السلام عليكم
لاحظت أن كلمات الراحل إبراهيم الفقي أثرت في الكثير منكم فقررت أن أضع كل يوم مقتطفا من كتابه قوة التحكم في الذات للإستفادة تفضلن عزيزاتي:
(1) التحدث مع الذات
" القاتل الصامت "
مثل (أحب عملي جيدا"
انا انسان ممتاز
كل يوم وفي كل شيء حياتي تتحسن من أحسن الى أحسن
أنا صبور جدا" وذاكرتي ممتازه )
*انت اليوم حيث اوصلتك افكارك وستكون غدا حيث تأخذك افكارك *• جيمس آلان
هل تسمع احيانا صوتا يأتيك من داخلك كما لوكان هناك شخصا يتحدث إليك ؟
هل حدث أنك أردت الاستيقاظ مبكرا حتى تنهي تقريرا أو تقوم بعمل شيئا مهما وسمعت صوتين من داخلك ... احدهما يحثك على النهوظ والآخر يشجعك على ان تظل راقدا في سريرك مع الدفء والراحة ؟ ... ترى أي الصوتين كان الفائز ؟
هل تذكر في مرة كان من المفروض أن تذهب لمزاولة تمرينك الرياضي ولكنك سمعت صوتا يناديك من داخلك ويحثك على البقاء في المنزل ومشاهدة التلفزيون والتهام قطعة مغرية من الحلويات ؟
دعني اسألك ... هل احيانا تتحدث مع نفسك ؟
كلنا كائنات تتكلم وتفكر وهذا لن يتوقف طالما نحن احياء ...
هل تتحدث الى نفسك بصوت مرتفع ؟
تخيل انك كنت في مناقشة حادة مع رئيسك وكنت تقول في نفسك " هذا شخص غبي وأنا اكرهه " ... أو تخيل لو أن شخصا ركز نظره عليك بينما أنت تتحدث مع نفسك بصوت مرتفع ؟... قطعا ذلك الشخص سيظن انك غير متزن عقليا !!!
ربما تكون قد مررت بتجربة سلبية سببت لك إحساسا سيئا ومن وقت لآخر تسمع صوتا يذكرك بتلك التجربة ويعيد عليك نفس الإحساس السيء .
أو ما رأيك في تجربة لم تحدث بعد ؟... فبالرغم أن هذه التجربة من الممكن أن تحدث في المستقبل فقط إلاّ إنك تفكر فيها وتشعر مقدما بالضيق من نتائجها المنتظرة قائلا في نفسك " لماذا انتظر حتى أمر التجربة ؟ ... أعتقد أنه من الأفضل أن أشعر بالهموم من الآن "!!
دعني اسألك
لو أن رئيسك في العمل طلب منك في بداية الأسبوع مقابلته في مكتبه يوم الخميس الساعة التاسعة صباحا ، فماذا سيخطر في بالك ؟
طبعا ستسأل نفسك العديد من الأسئلة مثل :
" لماذا يريد مقابلتي ؟"... " ما هو الخطأ الذي ارتكبته ؟ " ... "
هل سيقوم بفصلي من العمل ؟ " ...
وتتوقع بالتالي كل السلبيات ، أليس كذلك ؟ ...
ولكن في نفس الوقت هل من الممكن أن يدور في خاطرك بدلا من كل هذه السلبيات ، تكهنات مثل :
ترى كم ستكون العلاوة التي سيمنحني إياها ؟؟ ا
شك طبعا أن يدور هذا في تفكيرك ، بل إنك من الممكن أن تعود إلى بيتك بعد نهاية العمل وتقص على زوجتك أنباء هذا الطلب المفاجئ من رئيسك في العمل وبالتالي يسبب ذلك لكما المضايقات . ترى ماذا سيكون شعورك في بداية الأسبوع ؟
هل انت معنويا مرتفع أم منخفض ؟ ...
