موضوع مميز إلى من أسرف على نفسه بالذنب والعصيان .. !!! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إلى من أسرف على نفسه بالذنب والعصيان .. !!!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-12-15, 18:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الربيع ب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الربيع ب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي إلى من أسرف على نفسه بالذنب والعصيان .. !!!

الحمد لله رب العالمين الرحيم الرحمان غافر الذنب وقابل التوب العزيز المنان ، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة من وصفه ربه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وعلى من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين وبعد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد صرنا إلى زمن كثرت فيه الفتن والمغريات حتى صار المرء لا يأمن على نفسه ودينه إلآ وقد وجد نفسه واقعا في خطإ أو معصية أو انجر وراء فتنة ووقع في شراك والعياذ بالله ..
في حين غرة وغفلة منه ليجد شياطين الجن والإنس له بالمرصاد ، ثم ما يلبث أن يذكر أمره وما وقع فيه ليرجع على نفسه باللوم والتوبيخ والندم ... ثم التوبة بتوفيق من الله ..
وتمضي الساعات والأيام .. وربما الشهور وهو على ذلك ليعاوده الأمر ويقع فيما وقع فيه من قبل ويكرر الخطأ والمعصية مرة ومرات ..
وعليه أوجه الحديث إلى كل من يلج المنتديات و يقرأ الموضوع من إخوة وأخوات .. أنِ اعلموا أن لو كان للذنوب والمعاصي رائحة .. والله وتالله وبالله ما جاورتكم ولا سجلت معكم هنا ، ولا كتبت حرفا مما أدونه أو دونته هنا ، إذ قد تصل الرائحة وتؤذي من اقتربنا منه ولو على هذا البعد والمسافات ، ولَمَا خرجنا من البيوت وخالطنا الناس ..
قد يقال كيف ، وأنت وأنا ونحن من يشكو إلينا البعض الحال وينثرون أحاسيسهم ، ويشتكون آلام المعصية بين أيدينا - وإلى الله المشتكى - ونرشد وندلل وننصح ...
ومع كل هذا قد نأتي أكثر مما يأتيه السائل والمسترشد هنا أو هناك ، مما علم أو خفي عن الخلق ، ولعل نفس المخطئ اللوامة هي التي جعلت منه عبدا يحس الذنب ويألم لما يصيبه منه ، في حين نرى ذلك نحن ونأتيه بعين ضئيلة ونستصغره ، وهذا لعمري من توفيق الله للعبد أن يندم ويتوب ويرجع إلى الله ، ويكره الذنب ويستحي من ربه معاودته وكثرة المراجعة فيه ...
ولكن ومع هذا يا إخواني ويا أخواتي - يا من أسرف على نفسه بمعاودة الذنب والمعصية - اعلم يقينا لا شك فيه ، أن رحمة الله واسعة وقد وسعت كل شيء ، وكتبها الله لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة ..
ففي الدنيا شملت الخلائق كلهم حتى ترفع الدابة حافرها عن وليدها ، وهي رحمة واحدة من أصل مائة خلقها الله و بها تتراحم كل الخلائق في الدنيا ، وأما يوم القيامة فتسع وتسعون رحمة أضف إليها رحمة الدنيا لتكون تمام المائة في الآخرة ، حتى يتطاول إبليس في الموقف ظانا أنا رحمة الله قد تطاله وتسعه فينجو ..!!
فكيف يتطاول إبليس ويرجو رحمة الله ، وييأس المؤمن ويقنط ..!!
كلا وحاشى - إخوتي وأخواتي - ليس من المؤمن ولا له أو من شأنه القنوط " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " يوسف 87
ثم لعل الكثير ممن يقرأ هذا له دراية وعلم مسبق به قرأه أو سمعه عن شيخ يخص هذه الأمور التي أكتبها وأضعها بين أيديكم من أحكام وما تعلق به من تذكير ووعظ وغيرها ...
كل هذا من باب التعاون والتناصح والتذاكر ، وإلا فإن الله تعالى يقول " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " الذاريات 55
لا لجهل ، ولا لقلة علم ، ولا لإصرار ، ولا لغيرها .... إلا كونها تنفع المؤمنين ، وهي نافعة بإذن الله ووعد منه تعالى .
