إنشاء السعودية تحالفاً لمكافحة الإرهاب، يشبه إنشاء صُنّاع السجائر تحالفاً لمكافحة التدخين.
لا يحتاج العالم من مصنعي السجائر إلى جهود لمكافحة التدخين؛ عليهم فقط إغلاق مصانعهم.
وكل ما يحتاجه العالم من السعودية هو إغلاق "النظام" السياسي والديني الذي تقوم عليه، ويشكل جوهر وجودها، ووجود الإرهاب أيضاً.
أن تحارب السعودية الإرهاب فمعناه أن تنقلب على ذاتها كلياً، لتصبح شيئاً آخر غير السعودية التي يعرفها الناس، فهل بمقدورها ذلك؟
لا أتوقع، إذ المطلوب لها، لو كان في خطوتها الأخيرة مصداقية؛ هو تحالف "داخلي" أولاً لمواجهة بُنى الأرهاب المتداخلة مع بُنى نظامها السياسي والاجتماعي، قبل الشروع في مواجهة الإرهاب الدولي الذي يشكل فقط "عرضاً" للمرض وليس المرض ذاته.
عموما هي خطوة تخديرية، ولكن لابد لها من ارتدادات وتأثيرات رغما عن نوايا أمراء المملكة.
ولطالما تشابهت السعودية مع مصنعي السجاير في هذه الحكاية قبل التشابه الأخير: فطوال سنوات تنامي ظاهرة الإرهاب، والمملكة تقدم على خطوات من هذا النوع بغرض تخفيف الضغط العالمي ضدها، إذ كثيرا مثلا ما تحذر من الإرهاب ولكن على طريقة منتجي السجاير في تحذيراتهم الصحية المرفقة مع كل منتجاتهم.
وبالمناسبة؛ مقابل التحالف الدولي الذي شكلته أخيرا لمكافحة الإرهاب، فإن المملكة لا تزال حتى اللحظة طرفا في تحالف شكلته هي وبين أعضائه إلى جانبها: القاعدة وداعش!! إنه تحالفها للعدوان على اليمن. وبإمكان أي كان أن يتحدى السعودية إيقاف تمويلها لأبو العباس أمير القاعدة في تعز.. مثلاً مثلاً.
محمد عايش