وماذا عن اليوم التالي ؟ ...
واليوم الذي يليه ؟ ...
قطعا ستكون معنوياتك منخفضة أليس كذلك ؟
وأخيرا يأتي يوم الخميس وانت تنتظر أحدى المصائب وتفاجأ بأن رئيسك يقابلك بأبتسامة عريضة قائلا " كل عام وانت بخير أردت أن أكون أول المهنئين بعيد ميلادك اليوم "!! ...
وهكذا حملت كل الهموم والأحاسيس السلبية مقدما وبدون أي سبب .
في كتابه " كيف توقف القلق والأحاسيس السلبية " قال ديل كارنيجي " أن اكثر من 93% من الأحداث التي نعتقد أنها ستسبب في الأحساسات السلبية لن تحدث أبدا ، و7% أو أقل لا يمكن التحكم فيها مثل الجو أو الموت مثلا " .
كطبيعة البشر نحن كثيرا ما نتحدث إلى أنفسنا ونتوقع السلبيات ، وقد أجرت إحدى الجامعات في كاليفورنيا دراسة على التحدث مع الذات عام 1983 وتوصلت الى أن اكثر من 80% من الذي نقوله لأنفسنا يكون سلبيا ويعمل ضد مصلحتنا ولك أن تتخيل مدى تأثير هذا الكم الهائل من السلبيات ... والآن أريد أن اكلفك بعمل شيئا بسيطا وهو كلما انهمكت في التفكير فعليك أن تتوقف وتدون النقاط التي كنت تفكر فيها وستندهش من الكم الهائل من الطاقة الضائعة في القلق والسلبيات التي اثقلت بها ذهنك .
وهناك مفاجأة اخرى حيث أن البحث لم يصل الى تلك النتائج فقط بل توصل أيضا إلى أن هذا القلق يتسبب في اكثر من 75% من الأمراض بما في ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية ، أي أنك بكامل إرادتك تتحدث إلى نفسك وتفكر بطريقة سلبية وايضا تصاب بالمرض ولا تحتاج لأي مساعدة من أحد لأنجاز كل ذلك .
قال د. وين داير في كتابة " الحكمة في حياتنا اليومية " " ما يفكر فيه الناس ويتحدثون عنه يتزايد ويصبح افعالا " ... ترى ما الذي يتسبب في أن تتحدث مع ذاتك ؟ ... وكيف يمكنك أن تتحكم في ذلك ؟ ... وكيف تجعل هذا التحدث يعمل لمصلحتك بدلا من ان يعمل ضدك ؟ ... هذا هو موضوعنا الآن.
هناك خمسة مصادر للتحدث مع الذات أو البرمجة الذاتية
المصدر الأول : الوالدين
هل تذكر إنه قد قيل لك من قبل عبارات مثل : أنت كسلان ، ألا يمكنك أبدا عمل أي شيء كما يجب ، أنت غير منظم ، أنت تشبه فلانا في الكسل والغباء .
أو أنك مثل الأغلبية فعندى لك مفاجأة حيث أن د. تشاد هليمستر قال في كتابه " ما ذا تقول عندما تحدث نفسك " ... إنه في خلال ال 18 سنة الأولى من عمرنا وعلى أفتراض نشأتنا وسط عائلة إيجابية إلى حد معقول فإنك قد قيل لك أكثر من 148000 مرة (لا) ، أو (لا تعمل ذلك ) ... تخيل 148000 مرة ، وستصل دهشتك إلى ذروتها عندما تعلم إنه في نفس الفترة كان عدد الرسائل الإيجابية التي وصلتنا تبعا للدكتور هليمستتر لا تتجاوز 400 مرة . وهذا بالطبع يعني أن آباءنا وأمهاتنا لم يكونوا على دراية بأي طريقة أخرى أفضل لأنهم كانوا قد نشأوا وتبرمجوا على نفس المنوال بواسطة آبائهم ، وبالتالي قاموا بتربيتنا بنفس الطريقة وقاموا ببرمجتنا سلبيا بدون قصد ، ولكن مع الحب .