إخوتي .. أخواتي في الله تذكروا قول الله تعالى " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب "البقره 186 وقوله " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "النمل 62
وقوله " وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدى "طه82
وقوله "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "الفرقان 70
وقوله " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم "الزمر53
وقوله قبل كل هذا في فاتحة الكتاب " الحمد لله رب العالمين * الرحمان الرحيم "
لو تأملنا هذه الآيات وغيرها كثير جدا لحمدنا الله بكرة وعشيا ، ولامست قلوبنا الأحاسيس بدفء قبول الله عبده العائد إليه المنيب المستغفر النادم ، فإن كان لقرب الله من عبد في المناجاة - السجود - شرطا فهو التوبة والإنابة وكمال الآية " فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "البقره 186
وهنا يتحقق الرشاد بالتأكيد من الله عند استجابة العبد أوامره وإن بدر منه ما يظن أنه يبعده عن ربه من المعاصي والذنوب كبيرها وصغيرها ، ثم استثناء الله التائب من كبائر الذنوب إن رجع إليه والأكبر من ذلك تبديل السيئات بالحسنات جائزةً ورحمةً ولطفاً منه تعالى ودليل قبول للعبد ، بل واستدراج وعربون للتائب على توبته ، ( فهل يقنط بعد هذا عائد إليه ) ..
ثم اعلموا أن التوبة في حد ذاتها توفيق من الله وقبول منه للعبد ورسالة تذكير منه تعالى ، بل ودليل حب الله لعبده " إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم "الزمر 7
تأملوا إخوتي .. أخواتي هذا جيدا ... لا يرضى لعباده الكفر ، عباده .. كل العباد برهم وفاجرهم ، مسلمهم وكافرهم ، ... بل الشكرَ يَرْضَهُ لهم ، ولكن " و كان الإنسان أكثر شيء جدلا " الكهف 54... " خلق الإنسان من عجل " الانبياء 37
وإن الله لم يقنط عباده الذين أسرفوا وبالغوا في العصيان والطغيان وظلم أنفسهم وكثرة ما أتوا من الموبقات حتى دعاهم إليه وحببهم إلى الرجوع إليه وقبولهم ما لم يغرغروا أو تطلع الشمس من مغربها ...
وهذا الباب قد فتح دونك - ودوننا جميعا فكلنا ذوو خطإِ وعصيان - أيها العاصي التائب وقبلك في رجوعك إليه ( ودليله كره المعاصي والإقدام على محاولة تركها ، وهذا ليس لغير المؤمن فالمنافق والفاسق والكافر يجاهر بها ولا يكترث لها وقد يسره التحدث بها والفخر والعياذ بالله ) ..
ثم اعلموا واعلم أيها العاصي التائب أن الله لا يوفق من لم يقبله في رحابه واقفا بين يديه مصليا منيبا تائبا باكيا - وهو من علامات قبول الرب سبحانه لعبده - .. فلا تيأس ولا تقنط من رحمته تعالى ..
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )) رواه الترمذي وصححه ابن القيم وحسنه الألباني.
أخي .. أختي تمعنوا الحديث جيدا ...
(( إنك ما دعوتني ورجوتني )) الدعاء والرجاء سببان لمغفرة الذنوب دون تحديد صغرت أو كبرت
ثم .. لو بلغت هذه الذنوب عنان السماء - أي السحاب وقيل ما انتهى إليه البصر منها - .. ثم ماذا ؟
أمر يسير وسهل بسيط يجريه الله على لسان وقلب العبد الذي يوفقه ويقبله - وأركز جيدا على التوفيق من الله في فعل الطاعات - أن نقول أستغفر الله وأتوب إليه فقطا
ثم أعم من ذلك .. و أكبر ، لو أتيت بقراب الأرض أو ملئ الأرض أو ما يقارب ذلك ذنوبا ثم لقيت ربك لا تشرك به شيئا أتاك بقرابها مغفرة
و ( لا أبالي: أي إنه لا تعظم علي مغفرة ذنوبك وإن كانت كبيرة وكثيرة )
فهل بعد هذا يقنط وييأس المذنب التائب ؟ والله يفتح له كل باب دون أن يحتاج استئذان حاجب ولا بواب ولا ترجمان .. فهو تعالى السميع القريب المجيب ..
