هل أنت مع الوزيرة أم ضدها ؟! هل توافق على إستقالتها أو إقالتها ؟! أم لا توافق ؟!
بالنسبة لي : أنا ضد إستقالة أو إقالة الوزيرة وسأسوق ثلاثة مبررات أقنعتني شخصيا وأراها وجيهة لأن أقف إلى جانبها لا ضدها وهي :
01/ يكفي أنها امتلكت الجرأة فوعدت بتلبية المطالب المادية الكثيرة والعالقة لعمال القطاع في ظرف وجيز والتزمت ووفّت وحققت لزملائنا في ظرف وجيز مالم يحققه أسلافها من وزراء الجبن ضعيفي الشخصية الأسود علينا والنعامات في مجالس الحكومة المغلقة الذين فشلوا لعقود من الزمن في تحقيق ولو عشر ما حققته هي في سنة وهنا أفتح قوسا كبيرة لأضيف(رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد) فلا يجب أن ننسى لها هذا وإن نسينا أو تناسينا ذلك فحينها تصدق فينا مقولة ((ياكل في الغلة و يسب في الملة )) (اللؤم)
02/يكفي أنها الوحيدة التي وضعت يدها على الداء الحقيقي الذي أوهن جسد القطاع ونخر عظامه و بسبه تقهقرت مدرستنا و تأخرت ، و ضعف مردوده و هزلت مخرجاته إنه مرض فقر التكوين إن لم نقل غياب التكوين و الرسكلة فاستنفرت قطاعها واستعجلت حقن المصل الناجع (التكوين) في شرايين القطاع (الأساتذة ) كي تعيد لها الحيوية و القوة التي فقدتها ..و أول ماقامت به هو استرداد العديد من المعاهد التكنولوجية لإعادة فتحها وبعثها من جديد لتقوم بدورها المنوط بها في السنوات القادمة رغم ما سينجر عن فتح المعاهد و تسييرها من أعباء مالية معتبرة ستثقل حتما كاهل الخزينة وأعيد فتح القوس من جديد لأضيف (في عز الأزمةالاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد)...
دون أن ننسى المشروع الجريء و الطموح ((إصلاح الإصلاح)) أو ((إصلاح ما أفسده أو فشل فيه سابقوها )) هذا المشروع الذي رغم كونه أمرا إيجابيا وطبيعيا يدخل في إطار تكريس التقويم كضرورة تربوية حيوية وحتمية ولذلك وجب تعزيزه بهدف تحيين المنهاهج وتحسينها لضمان تحقيق أفضل المخرجات التربوية وتحقيق مدرسة أصيلة - عصرية- ناجعة كما و كيفا .. رغم الحاجة الملحة إليه قلت وقبل أن يكشف حتى عن أدواته في الميدان إلا أنه ووجه بشراسة وعصفت عليه زوابع من الأحكام المسبقة وأعاصير من التشكيك و التخوين و التكفير حتى ...غير أنها بحكمتها و رصانتها استطاعت أن تسيّر واحدة من عديد الأزمات "المختلقة" في قطاعها بحكمة و كفاءة وحجة وبرهان ...وكي لا نبتعد في النقاش ونبقى في مسألة التكوين وكيف أولته الأهمية الكبيرة وجب أن نذكّر بإنها سطرت تربصا تكوينيا في هذا الصيف لفائدة الاساتذة المكلفين بتدريس السنوات :الأولى و الثانية من التعليم الابتدائي و الاولى متوسط ..فهل فعلها اسلافها أم وجب أن نذكركم بما بعدد أيام التكوين التي لا تتعدى أصابع اليدين حتى لانقول اليد الواحدة خلال عشرسنوات كاملة سخرها بن بوزيد في تجسيد إسلاخات بدل الإصلاحات التي خطط لها ...
ألا تستحق منا التقدير هذه الوزيرة الكفأة والخبيرة المتمرسة في علم الإجتماع التي أحسنت توظيف تكوينها و معرفتها الأكاديمية و خبرتها الواسعة في الميدان ...لا شك في أن النقابات وبعد أن اكتشفت أنها استغفلت و أُلبست أذني الحمار الورقية وقلدتها الوزيرة قلادة هبنقة وهي ضاحكة (النقابات) وحين أدركت أنها خسرت الماتش وأن ماضيعته أكبر مما غنمته وبرضاها مدت أيديها وأدخلتها في أغلال الوزارة دون أن يجبرها أحد على ذلك ..حينها قلت لم تستوعب الأمر وندمت بشدة لأنها (معذرة على العبارة) أحست بالحشوة الكبيرة التي أكلتها وكلاعب مهزوم لا يعترف بالخسارة فاقد للروح الرياضية (يا إمّا نربح ويا إمّا أنَّزّع أو نْززّع) قامت بتدبير و اختلاق مقابلة استدراكية مفاجئة لم تكن مبرمجة سلفا في وقت أسدل فيه الموسم الرياضي ستاره أو أوشك جرت فيها الوزيرة للمواجهة على حين غرّة ...ولكونها مصممة هذه المرة بكل السبل على هزم الوزيرة شر هزيمة قامت بإقحام بعض اللاعبين ((المحترفين ))الأجانب (نواب) في صفوف فريقها و عقدت صفقة مع بعض المسؤولين السابقين في الوازرة لأجل ترتيب نتيجة المقابلة لصالحها و تحقيق الفوز ليس بالنقاط فقط بل بطرد الفريق المنافس بالبطاقة الحمراء بداية بقائده ورأس حربته ونهايه بمدافعيه وحارسه ...
فياترى هل سينجح المتآمرون في تحقيق مبتغاهم ؟؟ الجواب على هذا التساؤل يستوجب منا الانتباه إلى مايلي : بما أن مصير المقابلة معلق في صفارة الحكم ، فهل سيكون هذا الحكم نزيها ومحايدا ولا علاقة تربطه بالأجندة المسطرة لترتيب هذه المقابلة ..كيف سيتصرف ؟؟هل سييتزعزع أمام تصفيرات الاستهجان التي يطلقها جمهور المتفرجين ... هل سيفقد ثقته بنفسه وتركيزه تحت وطأة المناورات والتشويش و التمثيل الذي يمارسه بعض اللاعبين ببراعة هل سيضعف أمام استفزازاتهم وانتقاداتهم اللاذعة و المتكررة لقراراته ... أم أنه سيكون كعادته هادئا بأعصاب باردة .. ملتزما ووفيا لطبعه وسمعته كحكم معروف عنه الحكمة و الرصانة و الجرأة و التؤدة وعدم التسرع حين اتخاذ القررات الهامة و الحاسمة ...هل سيحكم بالعدل و الحق ووفق ما يمليه عليه ضميره وواجبه المهني والأخلاقي هل سيكون في مستوى المسؤولية الجسيمة الملقاة على كاهله ؟؟؟إنها مجرد تساؤلات تواردت على الذهن و تتنظر الإجابة و الحسم في القريب العاجل ..