* كلمة بمناسبة عيد الـمعلم*
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على معلم البشرية. ومربي الإنسانية.. وعلى آله وصحبه الأطهار؛ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.....أما بعد
أيُ ثقة أكبر من ائتمان الناس لكما على عقول أولادهم، تصنعان وتصيغان العقول كما تشاءان؟
وأيُ شرف لكما هذا الإرث ؟ أخاطب بصيغة المثنى للأستاذة والأستاذات.
شرفحمل إرث الأنبياء والمرسلين – عليهم الصلاة والسلام -، لأنهم لم يورّثوا ديناراً ولادرهما, وإنماورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، يواجهكما ويقف في طريقكما عقبات ومثبطات كثيرة لكنها لاتثني من عزمكما وإصراركما على حمل هذه الرسالة العظيمة والإرث الكبير، ولعل ما يصادفكما مما يعكّر صفوكما من قيمة المعلم والمعلمة وقلة هيبتهما في هذه الأزمان بالذات، هو ابتلاء قدّره الله تعالى لكما ليمتحن صبركما على ذلك، ألم تعلما أن الله وملائكته حتى النملة في جحرها ليصلُّون على معلم الناس الخير، وأنتما ممن يعلم الناس الخير، والكل يغبطكما على ذلك لكنهم لايفصحون، لذة النهاية تقطفانها يوم أن يقف الأجيال من أبنائنا وبناتنا إكباراً ووفاءً لكما جزاء صنيعكما وصبركما، وإننا لنرى عدداً من معلميناالسابقين متقاعدين في بعض الأماكن فنقف لهم إجلالاً فضلا عن احترامهم في كل مناسبة، صبروا على طيشنا وسفهنا، بينما يتقاعد عدد لايحصى من الموظفين غيركما فلا يجدون ماتجدان، بمجرد تقاعدهم وتركهم للعمل ينتهي كل شيء؛ إلا أنتما فقد طُبعتما في الذاكرة، وقد سئل عدد كبير ممن تقلدوا مناصب وظيفية عليا ونجحوا في حياتهم, من تتذكّر ممن كان له أكبر الأثر عليك ؟ فجاءت الإجابات متواترة على معلم أو معلمين كانت لهم بصمات وبصمات.
أخي المعلم أختي المعلمة : تذكّرا أن بين أيديكما الآن من سيكون أوتكون لها شأن كبير في قابل الأيام، فياترى ماالرسالة التي تريدان أن توصلاها إلى الجيل من الآن، أيها المعلم أيتها المعلمة : لا تعبآ بنظرة المجتمع لمكانتكما عن ذي قبل، فأنتما بِعتما واشتريتما مع الله تعالى: ومن باع واشترى مع الله أفلح وسعد، لأنه يؤمن بالخلف العاجل من ربه لامن الخلق، فأنتما تقبضان أجركما من ذي الفضل والإحسان لامن فلان ولا علاّن.
فسيرا وفقكما الله ولاتلتفتا لما يقال، فإن الغزالة إذا التفتت أدركها الصيّاد، ولتجرِ رسالة التعليم في عروقكما، ولتصل الحال بكما أن تترقبا دخول الأقسام بكل شوق ولهفة، وكلي أمل أن نصل بمعلمينا ومعلماتنا إلى هذا الطموح في عشق رسالة التربية والتعليم، ووجود الأنس والبهجة والسرور بها، فنعم الاختيار اختياركما، بينما اختار غيركما سوى ذلك، سددكما الله وأعانكما، وبارك فيكما … آمين يا رب العالمين.. والسلام عليكم.
العطف: الخميس،24ذو الحجة،1436هـ 08 تشرين الأول، 2015م الأستــــاذ: عبد الحكيم محمد زرﭭـون.