رنين الحق

[صبرينة لوتس]

قلت هنا يوما لأحد الأعضاء حفظه الله وهو يتدخل في أحد مواضيعي أني لاأريد أن أناقشه فكلما ناقشته اختلفت معه ، ولا أريد أن أخسره كأخ لي .
فأجابني قائلا بالعكس عندما نختلف هذا يعني أننا لانداهن لبعضنا البعض وهذه هي الأخوة الحقيقية ، لأن الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية ، بقيت هذه الكلمات منقوشة في ذاكرتي ترن كلما واجهني أمر صعب فتعود برنينها لتفتح بصيرتي لأرى بعدها بنظرة واضحة .
لأن ذاك الرنين هو رنين الحق ، فكلمة الحق لاتمحى ولا يعبث بها الزمن ، قد تسافر بعيدا لكنها تعود مجددا شامخة شموخ أشجار الصنوبر.
أجل يأتي الحق على الباطل فيدمغه ويطرحه أرضا .
كان مانديلا من أشجع الرجال ، عندما قال كلمة الحق نصرة لاخوانه السود و دفاعا عن حقوقهم محاربا بذلك الميز العنصري في جنوب إفريقيا .
كانت معاناة قومه وآلامهم هي الرنين بداخله حيث لايسمع غيرصوته فانساق وراءه ورفع راية الحق وكان لابد له أن يدفع ثمن الحقيقة ، والثمن كان قضاء نصف عمره أو يزيد في غياهب السجون .
مرّ الزمن وانتهى أسره وانتهى معه الميز العنصري في جنوب إفريقيا ، لقد دمغ الحق الباطل ووقف مانديلا رافعا رأسه يخطب شعبه .
شموخ النصر كان كافيا لمحو أثرالظلم والاضطهاد في غياهب السجون ، انتصار الحق على الباطل يمسح من الذاكرة كل المعاناة .
ليقف الحق منتصرا شامخا شموخ الجبال الرواسي ، ولن يعود الرنين ليرن إلا بعد عودة الباطل .

بقلم قطرات قطر الندى