الاخلاق ارزاق ~

[همسات ايمانية]

الاخلاق أرزاق

الانسان بطبعه إجتماعي ، مهما حاول الابتعاد ,,فإنه ولا بد وان يكون له تعامل واحتكاك مع الناس على مختلف مشاربهم وتصوراتهم وتصرافتهم واخلاقهم أيضا
ولعل الاغلب يتفق ‘على ان الناس تتفاوت في الاخلاق فمنهم من تكاد اخلاقه تبلغ الثريا ,,وتعانق كبد السماء ,,على قلة هذا الصنف للاسف
ومنهم من اخلاقه تلاصق الثرى بل ربما تغوص دونه
ولا ريب ان من اوتي الخلق فقد اوتي خيرا كثيرا
لكن للاسف في مجتمع طغت عليه المادية ,,صار الفرد منا يحتار كيف يعامل الناس
فمنهم من إذا خفضت له جناحك صار نسرا يريد أكلك
فكما قال الشاعر ,,إن البغاث بارضنا تستنسر
والبغاث هم ضعاف الطير ,,يعني ما غن تتواضع معه وتحاول تطييب خاطره وتواسيه فإنه يحسب

ان تصرفك ضعف لذلك فتراه يتغير طبعه ويسوء خلقه عليك ,,,يحسب أن صمتك دليل عجزك وشتان بين العجز والصمت
فالصمت عند المقدرة هو قمة االقدرة ,,فالذي لا يفهمه هؤلاء أن رد الاساءة بغساءة امر سهل جدا ورد السباب بسباب اكبر منه هو امر متيسر لكن الشاهد ان الانسان الخلوق لا يريد ان ينزل بنفسه تلك المنزلة السحيقة في مقابلة الاساءة باساءة والتعمامل مع هؤلاء طبعا يكون حسب كل حالة
فكما وصفهم المتنبي

[إذا أنت أكرمت الكريمَ ملكته ........وإن أنت أكرمت اللئــــيمَ تمّرد
لكن نفس هذا الشخص لو استعملت معه التعنيف والزجر فانه سرعان ما يزدجر وينردع ؟؟لان شخصيته
قد تكونت على أساس الخوف من القوي ونكران حق الضعيف وي في الغالب هي شخصية تعرف في علم النفس بالشخصية المازوشية التي تتلذذ بالقسوة

هناك صنف اخر تجد ان كلامه كله عنف واساءة ، فهو على الدوام يحاول ترهيب الاخرين بالزجر تارة وبالتهديد تارة اخرى ,
],لكننه إذا وجد شخصا أقوى منه فانه ينردع ايضا وهؤلاء عادة هم أصحاب الشخصية السادية الذين يتلذذون بقهر الاخرين واذلالهم ,,
لكن عادة هؤلاء من يظهرون تلك القوة والجبروت هم عادة
لهم عقد نفسية حادة إما عقدة النقص فيحاولون التعويض ,,أي تعويض ذلك النقص والضعف الذي يشعرون به بمظهرية جوفاء ,,تحيل للقوة والتكير
او عادة ما يشعرون بعقدة التميز وهي ايضا عقدة فهم يظنون انهم احسن من الخلق ,ووفي كلتا الحالتين هذا مرض نفسي يتوجب العلاج

لكن الحمد لله ان هناك اشخاص ولو على قلتهم إذا تواضعت لهم وضعوك في مكانة التواضع والرفعة لا مكانة الخوف والذلة والوضاعة
-
هناك امر اخر أيضا مثلا تجد اناسا فارغين من الداخل لا نباهة لهم ولا معرفة لكنهم عادة يحاولون الظهور بمظهر العارف والعالم ,,

وهؤلاء المتعالمون عادة يعوضون نقصا ما أصيلا بانفسهم ,,لذلك تجدهم يحبون الاضواء ويطربون للشكر ولتجميع المعجبين حولهم ,,
هؤلاء يحيطون انفسهم بهالة من الابهار والتميز والاغلب هم ابعد الناس عنه ,,لذلك وجب ان نعلم ان العلم والمعرفو كالساعة والعاقل
لا يخرج الساعة الا عند الحاجة لها ومن اخرجها كل وقت فاكيد لام له الا التباهي بها
كما أنه عادة ما تصدر العربة الفارغة ضجة اكثر من الممتلئة ,,,وعادة ما تصيح الدجاجة التي باضت باضة واحدة وكانها باضت مئة بيضة ؟؟

وعلى عكس هذا الصنف تجد أشخاصا اخرين يظهرون وكانهم جهال لانهم لا يتكلمون كثيرا ولا يسوقون لانفسهم ولا لعلمم ,,الا عندما يحتاج إليهم وساعة الجد
تجدهم مبهرين حقا ,,عالمين بحق ,,,لكن ما جبلهم على السكوت هو التواضع لا غير

ولذلك يظن البعض ان كل ساكت جاهل وكل متكلم عالم ولعمري هذا هو الخطا ,,
الم تسمع لقول الشافعي رحمه الله
أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُو فَوْقَهُ جِيَفٌ وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِ الدُّرَرُ
وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لا عِدَادَ لَهَا وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ


فالذي يعلو على الخلق عادة يكون مجرد ميت , مجرد بالون منتفخ سرعان ما تفجره أصغر حركة او ضغط

لذلك حوار بسيط معهم ومجرد تبيان عجزهم تجدهم يثورون ويزمجرون ويهددون ويسبون لأانهم فعلا مارقون متعالمون

,اما الاشياء الثمينة عادة ما تجدها في الاعماق ,,والواثق في الله وفي نفسه هو غير محتاج للتفاخر والتظار لانه قوي الشخصية ’’عارف أين يذهب والام يرمي
مصداقا لقوله تعالى

{فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}

لذلك لا تخدعنكم المظاهر وليس كل ما يلمع ذهب ولا كل أضر عشب

وما يسلينا أن مخالطة الناس وتحمل أذاهم يؤجر صاحبه ,,والاخلاق الحسنة رزق لم يعط لكل الناس لكن صاحبة ماجور غير موزور

قال رسول الله صلى الله عليه وصلم

(المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)


فالواجب معاملة الناس وانت تراعي الله فيهم ,,وتبتغي ما عنده فالصبر ,,الصبر هذا ما يلزمنا
خواطر بقلمي جالت في خاطري