هل يختلف وقع إهانة الزوجة لزوجها عن وقع إهانة الزوج لزوجته؟ وما أسباب انتهاج هذا الأسلوب في التعامل؟ وكيف نظم الإسلام العلاقة بين الزوجين لتقوم على الاحترام والتقدير المتبادل وليس التجريح والسب والإهانة؟
في البداية يؤكد الدكتور محمد أبو زيد الفقي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر أن المنهج الرباني في تكوين الأسرة والحياة الزوجية قائم على الرفق والتراحم والود المتبادل بين أفراد الأسرة وبخاصة بين الزوجين ، قال تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " الروم : 21".
فإذا تجاوز أحد الزوجين حدوده فالود والرحمة تتطلب أن يقابل الطرف الآخر هذا التجاوز بالصبر والتحمل والصفح، ولا يقل الزوج مثلا " إن زوجتي شخصية متعبة " ، بل يحاول أن يتحملها وأن يفهمها ولا ينفعل بسرعة ، فبالرفق بها ينزل إلى مستواها ليرفعها إلى مستوى أعلى، وهكذا يتأنى عليها، ويترفق بها ويتحمل كل ما يصدر عنها من جهالات حتى يصل بها إلى ما يحب من الصفات والطباع ويرضى. أما لو كان هذا الزوج يظن أنه لن يتعامل إلا مع المثاليين فعليه أن يبحث عن عالم آخر يعيش فيه!!
في إحدى المرات قال لي شخص: أنا لم أعد أتحمل ( زوجتي فلانة ) إطلاقا، فهي إنسانة لا تطاق ولا يمكن تحملها! ، فقلت له : " وكيف إذن تحملها الله منذ ولادتها حتى الآن؟ وكيف تحمل غيرها من أمثالها منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا؟!
القلب الكبير الواسع هو الذي يتحمل العتاب ولا يضيق به ولو كان بألفاظ صعبة، وهو الذي يتحمل الفكاهة ولو كانت بأسلوب يبدو فيه التهكم.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا أراد الله بأهل بلد خيرا أدخل عليهم الرفق " ، ويقول : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " ، وقال أيضاً : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ". والخطاب هنا موجه للزوج والزوجة، فيجب على الزوج أن يكون خيرا بأهله ويجب على الزوجة أن تكون خيرة بأهلها.
ويحذر د. الفقي من أن مقابلة الإساءة بالإساءة تجعل الحياة جحيما لا يطاق وتتحول الأسرة حينئذ من وحدة استقرار إلى وحدة تنافر.
ولا يظن أحد الزوجين أنه إذا ضغط أو أذى الآخر باللفظ أو السلوك أنه سيكون قد أخذ حقه أو استرد كرامته المجروحة وإنما سيكون هو نفسه في قمة الضيق النفسي والعصبي.
ذلك أن التجربة المشاهدة أثبتت أنه إذا ضايق أحد الطرفين الآخر في الصباح فإنه يظل طوال النهار في حزن وضيق أما إذا كان الأمر بالعكس بأن يقابل الزوج الزوجة بالحلم أو قابلت الزوجة إساءة زوجها بالحلم فإن صاحب هذا الخلق سيظل سعيدا طوال وقته ويجنى ثمرة حلمه استقراراً في بيته وأسرته.
وتشير د. فاطمة الشناوي أستاذة الطب النفسي وخبيرة العلاقات الزوجية والأسرية إلى أن الإهانة أمر مرفوض في الحياة الزوجية بين الطرفين، وأن أكثر شيء يهين الزوجة هو الطعن في شرفها أو كرامتها وعزة نفسها وأنوثتها.
أما أكثر شيء يهين الرجل ( الزوج ) فهو معايرته بعدم قدرته الجسدية أو عدم قدرته على تحمل مسئولية بيته والانفاق عليه.
وتضيف أن إهانة الشخص والتقليل من شأنه يمكن أن تحدث بالنظرة أو الكلمة أو الإشارة أو العنف.
وتشدد خبيرة العلاقات الزوجية على أنه يجب على الطرف المخطئ أن يبادر بالاعتذار ويعد بألا يكرر الإهانة مرة أخرى على الإطلاق حتى لا تتحول الإهانة إلى درجة من درجات العنف ورد الفعل المماثل من الطرف المهان وتصعيد الموقف وقد يصل الأمرـ كما حدث في بعض الحالات ـ إلى القتل وإزهاق الروح!!
ولم تنس د. فاطمة أن تلفت نظر الأزواج والزوجات إلى أن يتجنبوا الشجار أمام الأبناء ، وبخاصة الأطفال منهم، إذ ليس من التربية السليمة للنشء أن يشهدوا مثل هذه المواقف.
منقول وقد قمت بادراجه لما صار يسري في مجتمعنا من اهانات للزوجة او للزوج على حد سواء والبحث عن علاج