السلام عليكم ..
كثير ما ...أن يلاقي إعجابنا كلام لشيخ عالم أو داعية أو محلل سياسي ..أو كاتب صحفي .أو مفكر مثلا ..فيأجج ذلك فينا رغبة عارمة في مقاسمته غيرنا فنقوم بنقله ..لأجل أن يظفر موطن القبول عند الآخرين أو تحسيسهم أو التأثير عليهم .أو جلبهم لمربع تموقعنا ..لاغبار على ذلك ..إنما الإشكال في ذلك هو أننا حين نطالع المنقول من أعلاه الى أسفله ...والغالب عليه مطولات المقالات ..قلت حينما نقرأ نمرّ خلال المقالة ما تضمنته من شذوذ في الرأي أو ما يصادم قناعاتنا ..فندخل الموضو ع ولكننا لاندري أنأخذ ونرد مع الكاتب الأصلي للمقال أم مع من قام بالنقل ؟
ليس لنا خيار فصاحب المكتوب هو غير حاضر بيننا فمالحل ؟
لانجد أنفسنا سوى أمام الناقل لمساءلته . ..والمصيبة أنه وأكثرهم يتهرب من الإجابة عن أسئلتنا ..بدواعي كثيرة منه مثلا أن المنقول كاتبه لا يرقى عامة القراء الى نقد رأيه ..أو أن ماتطرحه من أسئلة هو يفضح نيتك في قدح وبغض صاحب المقروء وليس المقروء بحد ذاته .وقد يكون .تطاولا أو حسدا أو خبث توجه أو عداء للدين أو الوطن أو القيم وهلم جرا .. من التأويلات المبنية على سوء الظنون..
فهلا يقبله العقل هذا الكلام ؟
ألا يجب على صاحب النقل أن يفري منقوله فريا بالقراءة .والتعمق في مضامينه لاأقصد بحثا عن الأخطاء ..لأنه غير وارد ذلك برأيه بحكم انبهاره بما نقل ..إنما قصدت أن يطلع ليفهم أبعاد ما ينقل ..هكذا هنا سيتحول الى ممثل للكاتب الأصلي فيرد عنه بدلا عنه ..فيوضح الغامض ويدفع بالحجة .أليس هو يتبنى رأي الكاتب ؟؟.وإلا فماجدوى أن تنقل كلاما لاتفقه معناه ؟
برأيي أن من يفعل ذلك .ويصر على تجاهل من يسائله بخصوص مضمون المنقول فإنه يخبر عن شيء واحد أنه حوّل عقله الى مجرد وعاء يملأه فكر ورأي غيره . .ألم ينعم عليك ربك بنعمة العقل لتتدبر ؟
أوتبتلع كلما يُطبخ لك ؟؟ألا يتوجب وقفة مع النفس والتجرد من العاطفة ووضع ما نتبناه في الميزان ..؟
ألم يحضنا الله سبحانه وتعالى على اعمال العقل والتدبر في كثير من آيات محكم تنزيله ؟؟
..
ومن تلك الآيات: ﴿ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها.إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون﴾ (13)، ﴿كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون﴾ (14)، ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون﴾ (15)، ﴿وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير﴾ (16)،
﴿.. قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون﴾ (17)، وقوله: ﴿.. انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون﴾ (18)، وقوله: ﴿أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها﴾
﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور﴾ (20)، وقوله: ﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾
ليتكم ياإخوتنا تكونون قريبين من منقولاتكم فنزداد علما بما نجده لديكم من رفع لبس أو إماطة لثام عما قد يشكل علينا فهمه أو تقبله .ومادعاني للكتابة هو كوني .صُدِمت كثيرا صراحة هنا لما أقرأ بعض المواضيع كوني طرحت اسئلة عديدة على الناقلين فبقيت معلقة بعذر أو بآخر ...ارحمونا يرحمكم الرحمن يا نقلة ..أشكركم