وفي كتابهما خط الحياة قال د.تاد جيمس وويات ووتسمول " عندما نبلغ السابعة من عمرنا يكون أكثر من 90% من قيمنا قد تخزنت في عقولنا ، وعندما نبلغ سن الواحدة والعشرين تكون جميع قيمنا قد اكتملت واستقرت في عقولنا " ... وبهذه الطريقة نكون قد نشأنا مبرمجين إما سلبيا أو إيجابيا .
المصدر الثاني : المدرسة
إذا عدت بذاكرتك إلى مرحلة التلمذة ، فربما قد تكون مررت بأحد المواقف التي صعب فيها عليك إحدى النقاط كان المدرس قد قام بشرحها ، وعندما سألت بعض الأسئلة التوضيحية كان رد المدرس " ألا يمكنك فهم أي شيء أبدا ؟" وطبعا قام بقية التلاميذ بالسخرية من هذا الموقف ... فالمدرسة هي المصدر الرئيسي الثاني للبرمجة الذاتية ، وقد يكون ذلك ايجابيا أو سلبيا .
المصدر الثالث : الأصدقاء
يؤثر الأصدقاء على بعضهم البعض بطريقة جوهرية حيث أنهم من الممكن أن يتناقلوا عادات سلبية مثل التدخين وشرب الخمر وتعاطي المخدرات والهروب من المدرسة ... الخ وفي الواقع فإن أغلب المدخنين كانوا قد انجذبوا الى التدخين بتأثير من أشخاص آخرين وذلك عندما كانت تتراوح أعمارهم 8-15 سنة وهو العمر الذي يطلق عليه علماء النفس فترة الإقتداء بالآخرين ... وهي الفترة التي يبدأ فيها الأطفال تقليد سلوك الآخرين .
المصدر الرابع : الإعلام
أجريت دراسة عن الشباب في امريكا وكيف يقضون أوقاتهم تبين من نتيجتها أن الشباب في سن النمو يقضون حوالي 39 ساعة اسبوعيا في مشاهدة التليفزيون ، وإذا رأى الطفل أن المطرب أو الممثل المفضل لديه تصرف بطريقة معينة فإنه سيقوم بتقليده حتى ولو كان هذا السلوك سلوك سلبيا والمثال على ذلك إن أحدى المغنيات الشهيرات عالميا ظهرت في أحدى حفلاتها ترتدي رداءا يكشف جزءا من بطنها ... فهل تعرف ماذا حدث ؟ في نفس الأسبوع كانت اكثر من 50 ألف فتاة ترتدي مثل هذا الرداء .
المصدر الخامس : أنت نفسك
بالإضافة إلى المصادر الأربعة السابقة ، فإنك تضيف إليهم برمجة ذاتية نابعة منك أنت ... ففي إحدى محاضراتي عن السيادة الكاملة على الذات قالت لي إحدى الحاضرات أن ابويها كانا غير راغبين فيها ولم يعبروا أبدا عن حبهم لها وشعرت بأنها منبوذة من الجميع ووجدت نفسها وحيدة ، فبدت في ممارسة إحدى العادات السيئة وهي تناول الطعام بنهم وشراهة وقالت إن الطعام كان ملذتها ومهربها في نفس الوقت ، ولكن هذه المتعة تسببت في زيادة فظيعة في وزنها وكانت قد بلغت في ذلك الوقت 35 سنة وما زالت تشعر بأنها وحيدة فحضرت تلك المحاضرة على أمل إيجاد مخرج من مشكلتها .
فمن الممكن للبرمجة الذاتية والتحدث مع النفس أن تجعل منك إنسانا سعيدا ناجحا يحقق أحلامه أو تعيسا وحيدا يائسا من الحياة وفي ذلك يقول د. هلمستتر "أن ما تضعه في ذهنك سواءا كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية ".
