بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين ..خالق الجن والناس أجمعين.. وصلى الله وسلم على سيد المرسلين ...وخاتم النبيين
محمد صلى اله عليه وسلم
وبعد :
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجازي القائمين على هذه المسابقة الطيبة والتي تحمل هدفا أطيب دفاعا عن شرع الله. وبخاصة فيما تعلق بأمر العقيدة الذي وجب على كل مسلم أن يعتني بها. وذلك بمعرفة االتوحيد و اعتقاده ومعرفة ضده حتى لا يقع فيه .
وكما قيل "تعلمت الشر لا للشر ولكن لتوخيه" ومن هذا المنطلق نجد ان هذه المسابقة جعلت هذه الكلمة شعارا لها بمعرفة البدع والشركيات ليس من باب معرفة الشيء لتعلمه ولكن من باب معرفة الشيء لاجتنابه والحذر من الوقوع فيه ...
فاللهم وفقنا وسدد خطانا وعلى الحق ثبتنا وعن الباطل أبعدنا
هاهي مشاركتي :
.............................................
انتشرت في بلادنا ومجتمعنا الإسلامي الكثير من الشركيات التي منطلقها الخرافات والضلالات منها "الطيرة أو التطير " فما زادت العبد إلا بعدا عن الله ويظن ان هذا الامر عادي وهو بسيط غير انه كذلك ..."فالطيرة خطيرة" وقد تعددت وتنوعت وغزت ألسنتنا بين الجاد والهازل والجاهل بها ...وهي بكثرة منتشرة
قد تتساءلون عن معناها؟فالطيرة هي التشاؤم من المرئيات أو المسموعات فهذه يقال لها: طيرة وهي من الشرك ولا تجوز. فيتشاءم الإنسان بما يكره من شيء مرئي أو مسموع .. فعن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا { الطيرة شرك الطيرة شرك}.و قد تنوعت في الفاظنا وشاعت ...مثلا قول "صبحت بوجه فلان أو صبحت بالأستاذ الفلاني" ّ فيصيبني كذا كذا.أيضا من الأمثلة قول القائل "يشبه الربعة تاع الصباح" أي يقصد بأن يشبه ذلك الشخص بوقت الرابعة صباحا تطيرا وتشاءما من ذلك الزمن فيشبهه به..وهذا فيه تنقص وقدح لانه قد وردد فيه فضائل هذا الزمن ومنه استجابة الدعاء وقيامه بالصلاة ..أيضا من التشاؤم بالأزمنة قولهم "سامط كما العشوة تاع العيد " أو "سامط مثل صبحة رمضان " أي يذمون شخصا ما ويشبهونه بمساء العيد أو صباح رمضان وفيه تشاؤم بهذا الزمن ..وهذا امر خطير فقد جاء فضلي العيد ورمضان فكيف نشاءم ونتطير بهما.أيضا حين يريد الإنسان ان يخرج او يسافر فيرى قطة سوداء أو حادث مرور أو غراب فإنه يتطير ويرجع عن امره ...والله لم يجعل هذه الامور لا سببا لحصول الخير ولا للشر .ومن مفاهيم الطيرة في الإسلام أن ما حمل الإنسان على المضي فيما أراد لأن قلبه اعتمد على ما رآه أو سمعه فقد وقع في الطيرة والتشاؤم ففيما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:{الطيرة ما أمضاك أوردك}أخرجه أحمد في مسنده وله شواهد تدل عليه..كذلك من الناس من يتطير ويتشاءم من الزمن مثل " يوم الأربعاء...شهر صفر.."فهذه الأزمنة لا يقضون فيهم حوائجهم ظنا منهم انه غير مبارك وأن فيه مصيبة وغير ذلك. فهذه الامور لا تأثير لها ولم يجعلها الله سببا لا لدفع ضر ولا لجلب نفع ..قال صلى الله عليه وسلم :{ لا عدوى، ولا طيرة ،ولا هامة ،ولا صفر} أخرجه الشيخان. والطيرة من الامور الشركية التي تنافي كمال التوحيد .ومن اعتقد أن هذا الشيء المتطير به فاعل بنفسه مؤثر دون الله جلّ وعلا فهذا من الشرك الأكبر إذ في ذلك جعله شريك لله جلّ وعلا في الخلق والإيجاد.فيصده هذا الأمر الذي رآه أو سمعه أو لزمان أو مكان معين ويرده عن حاجته ظناً منه أنه سبب لعدم توفيقه وخوفا من فساد حاجته،فهذا من أعظم الطيرة والتشاؤم فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:{من ردته الطيرة عن حاجته؛فقد أشرك}رواه أحمد.ومن استمر في حاجته حين رأى أمر يكره ولا يسره ويكون قلبه في قلق وهم يخشى من كون هذا المتشائم به سبباً لفساد أمره فهذا محرم أيضاً وهو نقص في التوحيد والاعتماد على الله جلّ وعلا.فمن وقع في قلبه شيء من الطيرة ؛فوجب عليه الحذر من ذلك ودفعه بالتوكل على الله جلّ وعلا و الاعتماد عليه.
والله تعالى أعلم