بعيدا عن الديماغوجية والتحيز الساذج لجنس الرجال او النساء اقول ان مشكلة امتلاء المؤسسات التربوية بالنساء لا ترجع لكونهن صرن يفضلن العمل على البقاء في البيت... بل لكون الشباب في ايامنا لا يريد العمل ولا التعب بل صار يحب الجاهز ( يحبوا الواجد ) والكثير من الشباب اليوم لا يدرس وصارت الفتيات افضل منهن ونسبة التسرب والفشل المدرسي مرتفعة جدا بين الذكور مقارنة بالفتيات وكل من يعمل في قطاع التربية يدرك ذلك... والله اشفق على شاب يطالب المراة ان تمكث في البيت حتى يعمل هو ...
حتى سياسيا لم يعد الشباب يطالب بحقه في العمل ويناضل من اجل ذلك بل صاروا يعلقون فشلهم على شماعة المراة ويتخفون وراءها لان الاعتراف بالفشل جرأة وشجاعة لا يملكها الكثير من جنس الرجال... طبعا البعض يستعمل الدين ويخرج الايات عن سياقها ويوظفها لتخدم فكرته الشوفينية وغروره الذاتي بأنه ليس مسؤولا عن مصيره ووضعه الكارثي وبأن سفور المراة هو السبب... ويأخذ في توجيه اتهامات مجانية جاهزة للاخرين بان نساءهم العاملات جعلت منهم عديمي الرجولة...
لم اجد أحدا في هذا المنتدى يتحدث عن دور المرأة المحوري في التاريخ الاسلامي وكيف انها كانت تقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كانت النساء يشاركن في التجارة والزراعة والغزوات التي كان يخوضها النبي صلى الله عليه وسلم
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: طَُلقت خالتي، فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "بلى فجدي نخلك، فإنك عسى أن تصدّقي أو تفعلي معروفاً" رواه مسلم، ومعنى تجدي نخلك: تقطعي ثمره.
روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى. وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: "غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى" رواه مسلم.