ننتقل الان إلى التحدث عن المستويات الثلاثة الرئيسية للتحدث مع الذات :
المستوى الأول وهو ما أطلق عليه "" ألإرهابي الداخلي "
الإرهابي الداخلي هو أخطر مستويات التحدث مع الذات فإنه من الممكن أن يجعلك فاقد الأمل ويشعرك بعدم الكفاءة ويضع أمامك الحواجز التي تمنعك من تحقيق أهدافك ... فالإرهابي الداخلي يبعث إشارات سلبية مثل : أنا خجول ، أنا ضعيف ، أنا ذاكرتي ضعيفة جدا ، أنا لا أستطيع إنقاص وزني لقد حاولت ولم أنجح ، أنا لا أستطيع أن أتوقف عن التدخين لقد حاولت كثيرا ولكني فشلت ، أنا لا أستطيع الأستيقاظ مبكرا ، أنا لا استطيع أن أتحدث أمام الجمهور ، أنا شكلي غير جذاب . يقوم الناس بإرسال إشارات سلبية للعقل الباطن ويرددونها باستمرا إلى أن تصبح جزءا من اعتقاداتهم القوية وبالتالي تؤثر على تصرفاتهم وأحاسيسهم الخاصة بهم وبالعالم حولهم .
المستوى الثاني هو كلمة " ولكن " السلبية
هذا المستوى من التحدث إلى الذات أفضل من المستوى الأول ... فالإنسان يقول أنه يرغب في التغيير ويضيف كلمة " لكن " ... وللأسف فإن هذه الكلمة تمحو الإشارات الإيجابية التي سبقتها ... مثل : أريد انقاص وزني ولكني لا أستطيع ، أريد التوقف عن التدخين ولكن أخشى من زيادة وزني نتيجة لذلك ، أريد أن استيقظ مبكرا ولكن لا أحب ذلك .
والآن إذا قلت لك أنك ممتاز " ولكن " فما الذي سيدور في ذهنك ؟ ... بالتأكيد أفكار سيئة حيث أن كلمة " ولكن " تمحي دائما كل ما جاء قبلها وعلى ذلك فالرسالة التي سيحتفظ بها العقل الباطن هي " أنا لا أستطيع " ... فكلمة " ولكن " يستعملها الناس للتهرب من اتخاذ أي قرار فعال ... فوراء كلمة " ولكن " وكلمة "أنا لا أستطيع" يوجد خوف يمنع الشخص من الوصول إلى هدفه .
المستوى الثالث والأخير هو التقبل الا يجابي
هذا المستوى من التحدث مع الذات هو أقوى المستويات بمراحل كما أنه يكون مصدرا للقوة وعلامة على الثقة بالتفس والتقدير الشخصي السليم والأمثلة على التقبل الإيجابي تتضح من الآتي : أنا استطيع أن أمتنع عن التدخين ، أنا أستطيع أن أحقق أهدافي ، أنا أقوى وعندي مقدرة كبيرة ، أنا إنسان ممتاز ، أنا عندي ذاكرة قوية .
كل هذه الرسائل الإيجابية تدعم خطواتنا بالحماس ، والثقة اتجاه أهدافنا الى أن نحققها .
