القواعد الذهبية للعلاقات الزوجية في ضوء القرآن الكريم - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القواعد الذهبية للعلاقات الزوجية في ضوء القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-08-13, 21:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي القواعد الذهبية للعلاقات الزوجية في ضوء القرآن الكريم

تمهيد

مكانة الأسرة في الإسلام

الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، وعلى قدر إحكام بناء الأسرة، وإحاطتها بسياج من الدين والخلق والتعليم، وتزوديها بالمهارات المفيدة، والعادات الطيبة، والتقاليد الحسنة، يكون تشكُّل المجتمع، وتتميز علاقة أفرداه، وتظهر أهدافه في الحياة، ويكون تأثره وتأثيره بما سواه من مجتمعات وأمم.


وفي الفقرات التالية ما يميط اللثام عن أهمية الأسرة ومنافعها وضرورة الاعتناء بها، وحمايتها من التصدع والانهيار.


1- تنويه القرآن بشأن الأسرة:


لقد عظم القرآن شأن الأسرة، وجعلها الله آية من آيات قدرته، فقال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}([1]) كما جعل الله الأسرة منَّةً من أعظم مننه، ونعمةً من أجلِّ نعمه، فقال سبحانه:

{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}([2]).


ومن أدلة تعظيم القرآن شأن الزواج والأسرة، أن الله جعل العلاقة الزوجية لا تضاهيها علاقة، وجعل عقدها ميثاقًا غليظًا لا يدانيه عقد، فقال سبحانه: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}([3]). كما نوه بشأن الأسرة الأولى على وجه الأرض، وعظم شأن الأرحام فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}([4])وقال تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}([5]) وقال جل جلاله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}([6]).


ومن الأدلة الجلية على أهمية الأسرة في الإسلام، إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشيطان لا يفرح بشيء فرحه بهدم بيت من بيوت المسلمين، وتشتيت أسرة من أسرهم، ففي الحديث: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدينه منه، ويقول: نعم أنت! »([7]).


2 - أهمية الأسرة:


الأسرة من أعظم مظاهر تكريم الإنسان، وتميزه عن الحيوان، فهي رباط وثيق، وميثاق غليظ، يمتد أثرها امتداد الحياة، وتبقى روابطها وصلاتها بعد الوفاة، وقد اقتضتها مصلحة الإنسان، بل لا تتم رعاية الضرورات الخمس - في أغلب الأحيان - وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال، إلا بوجود الأسرة الحانية، ومن الفوائد الجليلة للأسرة ما يأتي:


تحقيق السكن النفسي والروحي، وإيجاد بيئة مغمورة بالمحبة والرحمة، والبر والتآلف، كما قال تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}([8]).


ب - إنجاب الأولاد الشرعيين، والمحافظة على الأنساب، وفي هذا كرامة للولد، وتخليد للولد، وكل مولود يأتي من غير طريق الأسرة يكون لقيطاً طريداً منبوذاً، لا يقبله حتى من كان سبباً في وجوده.
ج - حاجة الطفل إلى جو من الحنان، والحب، والعطف، حتى ينشأ نشأة سوية، فيها تفاؤل، ورغبة في الحياة والعطاء، وشعور بأن هناك من يرعاه، ويحوطه ويقبله، فينشأ نشأة سوية، ويشتد عوده رويدًا رويدًا.


د - الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي تطول طفولته، ولا يضارعه في ذلك غيره([9]) فهو لا يستقل تمام الاستقلال عن أسرته إلا بعد سنوات كثيرة، وقد اقتضت حكمة الله ذلك لحاجة الإنسان إلى تعلم اللغة والدين والعادات، واختزان النتاج الحضاري الذي سبقه إليه آباؤه وأجداده، والأسرة تؤمن له شيئاً كثيراً من ذلك.


هـ - الأسرة هي المحضن الأول، والمدرسة الأولى، التي يتلقى فيها الطفل الحق والصواب، وأصول الأخلاق، وطريقة التعامل، فيتهيأ للخروج إلى المجتمع وقد أحاط بجملة صالحة، من عادات مجتمعه ودينه وأخلاقه، وأسلوب التعامل الذي يبعده عن المزعجات، ويجنبه المهلكات.


و - حاجة الطفل إلى التعلم عن طريق المحاكاة، والأسرة تؤمن له ذلك، فهو يرى والديه الذين يغمرانه بالحب والعطف يقيمان الصلاة، ويصومان رمضان، ويقرآن القرآن، ويعجبهما السلوك الحسن، ويسوؤهما السلوك السيئ، فتنطبع في ذهنه هذه الصورة، ويترسم خطاها فيما بعد، وتصبح جزءًا من حياته([10]).


