عندما تختفي الرغبة

[الأزرق الملكيّ]

حقيقة تحصل في العالم الافتراضي وبالتحديد في المنتديات بدءاً عندما ينتسب العضو ويكون جديد تأتيه الرغبة الجامحة والفضول

للتعرف أكثر على مايجول داخل الأسوار، وبعد أن يضع قدمه الأولى يريد ان يصل الى تحصيل حاصل والنظر عن كثب

الى كيف يفكر الاخريين والذين يقطنون عبر جميع التراب بمختلف الأعمار والمستويات.

فيلقي بثوبه ويركض نحو شاطي الموقع ويغطس في أعماقه بتلك الحماس الذي لايقاوم لدرجة ان أول شيء يفعله عندما يرجع الى المنزل

يشعل جهازه و يذهب مباشر الى المنتدى بلهفة ليرى كل ماهو جديد من مواضيع والمناقشات .

يمر الوقت ويبدأ في تمييز الأعضاء من خلال تواجدهم ومشاركتهم فيقوم هو الاخر بوضع بصمته التي تمييزه عن البقية بفكره وخطه

ولمعانه في قسم معين وتصبح تلك الأجواء جزء من حياته لايستطيع الإستغناء عنها...

هذا الصرح الذي يجتمع فيه الإخوة والأخوات هو مجتمع ثاني حلمنا به في الواقع لكن لاسف الواقع شيء اخر .

اجمل شيء ان نصنع عالم كما نحبه نعامل معاملة حسنة يكون منتظم يجمع فيه الأحباب بروح لابالجسد .

هناك من تعود عليه وأصبح جزء من حياته و ملجا لتفريغ الهموم ليجد المواساة المطلوية .

كما أنه يعتبرغداء للعقل و مكتبة كبيرة فيها رفوف وكل شخص ياخد مايريد حسب إحتياجه.

دوام الحال من المحال اجلا ام عاجلا يصبح إدمان ويشعر أنه مقصربعدة أشياء في حياته الواقعية ، بذلك تجتاحه الكآبة

ويغرقه الملل وتحاصره الأحلام و الأهداف التي يطمح إليها و تقول له قد بالغت في المكوث هنا .

و يبدأ بتخفيض مقدار تواجده ويكتفي ببعض اللمسات على الكيبورد و المشاركات الطفيفة رويدا رويدا حتى يختفي عن الأنظار

وتختفي معه الرغبة في البقاء لتأخد مكانها الرغبة في الرحيل و تاتي ظروف الحياة إلى غير رجعة مخلفا وراءه اماني و نصائح وأمال تركها لغيره كي يستفيد منها .

هي مغامرة ممتعة لها بداية جميلة و نهاية أجمل ... يعيشها كل من زار بحرها وتبلل بذكريات أمطارها.