بعد أن تحدثنا عن المصادر الخمسة الرئيسية للبرمجة الشخصية والمستويات الثلاثة للتحدث مع الذات نتكلم الآن عن الأنواع الثلاثة للتحدث مع الذات
أول انواع التحدث مع الذات هو الفكر
هذا النوع من التحدث ذو قوة شديدة ، ومن الممكن أن يؤدي إلى نتائج خطيرة فمثلا إذا فكرت في شخص لا تحبه وتذكرت أحد المواقف التي كان ذلك الشخص طرفا فيها واستمعت إلى ما تقوله لنفسك فلاحظ الإحساس الذي سوف تشعر به ... فهذا النوع من التحدث مع الذات من الممكن أن يؤدي إلى الأكتئاب ويؤثر تأثيرا" سلبيا" على الصحة البدنية ، ومن الممكن أن يحرمك من المتعة في جميع مجالات الحياة وفي ذلك كتب " فرانك أوتلو " :
*راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال *
*راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات *
*راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع *
* راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك *
ثاني انواع التحدث مع الذات هو الحوار مع النفس
هل حدث أن دخلت في جدال مع شخص وبعد أن تركك هذا الشخص دار في ذهنك شريط الجدال مرة أخرى ؟ ... في هذه الحالة ستكون قد قمت بالدورين وكأن عندك ندائين داخليين أحدهما يمثلك والثاني يمثل الشخص الآخر وأخذت في أعادة شريط الجدال عدة مرات مع أضافة عبارات كنت تتمنى أن تقولها وقت الجدال الأصلي مثل : " في المرة القادمة تنبه جيدا مع من تتعامل " ... ويكون الرد " أسف " ...وتقوم أنت بالرد على ذلك قائلا " الأسف غير كاف " وتظل على هذا المنوال إلى أن تفقد صوابك . هذا النوع من التحدث مع الذات يولد أحاسيس قوية سلبية .
ثالث أنواع التحدث مع الذات هو التعبير بصراحة والجهر بالقول
وهذا النوع يأخذ شكلين :
الشكل الأول التحدث مع النفس بصوت مرتفع :
هل حدث أن رأيت شخصا يتحدث إلى نفسه بصوت مرتفع أثناء سيره ؟ ... كنت إحدى المرات أتجول في بهو أحد الفنادق فوجدت شخصا يتحدث إلى نفسه بصوت مرتفع ويلوح بيديه وبمجرد أن رآني أنظر إليه توقف وسار بعيدا !! إن ما يحدث في هذه الحالة هو أن يكون الشخص تحت ضغط غير عادي فيلجأ لا شعوريا للتنفيس عن نفسه بهذه الطريقة ، ولكنها تؤدي إلى أضرار صحية منها رفع ضغط الدم كما أنها تقوم بتوليد طاقة سلبية ضخمة .
الشكل الثاني يكون على هيئة محادثة توحي بعدم الكفاءة :
لتوضيح ذلك إليك هذا المثال : كان محددا لي أن ألقى محاضرة في فندق الملكة اليزا بيث في مونتريال ، وفي إحدى طرقات الفندق سمعت إحدى السيدات تقول للأخرى " أنا عندي خوف رهيب من التحدث أمام الجمهور ، أنا لا أعرف كيف يستطيع الناس القيام بذلك . كيف يقفون أمام الجمهور ويكونوا عرضه للسخرية " ... وردت عليها السيدة الأخرى " أنت على حق تماما فأنا لن أتكلم أبدا أمام الجمهور " !!
وإذا حللنا هذا الموقف نجد أن السيدة الأولى قالت عن نفسها أشياء سلبية ووضعت نفسها في فخ هي التي صنعته ، وليس هذا فقط بل أنها أثرت على زميلتها وشجعتها أن تشعر بنفس الإحساس ... فالبرمجة الذاتية بهذه الطريقة هي التي تحتوي على تكرار العبارات السلبية للنفس بالإضافة إلى تقبل هذه العبارات من الآخرين وهي على ذلك ضارة للغاية وتسبب أحاسيس هدامة تقلل من أداء ادوارك في جميع مجالات الحياة .
وقد يحدث أن نمر بهذه الأنواع الثلاثة من التحدث مع الذات يوميا عن طريق برمجة وإعادة برمجة عقلنا بإشارات سلبية للغاية فتستقر وترسخ بعمق في العقل الباطن وتصبح عادات ، وفي هذا الخصوص قال العالم الألماني جوته " أشر الأضرار التي ممكن أن تصيب الإنسان هو ظنه السيء بنفسه " . وهناك حديث شريف يقول " لا يحقرن أحدكم نفسه ".
لحسن الحظ فأنت وأنا وأي شخص في استطاعتنا التصرف تجاه التحدث مع الذات الذي يتسبب في البرمجة الذاتية ، وفي استطاعتنا تغيير أي برمجة سلبية لإحلال برمجة أخرى جديدة إيجابية تزودنا بالقوة ، والسبب في ذلك بسيط وهو أننا نتحكم في أفكارنا فنحن المالكون لعقولنا وعلى ذلك فيمكننا أن نغير فيها تبعا لرغباتنا . وقد قال ارتست هولمز في كتابه النظريات الأساسية لعلم العقل " أفكاري تتحكم في خيراتي ، وفي استطاعتي توجيه أفكاري " ... وفي كتابها العودة للحب قالت ماريان ويليامسون " في استطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا بإعادة برمجة حاضرنا " ... وفي علم البرمجة اللغوية العصبية هناك مبدأ يقول " أنا مسئول عن عقلي إذا" أنا مسئول عن نتائج أفعالي " .
من حقك كما أنه في استطاعتك أن تفكر بالطريقة التي تريدها أنت وأيضا في الشيء الذي ترغبه ، لا يوجد هناك من يستطيع أن يوجه أفكارك ... أفكارك تحت سيطرتك أنت وحدك ، ومن الممكن ببساطة توجيه التحدث مع الذات إلى الأتجاه السليم مما يحول حياتك إلى تجارب مليئة بالنجاح والسعادة .
وفي كتابهما تجرأ لتكسب قال جاك كانفليد ومارك فينسن " نحن جميعا متساوون في إننا نملك 18 مليون خلية عقلية كل ما يلزمها هو التوجيه ".
قبل أن تنتقل إلى الخطة التي عن طريقها يمكنك تغيير النداءات السلبية الى أخرى إيجابية ذات فعالية دعني أشرح لك كيف يعمل العقل الحاضر والعقل الباطن سويا .
إذا اعتبرنا أن العقل الحاضر هو معد برامج الكمبيوتر وأن العقل الباطن هو عقل الكمبيوتر فإن معد البرامج يجمع المعلومات من الخارج ويغذي بها عقل الكمبيوتر ، فمثلا" لو أن معد البرامج يغذي الكمبيوتر بالرسائل التالية في برنامجه :
أنا خجول ... أنا لا أستطيع الأمتناع عن التدخين ، أنا أشعر بالضيق ، أنا عصبي المزاج ، أنا لا أستطيع مزاولة الألعاب الرياضية . فإذا دخل هذا البرنامج إلى الكمبيوتر فإن الذي سيظهر على شاشة الكمبيوتر بالضبط هو " أنا خجول ولا أستطيع الأمتناع عن التدخين ...الخ " فوظيفة العقل الحاضر هو تجميع المعلومات وإرسالها إلى العقل الباطن ليغذيه بها ، وهذا الأخير لا يعقل الأشياء فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد لا أكثر ولا أقل ، فلو حدث أن رسالة ما تبرمجت لمدة طويلة ولمرات عديدة فإنها سترسخ وتستقر في مستوى عميق من العقل الباطن ولا يمكن تغييرها ، ولكن من الممكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة .
الآن إذا طلبت منك ألاّ تفكر في كلب أبيض ، هل يمكنك أن تقوم بذلك ؟
وإذا طلبت منك ألاّ تفكر في حصان أسود ، هل يمكنك أن تقوم بذلك ؟
بالطبع " لا " فأنت غالبا قمت بالتفكير في كلب أبيض معين أو حصان أسود معين . وإذا قمنا بتحليل ما حدث نجد أن العقل الباطن قام بإلغاء كلمة " لا" واحتفظ بعبارة " فكر في كلب أبيض " ، ونفس الشيء يحدث عندما يسألك شخص ما عن أحوالك ويكون ردك " لا بأس " لذلك لو سألت أحد الأشخاص عن أحواله وكان رده " لا بأس " فقل له " اتمنى ذلك حظا سعيدا " !!
العقل الباطن يحتفظ فقط بالرسائل الإيجابية التي تدل على الوقت الحاضر بعكس إنك إذا قلت لنفسك " أنا سأكون بخير " فإن رسالتك لن يكون لها التأثير القوي ، فيجب أن تكون رسالتك دائما في الحاضر وليس فيما بعد ... وإليك بعض الأمثلة على الرسائل الإيجابية الفعالة :
" أنا قوي ، أنا سعيد ، أنا هادئ الأعصاب ، أنا عندي ذاكرة قوية ".
والآن إليك القواعد الخمس لبرمجة عقلك الباطن :
1-يجب ان تكون رسالتك واضحة ومحددة
2- يجب أن تكون رسالتك إيجابية
3- يجب أن تدل رسالتك على الوقت الحاضر .
4- يجب أن يصاحب رسالتك الإحساس القوي بمضمونها حتى يقبلها العقل الباطن ويبرمجها .
5- يجب أن تكرر الرسالة عدة مرات إلى أن تتبرمج تماما" .
والآن إليك هذه الخطة حتى يكون تحدثك مع الذات ذو قوة إيجابية :
1- دوّن على الأقل خمس رسائل ذاتية سلبية كان لها تأثير عليك مثل : أنا إنسان خجول ، أنا لا أستطيع الأمتناع عن التدخين ، أنا ذاكرتي ضعيفة ، أنا لا أستطيع الكلام أمام الجمهور ، أنا عصبي المزاج . والآن مزق الورقة التي دونت عليها هذه الرسائل السلبية والق بها بعيدا .
2- دون خمس رسائل ذاتية إيجابية تعطيك قوة وابدأ دائما بكلمة "أنا" مثل: " أنا أستطيع الأمتناع عن التدخين " ... " أنا أحب التحدث إلى الناس " ... " أنا ذاكرتي قوية " ... " أنا انسان ممتاز" ... " أنا نشيط
3-دون رسالتك الإيجابية في مفكرة صغيرة واحتفظ بها معك دائما .
4- والآن خذ نفسا عميقا واقرأ الرسالات واحدة تلو الأخرى إلى أن تستوعبهم جيدا .
5- ابدأ مرة أخرى بأول رسالة وخذ نفسا عميقا وأطرد أي توتر داخل جسمك . اقرأ الرسالة الأولى عشر مرات بإحساس قوي ، أغمض عينيك وتخيل نفسك بشكلك الجديد ثم افتح عينيك .
6- ابتدأ من اليوم إحذر ماذا تقول لنفسك وإحذر ما الذي تقوله للآخرين وإحذر ما الذي يقوله الآخرون لك . لو لاحظت أي رسالة سلبية قم بالغائها بأن تقول " الغي " وقم بأستبدالها برسالة اخرى إيجابية .
تأكد أن عندك القوة وأنك تستطيع أن تكون وتستطيع أن تملك وتستطيع القيام بعمل ما تريده وذلك بمجرد أن تحدد بالضبط ما الذي تريده وأن تتحرك في هذا الإتجاه بكل ما تملك من قوة وقد قال في ذلك جيم رون مؤلف كتاب السعادة الدائمة " التكرار أساس المهارات الدائمة " ... لذلك عليك بأن تثق فيما تقوله ، وأن تكرر دائما لنفسك الرسالات الإيجابية فأنت سيد عقلك وقبطان سفينتك ... أنت تتحكم في حياتك وتستطيع تحويل حياتك إلى تجربة من السعادة والصحة والنجاح بلا حدود .
وتذكر دائما :
عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ، عش بالإيمان ، عش بالأمل ، عش بالحب ، عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة .