الراعي الرسمي للتمييز و العنصرية

[الحرف الأسمر]

الراعي الرسمي للتمييز و العنصرية

أصبت بعلة على مستوى الجهاز الهضمي , فكتب لي الاخصائي وصفة : احتوت على الأدوية التالية : كنزوبرازول ( ملبسات ) , بيبسان (أكياس ) , بيديلكس ( أكياس ) , ميتيوسباسميل (ملبسات ) بالإضافة إلى ايفي دجازت ( أقراص فوارة )
راحت الصيدلية ترفع رأسها إلي و تقول : الفاتورة : 2219,19 دج , ثم ركزت قليلا في حاسوبها ثم قالت لي : عليك أن تدفع 1939,69 دج
فقلت لها : هل لي الحق أن أعرف سبب هذا المبلغ ؟
قالت من حقك ذلك و استطردت تقول : انظر يا أخي , كل ما كتبه لك الطبيب من أدوية ليس قابلا للتعويض ما عدا كنزوبرازول فيباع ب 600 دج و يعوض على سعر مرجعي ب 180 دج
فقلت لها وأنا أتصنع المزحة لما لم يلحقوا هذا الدواء بإخوته فتكاد لا تفصله عن عدم التعويض إلا ما هو بحجم شعرة أو أقل ـ
و تشاء مشيئة الله أن يكون بجانبي شخص أعرفه , قدّم وصفته للصيدلية شرعت هذه الأخيرة تقرأها تارة و تنظر تنظر إلي تارة أخرى و تتبسم ، فرابني الأمر و رحت أسألها عن سبب هذه الحركات فقالت لي : سبحان الله , وصفته تكاد تطابق وصفتك رغم أن الطبيب ليس نفسه ... لكن استدركت و قالت : صاحب هذه الوصفة له حق التعويض , التفت إليه و بسرعة تذكرت ابنه الذي كان تلميذا عندي .
خرجت من الصيدلية و طوفان جارف من التساؤولات اجتاح رأسي : قلت في نفسي : لماذا يحرم رجل التربية و التعليم من التعويض و من التخفيضات و يسمح بذلك لتلاميذه : العسكري و الشرطي و الجمركي و حارس الغابات و الطبيب و المهندس ووو ... ألم يتعلم كلهم على يدي هذا الرجل الذي حرمته دولته من التعويض و ميّزته
ما كنت لأكتب هذا المقال لو لم يستثرني خبر مفاده : أن الكويت شرعت في بناء مستشفى عام ضخم لا يستقبل إلا الكويتيين فقط رغم لما للاجراء من عنصرية الا أنّها عنصرية محمودة ما دامت تحفظ و تصون حقوق جميع أبناء الوطن و لا تميّز بينهم .
ليكن شعارنا لا للتمييز كلنا جزائريون و كلنا نحب الوطن .