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سَقَطَ عَلَى بَعِيرِهِ وَقَدْ أَضَلَّهُ فِي أَرْضِ فَلَاةٍ )) رواه البخاري .
عن معاذ بن جبل قال: (( كُنْتُ رَدِيفَ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ فَقَالَ لِي: يَا مُعَاذُ أَتَدْرِي مَا حَقُّ اَللَّهِ عَلَى اَلْعِبَادِ، وَمَا حَقُّ اَلْعِبَادِ عَلَى اَللَّهِ؟ قُلْتُ: اَللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: حَقُّ اَللَّهِ عَلَى اَلْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقُّ اَلْعِبَادِ عَلَى اَللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا )) رواه الشيخان .
فسبحان الله .. أنظروا كيف أن لله سبحانه وتعالى حق على العباد وهو : أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، فكان لهم جزاءً أن الله سبحانه وتعالى جعل لهم حقا عليه سبحانه أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً.
ولمزيد الفائدة فإن الله تعالى قد أوجب على نفسه حقَا ( وَحَقُّ اَلْعِبَادِ عَلَى اَللَّهِ ) - حقًا لعباده - والوجوب هنا هو وجوب تفضل وإنعام منه سبحانه وتعالى وتكرما وليس بالمعنى الذي يفهمه المعتزلة بالوجوب عليه تعالى فهو لا يجب عليه شيء بل تكرم وتفضل وإنعام ، والنعم تستحق الحمد والشكر للمنعم عليها فلله الحمد والشكر على ذلك وعلى ما أنعم به وأولى .
ثم إن الله تعالى قال " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وهي رحمة منه تعالى ، وقد ورد في كثير من الآثار كيف أن الله تجاوز عن عباد وأدخلهم الجنة ببسيط صنيع فعلوه ...
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له )) رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بينما كلب يطيف بركية ، قد كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنزعت موقها، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها به )) البخاري .
بركية : يعني البئر ، بغي : يعني زانية ، موقها : خفها وحذاءها .أخي الحبيب ، يا إبراهيم إن الله جل في علاه يفرح لتوبة عبده ورجوعه إليه ، وإنه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ..
وإنه جل في علاه ينزل في آخر ثلث الليل إلى السماء الدنيا كما في الحديث الصحيحين فينادي عباده (( هل من داع فأستجيب له ، هل من سائل فأعطيه ، هل من مستغفر فأغفر له ))
وما أحلمه من رب وأرحمه ، فهو تعالى حين يبسط يده بالليل أو النهار ، وحين ينزل إلى سمائه لم يشترط على العباد عن نوع الذنوب وكمها وكبيرها أو صغيرها في هذه الأوقات ، بل جاء اللفظ عاما كل الذنوب والمعاصي ، وكل العباد ، وقد قال تعالى عن الكفار الذين جعلوا له ندا وشريكا وقالوا أنه ثالث ثلاثة ودعوا غيره فاتحا لهم المجال وموسعا عليهم الأبواب وداعيا إياهم إلى الرجوع إليه والتوبة والإنابة ، وقد أتوا أكبر الكبائر على الإطلاق وأصروا عليها رتحا من الزمن ورغم ذلك أمهلهم الله ودعاهم إليه فقال جل وعلا " أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم " المائده 74.
فكيف بمسلم مؤمن وقع في المحظور وعصى وله من سوابق الخير ما له ، وهي فضائل تشفع له عند الله وعدا منه تعالى " إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " الزمر 53.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم الرحمان الرحيم أن يسترنا جميعا وكل مذنب عاص
وأسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يهدينا مراشد الأمور ، ويحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا ويكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ويجعلنا من الراشدين .
اللهم اغفر لنا وارحمنا ووفقنا للخير حيث كان واقبضنا على الحق وشهادة أن لا إله إلا الله .


كتبه أخوكم : الربيع ب








 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2015-12-15 في 18:34.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مشرف, بالذنب, والعصيان, نفسه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc