أدمنتُ المنتدى من أجل مقالاتِ هؤلاء . مِن أجل كتاباتِ مَن أدمنتَ أنت ؟ ...

[أبو عاصم مصطفى السُّلمي]

أغلبنا يقرُّ أن الرّابط بين المرء و هذا الفضاء ، يقوى يوما فيوما ، و شيئا فشيئا
و الإنجذاب إليه تجاوز حد العادة ، و ولج في حدود ( ما لا يُصطبَرُ عليه ) ، فلا بدّ من زورةٍ ـ بين الفينة و أُختها ـ لإلقاء نظرة فاحصة على ما جدَّ و ما استُحدِث
وقد يستحيلُ ـ أو يُلامسُ حدّ المستحيلِ ـ أن تجدَ أحدنا ، و قد اصطفت نوافذ المواقع أسفل شاشة حاسوبه ، و ليس من ضمنها نافذة إلى هذا المحيط العامر
و لو أراد المرء أن يذكر طَرَفاً و طُرَفاً مما يحدُثُ له للتّدليل على ذلك ، لما استغربهُ أحدٌ من عُمّار هذا العمران ، ذلك لأنَّ له أمثالها و أشباهها ، كيف لا و هما يجدان نفس الموجدة ، و أمرهما سيّان
يَكتبُ أناسٌ فتقرأُ لهم ، و تكتُبُ فيُقرَأُ لك ، و تستفيد من كتاباتٍ ، و يُستفاد مما تكتبُ
و هكذا بذل و عطاء و أخذ و رد ، و توجيه و إرشاد ، و اعتراف بالحق و رجوع إليه ، و نشر للمعلومة ، و نسف للأُغلوطة و التزييف
و ما كلُّ الناس نقرأ لهم ( كيف و سكان هذا الكوكب أكثر من خمسمائة و خمسة و عشرين و ستمائة ألف [625577] مشترك هذا اليوم ) ، و ما كلُّهم يقرأون لك طبعا

لكنّنا ـ و الحق يقال ـ نتحرّقُ شوقا لجديدِ بعض الأقلام ، و نتضوّرُ جوعا لشَهدِ بعض الأفهام
قوم نزّهوا مقالاتهم من السّفاسف و الجهالات ، و جنّبوا صفحاتهمُ الأباطيلَ و الضّلالات
فجاءت حروفاً و كلِمات ترفلُ في زينةٍ من نور ، بأيديها أسواط من نارٍ ترمي بها الباطل في الغُور
و تُسكنُه من الأرضِ الفدافد و الأبارقَ و البور
تغوص في أغوارهم ، و تسرح في آثارهم ، فتئوب بالدُّرر و اللآليء و اليواقيت ، حِليةٌ يتقلّدُها الفؤاد و العقل ، و حُللٌ تلبسها الجوارح و الأعضاء
سندُسا و إستَبرَقا و عبقريّا حسان

و هذا الذي فعل بأمثالنا الأفاعيل ، و دفعنا إلى حدود ( ما لا يُصطبر عليه ) ، لا شيءَ آخر
بالنسبة إليّ ، كثيرٌ هم الذين أستمتع بالقرآءة لهم ، سَطَرتُ ردّا أم لم أسطره ، و لا يسعُ في هذا المقام حصرُ جميعهم ـ على كلِّ حال ـ
لكنني سأمثّل ببعضهم ، و ليعذرني من لم أذكر أسماءهم ، و أحسَبُ أنهم يعرفون أشخاصهم و إن لم أرقُم أسماءهم
و منهم ( تمثيلا لاحصرا ) :
أبو إكرام فتحون ، أبو حذيفة عبدالنور ، الربيع ب ، عبدالنور.ب ، عبد الباسط آل القاضي ، أبو أنس ياسين ، الأخ ياسين السلفي ، أم سمية الأثرية ، ألب أرسلان ، المفيد المستفيد ، عبد الرحيم بو عكيز ، صفية السلفية ، أم هزَّاع و همَّام ، بلقاسم الأمين ، وفاء الياسمين ..... و غيرهم .
و أعلم أنه قد يَجِدُ علي بعض من لم أذكر أسماءهم ، فعذرا إخوتي الكرام ، و العذر عند كرام الناس مقبول
و هناك من لم أذكر أسماءهم عمدا مع أنّي قد أقرأ لهم أشياء ، لأنّ عندهم مقالاتٍ لا أرتضيها و مواضيع لا أحبُّ أن تكون في صحيفتي يوم القيامة .

و قد أعلم ( و الله تعالى أعلم و أحكم ) أن مقالي هذا سيثير بعض الرُّدود ، فسأوضِّح قصدي من المقال رأسا ، حتى لا يستشعر به أحد بأساً
فالمقصود أولا : الإعتراف بمجهودات أولئك الإخوان ، و إخبارهم أنها لم تذهبْ سدى
ثم تشجيعهم على البذل و العطاء ، و التوجيه و الإرشاد
و لأنه لا يشكر اللهَ من لم يشكر الناس
فهؤلاء و غيرهم ممن لم أذكرهم ، استفدتُ مما ينشرون ، و انتفعتُ ( بفضل الله ) مما ينثرون
و هم سبب إدماننا على سُكنى هذا الرَّبع المُربع الخصيب

فإن كنتَ تجد مثلما أجد ، فضع ردّا توضح فيه من تتطلّعُ إلى كتاباته و مقالاته

بقلم : المهاجر إلى الله
السُّلمي