ز - حاجة الكبار إلى الأسرة، فالإنسان مدني بالطبع يحب الاجتماع، ويكره الوحدة، والأسرة أعظم مظهر حضاري وديني يؤلف بين مجموعة، وهي أروع مثل عرفته البشرية في التعاون والوفاء، والحماية والتكافل، مع ما يغشاهم من الرحمة، ويحفهم من المحبة.
ح - لا تكتمل رجولة الرجل، ولا أنوثة الأنثى إلا بهذا الرباط الوثيق، الذي سماه الله «ميثاقاً غليظ»، ففي الرجال فجوات تسدها النساء، وفي النساء نواقص يكملها الرجال، وباجتماعها يكتمل الاثنان، قالت أمامة بنت الحارث التغلبية وهي توصي ابنتها: «أي بنية! لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها لكنت أغنى الناس عن ذلك، ولكنا للرجال خلقنا كما خلقوا لنا»([11]).


ط - سلامة الأفراد والمجتمع من الانحلال الخلقي، وانتشار الأوبئة، والأمراض الجنسية، التي تنتج من السفاح، والعلاقات غير الشرعية، قال صلى الله عليه وسلم في حديث طويل: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا»([12]).
ي - من بركات الزواج، وتكوين الأسرة، كمال دين العبد، وإعانته على التقوى، وتيسير غض بصره، وحفظ فرجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين، فليتق الله في النصف الباقي»([13]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج»متفق عليه([14]).


وفوائد الأسرة وأهدافها أكثر من أن تحصر، والمقصود الإشارة إلى ذلك، لحمل كل فرد من أفرادها على الذود عنها، وحمايتها من زوابع الاختلاف، وأعاصير الأهواء.


3 - متطلبات أساسية حتى تؤدي الأسرة وظائفها:


الأسرة في الإسلام أقيمت على أساس ثابت ودقيق، مستمد من الواقع والحاجة، ومطابق للفطرة، وحتى تؤتي الأسرة ثمارها، وتحقق المأمول منها، لابد من وعي الزوجين، وإحاطتهما بثقافة إسلامية جيدة، مع الصدق في التطبيق.


ومما يؤسف له أن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم، والانفتاح الإعلامي والمادي، وعمق تأثيره على الكبار والصغار، والانبهار بمعطيات الحضارة الغربية، قد أدى إلى تفكك كثير من أواصر المجتمع، وأسباب ارتباطه، ونال الأسرة المسلمة من ذلك الشيء الكثير، وصار بعض الأسر مبنية على شفا جرفٍ هارٍ، فتتعرض للانهيار عند أدنى زلزال خلاف، أو عاصفة أنانية وشح.
وقد رأيت أن أجلي قواعد قيمة، وتوجيهات نيرة، ومهذبات سلوك مؤثرة، يقرؤها الزوجان في كتاب الله، ويطلعان عليها في سنة رسول الله لكن الغفلة عن التدبر، تحرمهما الاستفادة، وتمنعهما من التأثر، فلعل في جمعها وشرحها، وتقريب معانيها بأسلوب ميسر، وعبارة لا تنبو عن الأذهان، ما يحقق سعادة الزوجين، ويحمي أسرتهما من التصدع والانهيار، والشقاء ونكد الحياة، فإليك هذه القواعد الذهبية، التي استنبطت من نص الكتاب والسنة والله تعالى يقول: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}([15]). وعلى قدر تمسك الزوجين بهدي الكتاب والسنة، تكون سعادتهما في الدنيا، وفلاحهما في الآخرة، مصداقًا لقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}([16]).

([1]) سورة الروم، الآية: 21.

([2]) سورة النحل، الآية: 72.

([3]) سورة النساء، الآية: 21.

([4]) سورة النساء، الآية: 1.

([5]) سورة الأنفال، الآية: 75.

([6]) سورة محمد، الآيتان، 23،22.

([7]) رواه مسلم، كتاب صفات المنافقين، ح(2813) (4/2167).

([8]) سورة الروم، الآية: 21.

([9]) انظر: النظام الاجتماعي والخلقي في الإسلام، ص: 198

([10]) انظر: محاضرة في الأسرة د. محمد عبد الله عرفه، ص: 37.

([11]) أحكام النساء، لابن الجوزي، ص: 74

([12]) رواه ابن ماجه في كتاب الفتن، ح(4019) (2/1332) وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير، ح(7978) (2/1321).

([13]) رواه البيهقي في شعب الإيمان، ح(5486) (4/383) وحسنه الألباني، انظر: صحيح الجامع الصغير، ح(430) (1/136).

([14]) رواه البخاري كتاب النكاح، ح(4) (7/4) ومسلم، كتاب النكاح، ح(1400) (2/1018).

([15]) سورة الإسراء، الآية: 9

([16]) سورة النحل، الآية: 97









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
للعلاقات, الذهبية, الزوجية, القرآن, القواعد, الكريم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:47

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc