مقابلة جامعة بومرداس ؛ الظاهرة الاستثنائية ؟؟؟

[ام عبد العظيم]

وتبقى جامعة بومرداس.... كلية الآداب تخفق في تنظيم المسابقة و عاجزة على إدارتها حتى لو أحدثت بعض التغيير في مكان إجراء المقابلة بحيث حظي المترشحون بمكان اللجنة سابقا( في السنين التي خلت) و اللجنة رفع مكانها لطابق الثاني، و مع أن المكان يسع الجميع إلا أن عدم التحكم في التنظيم يظل السمة السائدة في هذه الجامعة وكأن هذا العمل صعب بحيث يستحيل القيام به ، ليستمر المترشحون و المنظمون يتبادلون العتب فيما بينهم .

عاد البراح مرة ثانية لأن صوت الموظفة لا يسمعه الجميع بسبب ضوضاء العدد المتكاثر غير المنظم، و بالتالي حدثت مشكلة جديدة و هي : أن القائمة لم يحترم ترتيبها ، فالذي لم يسمع اسمه أو وصل متأخرا و لو بدقائق سيضطر أن ينتظر انتظارا غير معلوم ليأتي دوره من جديد ....وكان الحل بعد الجدال و الخصومة مع الموظفة أن ينادى على مترشحين من المتأخرين و الذين ما استطاعوا سماع أسمائهم رغم تواجدهم في القاعة و ثلاثة مترشحين من القائمة حسب ترتيبها .
هذا مختصر الحال الذي تعاني منه جامعة بومرداس ....تخلف يبدو أنه من المستحيل معالجته لسبب بسيط سآتي على ذكره .

و لأني مترشحة قديمة في جامعة بومرداس و لا أتغيب عن هذا المهرجان السنوي المقزز ( فقط من أجل أن أستمتع برؤية البحر ،لان أمل النجاح في هذه الجامعة كالمستحيل ) ، قررت هذه المرة أن أشتكي الأمر إلى اللجنة ، لان هذه الأخيرة نشطت في هذه السنة و كان عملها سريعا جدا ولم تهتم أساسا بطرح أسئلة مهمة ، و ما كان المترشح ليبقى عندها سوى بضعة دقائق .

و الآن إليكم بعض ما دار بيني و بينهم من حديث:

احد أساتذة اللجة قال لي : للمرة الثانية
قلت : بل الرابعة
و الآخر كالعادة قال : لو توظفت بجامعة بومرداس هل بإمكانك الالتزام بالحضور دون المطالبة بتعديل التوقيت أو التحويل مرة أخرى ؟
و أجبت كالعادة : أحب البحر و تمنيت لوان الله خلقني لأعيش بقربه .
الثالث يعلق : لو كنت هنا لتمنيت الصحراء.
أجبت : طبعا لا أتمنى ذلك لأني لا أتحمل الحر وأعجب ممن يغبط أهل الصحراء بالمنحة المضافة إلى راتبهم .
عاد صاحب السؤال السابق لتبرير سبب طرحه لسؤاله بأن هذا يخلق لهم مشكل و عليه يجب أن يختاروا الأستاذ الذي يداوم معهم العمل دون أن يفكر في التحويل ، عذرتهم في هذا الأمر وان كان رأي مخالفا ثم ..
قلت له: تسألني وكأني نجحت و تخاف من عدم التزامي ، إن كان الأمر كذلك سأجعله تحدي و أبقى عندكم ، وإن أردت أن أقسم على المصحف فلا بأس
و أضفت: أجل إن ضمنت لي النجاح سأضمن لك بقائي .

و قبل المغادرة طلبت منهم الإذن بالكلام من دون غضبهم و أخبرتهم أنها آخر مرة لي .. و وافقوا ....لأني قررت أن أتحدث معهم في أمر تنظيم المسابقة بل تمنيت لو افعل معهم ما يفعله عادل إمام في بعض لقطاته المضحكة غير أني خشيت على نفسي التجريح الذي قد لا أتحمله لان الرجال إذا غضبوا يقلون أي كلام ولا اعتبار لا لشهادة أو المكان ..

المهم قلت لهم: في كل سنة التنظيم بهذا الشكل المهين للمترشحين ، الضوضاء و الفوضى ، ألا يمكن أن يكون الأمر أفضل ، لقد وددت أن ارفع الشكوى إليكم عسى أن تجدوا لها حلا
كان ردهم ...

أحدهم قال : نعلم ذلك و لقد رفعنا الشكوى مثلك و ليس بوسعنا فعل شيء.
و آخر : رفع شكواه إلي بما لا يصدقه عقل فقال : نحن اجتزنا المسابقة في البليدة مع 1000 ألف مترشح و اكتظاظ أشد مما انتم فيه .....هنا نزلت علي خطوط ماروكو ( لمن شاهدها و يعرف ما معنى الخطوط التي تنزل في هذا الرسوم المتحركة و بعض علامات الاستفهام )
و وددت لو قلت له : هل كان هذا في ملعب البليدة أم في إحدى مدرجات جامعتها ؟
غير أني لم افعل، و اقترحت عليهم الحل فقلت : ولم لا يتم إجراء المسابقة في يومين مثلا ؟؟؟؟...
.....انتهت المقابلة بالتمنيات بالتوفيق لهم ولي ......

لم يطرح علي ولا سؤال له علاقة لا بالعلم ولا المعرفة و لا التخصص ...مجرد دردشة بلا طعم نتبادل فيها أحيانا الابتسامات ....
لست وحدي كان معي الأمر بهذا الشكل بل اغلبهم إن لم يكن جميعهم جرت المقابلة معهم بأهم سؤال لديهم و الذي أصبح هاجسا عندهم : إن نجحت هل بإمكانك مزاولة عملك دون تضمر أو تفكير في التحويل ؟ ( صغت السؤال بلغتي لان اللجنة لا تهتم بالتكلم بالفصحى وحده المترشح يلتزم بها ، هذا عن نفسي لأني لا ادري كيف يفعل البقية ؟ و عذرا إن لم انقل حديثهم بصياغته الأصلية ، لأني لا أجيد الكتابة بالعامية )

لو عَقلت اللجنة لعلمت أن في تحويل الأساتذة رحمة لأبناء الولاية حتى يتسنى لهم مع مر السنين بالتوظيف في ولايتهم ولا يضطرون للاماكن البعيدة لأنه لا يوجد مناصب بسبب هؤلاء الذين نجحوا و قرروا أن يقيموا و لن يرحلوا ...بخاصة و التقاعد في هذا القطاع غير موجود إلا بالوفاة ...
بلغة أخرى إن تحويل مكان العمل و في كل القطاعات ظاهرة طبيعية صحية قديمة منذ العصور الحجرية فما الذي يزعج جامعة بومرداس في ذلك ؟؟؟ .