المتتبع لتاريخ الفعل الصحفي منذ الثمانينيات إلى حد الآن يجده في عداء مستمرلرجل التعليم و قد يرجع هذا العداء إلى أسباب كثيرة لكن أساسها نفسي و مصلحي
رجال التعليم كانت لهم مواقف مريرة مع الصحفيين بداية مع الصحفية زهية بلعروس التي وصفتهم بالحشرات (في التسعينيات) لما قاموا باضراب مرورا بالصحف المكتوبة و المسموعة و المرئية التي لم تدخر جهدا في شيطنة الفعل الاحتجاجي و المطلبي لرجال التعليم بغية خلق رأي عام مضاد يصب في صالح السلطة و يعينها على مواصلة الاستبداد و رغم كل هذه العوامل العدائية إلا أن رجل التعليم كان غالبا ما يخرج منتصرا
و هذا لا ينفي وجود بعض الصحفيين الذين لا زالوا يقومون بمهامهم باحترافية مشهود لها قد وجد عندها رجل التعليم منابر اعتلاها لاسماع صوته و لكن ما كان لهذه المنابر التي أتاحتها بعض القنوات لاطلاع الرأي العام على الحقيقة أن توجد دون أن تفكر السلطة في ايجاد و سائل لتدجينها و ادخالها إلى بيت الطاعة
و هذا ما اهتدت إليه وزارة الأعلام لما طرحت في الفضاء الاعلامي ما يسمى ( بطاقة الصحفي المحترف) التي (مزاياها كثيرة جدا ) منها؛
1- الوصول السريع إلى مصدر الخبر دون عوائق ( الأمر الذي يولد صداقة بين المسؤول و الصحفي بحكم اللقاءات المتكرة مما يؤثر في حيادية المهمة الصحفية و قد يستغل الصحفي للدعاية للمسؤول لأغراض مصلحية)
2- تمنحه الحق في السفر بنصف السعر( إلى الخارج أو الداخل)
3- تمنحه الحق في الفنادق بنصف السعر ( في الخارج أو الداخل)
4- تمنحه الاطعام بنصف السعر ( في الخارج أو الداخل)
5- تمنحه امتيازات اجتماعية و مهنية أخرى
هناك صحفيون أمر الحصول على هذه البطاقة لا يشكل بالنسبة إليهم أدنى همٍّ لأن حصولهم عليها في عداد المتيقن منه باعتبارحجم الشيتة التي (ضربوها)
و لكن هناك صحفيين قد يتعرضون للابتزاز و يجدون أنفسهم مضطرين للانضمام إلى الصف و إلا طالهم التهميش و حرموا من هذه البطاقة السحرية
معنى هذا أن ما تبقى من منابر حرة التي طالما اعتلاها رجل التعليم لمقارعة ظالميه و تنوير الرأي العام قد تتقلص كثيرا
و في هذه الحالة كيف سيتصرف رجال التعليم لايصال وجهة نظرهم في ظل هذه البطاقة الخبيثة التي ستجثم على صدور الأراء الحرة لحقبة من الزمن ما لم يحدث طارئ