تطبيقية . كل هذه الامور وللاسف الشديد اثرت على مستوى طلابنا فى قطاع غزة وخاصة ان الهدف التعليمى بعد قدوم السلطة الوطنية اصبح مجرد حشو اذهان الطلاب بالمعلومات دون مراعاة لظروف طلابنا وخصوصية مدارسنا ومنطقتنا فكان المردود سلبى وعكسى لدرجة ضعف القراءة والكتابة لدى الكثير من طلاب الثانوى وظهرت سياسة الترفيع الالى للتغطية والتغلب على نسبة الرسوب الرهيبة لدى الطلاب فى كل المراحل بينما كان فى المنهج القديم لا تكاد تجد فى كل فصل ثلاثة او اربعة من الطلاب الضعفاء علميا وتحصيليا
ومن هنا يجب على وزارة التعليم وادارة المناهج دراسة هذا الموضوع من كل جوانبه ووضع حلول ملائمة تتناسب وظروف ابنائنا وفى مقدمتها العمل على تخفيف المناهج وتخفيض كمها والغاء المواضيع التى لا تناسب واقعنا ومستوى طلابنا وصياغة وحدات باكملها لتلائم فهم ومستوى وتحصيل ابنائنا