لله درها من امرأة...فلنكن مثلها ~

[سَـآجدة]

لله درها من امرأة
.
.

ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻋﺎﻟﻤﺔ ﻋﺎﻣﻠﺔ، ﺗﻌﺠﺐ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻹﺟﺎﺑﺔ ﺃﺳﺌﻠﺘﻬﺎ.
~~
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ " ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ " (/14 72 ) ﻓﻲ ﻭﻓﻴﺎﺕ ﺳﻨﺔ 714...ﻫـ :

(( ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ ﺗﻮﻓﻴﺖْ ﺍﻟﺸﻴﺨﺔُ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﺓ ﺍﻟﻨَّﺎﺳﻜﺔ ﺃﻡ ﺯﻳﻨﺐ
ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻳﺔ ﺑﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ،
ﻭﺷﻬﺪﻫﺎ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺿﻼﺕ، ﺗﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻭﺗﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ،
ﻭﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺣﻤﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺍﺧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﺍﻥ، ﻭﺗﻨﻜﺮ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ
ﻭﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .
ﻭﺗﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻀﺮ ﻣﺠﻠﺲ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ (ﺃﻱ : ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ) ﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ،
ﻓﺎﺳﺘﻔﺎﺩﺕْ ﻣﻨﻪ ﺫﻟﻚ ﻭﻏﻴﺮﻩ .
ﻭﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖُ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳُﺜﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻳﺼﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺬﻛﺮُ
ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮُ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ "ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ " ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﻩ،
ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪُّ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺳﺆﺍﻻﺗﻬﺎ ﻭﺳﺮﻋﺔ فهمها .
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺧَﺘَّﻤَﺖْ ﻧﺴﺎﺀﺍ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻣﻨﻬﻦ ﺃﻡ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ
ﺻِﺪِّﻳﻖٍ، ﻭﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟْﻤِﺰِّﻱِّ.
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﺮﺃﺕْ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺃﻣﺔ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺯﻳﻨﺐ ﺭﺣﻤﻬﻦ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻭﺃﻛﺮﻣﻬﻦ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﻭﺟﻨﺘﻪ . ﺁﻣﻴﻦ .))اهـ
~~
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺼﻔﺪﻱ ﻓﻲ " ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺼﺮ " ( /2 170 ) : ((

ﻛﺎﻧﺖْ ﺗَﺼْﻌَﺪُ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮَ
ﻭﺗَﻌِﻆُ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀَ، ﻓﻴُﻨِﻴﺐُ ﻟِﻮَﻋْﻈِﻬَﺎ ﻭﻳُﻘْﻠِﻊُ ﻣﻦ ﺃﺳﺎﺀ، ﻭﺍﻧﺘﻔﻊ ﺑﻮَﻋْﻈِﻬَﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨِّﺴْﻮَﺓ، ﻭﺭَﻗَّﺖْ ﻗﻠﻮﺑﻬﻦ ﻟﻠﻄﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘَﺴْﻮَﺓ.
ﻛﻢ ﺃﺫﺭفـتْ ﻋَﺒَﺮَﺍﺕ، ﻭﺃﺟْﺮَﺕْ ﻋﻴﻮﻧﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺤَﺴﺮَﺍﺕ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃَﻳْﻜَﺔ ﻋﻠﻰ ﻓَﻨَﻨِﻬﺎ،
ﻭﺣﻤﺎﻣﺔ ﺗﺼْﺪَﺡُ ﻓﻲ ﺃﻋﻠﻰ ﻏُﺼْﻨِﻬﺎ .
ﻭﻛﺎﻧﺖْ ﺗﺪﺭﻱ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﻏَﻮَﺍﻣِﻀَﻪ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﻭﻣﺴَﺎﺋِﻠَﻪ ﺍﻟﻌَﻮِﻳﺼَﻪ ...
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳَﺘَﻌَّﺠَﺐُ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻭﻳُﺜْﻨِﻲ ﻋﻠﻰ
ﺫﻛﺎﺋﻬﺎ ﻭﺧﺸﻮﻋﻬﺎ ﻭﺑﻜﺎﺋﻬﺎ .))
~~
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻓﻲ "ﺍﻟﻌﺒﺮ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﻏﺒﺮ " (/4 40 ) : (( ﺍﻧﺘﻔﻊ ﺑﻬﺎ
ﺧﻠﻖٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺗَﺎﺑُﻮﺍ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭَﺍﻓِﺮَﺓَ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻗﺎﻧِﻌَﺔً ﺑﺎﻟﻴﺴﻴﺮ، ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﻔﻊ ﻭﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ، ﺫﺍﺕ ﺇﺧﻼﺹٍ ﻭﺧﺸﻴﺔٍ ﻭﺃﻣﺮٍ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ .
ﺍﻧْﺼَﻠَﺢَ ﺑﻬﺎ ﻧﺴﺎﺀُ ﺩﻣﺸﻖ، ﺛﻢ ﻧﺴﺎﺀ ﻣﺼﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻗَﺒُﻮﻝ ﺯَﺍﻳِﺪ، ﻭﻭَﻗْﻊٌ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ، ﺭﺣﻤﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ))اهـ