السلام عليكم ورحمة الله
إلي كل أخٍ كريم أقول له: أُوصِي نفسي وإياك بتقوي الله تعالي،وطلب العلم الشرعي،والبُعْد عن الخلاف.
إلي كل أخٍ كريم أقول له: إنَّ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﺤﺘﺎﺝ منك ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ.
تحتاج منك تجاهل أحداث،أو تجاهل أشخاص،أو أفعال،أو أقوال.
عوِّدْ نفسك على ذلك،فليس كل أمرٍ يستحق منك أن تقف عنده.
فإنَّ ﺍﻟﻠﻪ تبارك وتعالي خلق ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻣﺎﺀٍ ﻭﻃﻴﻦ، فبعضهم ﻏﻠﺐ ﻣﺎﺅﻩ ﻃﻴﻨَﻪ، ﻓﺼﺎﺭ ﻧﻬﺮﺍً؛ ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﻏﻠﺐ ﻃﻴﻨُﻪ ﻣﺎﺀَﻩ ﻓﺼﺎﺭ ﺣﺠﺮﺍً.
واجعل ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺣﻔﺮﺓ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺗُلْقي ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺧﻄﺎﺀ إخوانك، والأهم من ذلك هو أن تنسي ﻣﻜﺎﻥ هذه ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗَﻌُﻮﺩ إليها ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺨﺼﺎﻡ!!.
ﺗﺒﻴﺾ ﺍﻟﺪﺟﺎﺟﺔُ ﺑﻴﻀﺔً ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺍﻟﺜﻤﻦ، ﻓﺘﻤﻸ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ صياحاً.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺴﻤﻜﺔُ آلافاً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺎﺭ ﻏﺎﻟﻲ ﺍﻟﺜﻤﻦ ﻭﻫﻲ ﺻﺎﻣﺘﺔ.
وأنت كذلك ﺃﺻﻤﺖ ﻭﺩﻉْ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻚ هي التي ﺗﺘﺤﺪﺙ.
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺣﻴنما ﻳُﺼْﺒﺤُﻮن إخواناً ﻗﺪﺭﺍً ..
ﻭﻣﺎ ﺃﺻﻌﺐ ﺍلإخوان ﺣﻴنما ﻳﺼﺒﺤﻮن ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻓﺠﺄﺓ..!!
ﺗُﺮﻳﺪ إخواناً ؟
ﺇﺫﻥ ليكن عندك شيء من التغافل.
قيل لأعرابي: من العاقل ؟. قال : الذكيُّ المتغافل.
وقد قيل : بأنَّ ﺗﺴﻌﺔ ﺃﻋﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ.
ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺗﺴﺘﺤﻖ منك أن تُعطي ﻓﺮﺻﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻻ ﺗﺴﺘﺤﻖ منك ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ.
واحذر أن يرحل عنك أخٌ - كنت تحبه في الله - دون أن تشْعُر به، وتكون أنت السبب في ذلك.
واﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺳﻌﻴﺪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﺳﻌﺪﻩ ﺍلله تبارك وتعالى..
ﻓﺎلله ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﺤﻚ ﻭﺃﺑﻜﻰ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﻌﺪ ﻭﺃﺷﻘﻰ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻏﻨﻰ ﻭﺃﻗﻨﻰ ..
ﻓﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ..ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺰﻭجة ﻭﻻ ﺑﺎﻷﻭﻻﺩ ﻭﻻ ﺑﺎﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺴﻔﺮ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺒﻴﻮﺕ ..
إنما ﺍﻟﺴﻌادﺓ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﺗﺼﺎﻟﻚ ﺑﺎلله سبحانه وتعالي، ﻭﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﻪ عز وجل في السر والعلن.
فدﺭِّﺏ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﻃَﺮْﻕِ ﺑﺎﺏ ﺍلله ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻣﻤﺪﻭﺩﺍً ﺑﻴﻨﻚ وبينه.
واعلم أن نصف الراحة في عدم مراقبة الآخرين ..
ونصف الأدب في عدم التدخل في ما لا يعنيك ..
ونصف الحكمة في الصمت ..
واعلم أنَّ كل شخص فيه من الحزن ما اللهُ عالمه.
فهناك من يعاني من أناس أحبهم!!.
وآخر تعب من التضحية دون نتيجة!!.
وهناك من يبكي على أحبابٍ له رحلوا من الدنيا.
وهناك من يعاني من الغربة وهو بين أهله وإخوانه.
وهناك من يقرأ هذا الكلام ليجد نفسه في بعض سطوره.
هذه هي الدنيا، إن أسعدتْ يوماً أحزنتْ أياماً، وإن أضحكتْ يوماً أبكتْ أياماً.
فقطْ خُذْ نَفَسَاً عميقاً وقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به غيري.
وأخيراً:
ليكن حظ المؤمن منك ثلاث كما قال يحي بن معاذ رحمه الله:
إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه....انتهى كلامه رحمه الله.
واحرص أخي /أختي على أنْ تترك شيئاً يخُصُّك في قلوب إخوانك؛فإنْ لم يكن حُبًّا فليكن احْتِرَاماً..
أسأل الله تعالى أن يرزقنا صفاء القلوب،وأن ينزع منها الغلَّ والحقدَ والحسدَ،إنه ولي ذلك والقادر عليه.
نقلها اليكم اخوكم عبد القادر abedalkader