قالوا سينهار الحوثيون.. سيتبخرون.. سينتهون..
وقالوا عن هادي، وقالوا عن صالح، وقالوا عن الإصلاح، وقالوا عن المؤتمر؛ مثل ذلك..
والحقيقة:
لا شيء في اليمن ينهار أو يُمحى من الخارطة، لا في ظرف ساعة ولا ليلة ولا مائة سنة:
لا زالت صعدة تخوض نفس التفاصيل الميدانية للمعارك التي خاضتها أيام الإمام الهادي، كأن الإمام الهادي وصل إلى اليمن بالأمس لا أنه توفي قبل ألف ومائة عام..
لا يزال للاحتلال العثماني بقايا، ولازلنا نتصارع حول النصب التذكاري له في باب اليمن: "الإخوان" يفتتحون النصب ويرفعون علم تركيا، ونزيه العماد يقتحم النصب ويسقط علم تركيا..
لا يزال للتاج البريطاني نفوذه الكبير في الجنوب بعد ٤٥ عاما من رحيل آخر جندي مستعمر..
لايزال طارق الفضلي بيدور على سلطنة ابوه بعد٤٠ عاما من زوالها
لايزال عبد الكريم الإرياني يتقنفز فوق ظهورنا من ٥٠ سنة..
لا يزال صراع القحطانية والهاشمية مندلعاً كما كان عليه من أيام نشوان الحميري
لايزال آل الأحمر ينافحون عن حقهم وقبيلتهم في الهيمنة منذ أول صراع بين جدهم وبين الأئمة قبل ١٠٠ عام..
لا يزال اليهود في اليمن مش راضيين ينقرضوا رغم تنكيل المجتمع اليمني بهم طوال ٢٥٠٠ عام
لا يزال الجفري يسلح قبائل حضرموت لمشروع "الجنوب العربي" الذي عاصر الاستعمار وحروب التحرير والاستقلال وصراع الجبهتين وأحداث ٨٦ وتوحيد الشطرين وأزمة ٩٣ وانفصال ٩٤ واجتياح عدن الأول واجتياح عدن الثاني.. و...
لايزال باسندوة وعبد الله الأصنج، إلى وقت قريب، يتبادلان الشتائم نفسها منذ خمسين عاما..
لايزال الزنداني يهددنا بكشف "من قتل الزبيري" منذ قُتل الزبيري بجواره قبل خمسين عاما..
لايزال الصراع بين الطغمة والزمرة قائما، يبرز ويخفت، من عام ٨٦..
لايزال علي ناصر محمد يتربص بالكرسي كأن علي سالم البيض لم يرمِ به من ظهر الكرسي قبل ثلاثين عاما..
لايزال علي سالم البيض يرتدي بدلة "الرئيس الشرعي" ويخطب في الجنوبيين: شعبي العزيز؛ كأن علي عبد الله صالح لم يخرجه من منفذ شحن قبل عشرين عاما..
لايزال علي عبد الله صالح يحذر: لا مكان لهادي في اليمن؛ كأن لم تزحه عن طريق هادي إلى الرئاسة ثورة ومبادرة وانقلاب عسكري وتفجير نهدين..
لايزال هادي يتحدث عن "تحرير" صعدة كأن لم تخرجه صعدة من صنعاء ببيجوت ثم من عدن بسنبوك..
لايزال بسكوت أبو ولد مثلما هو قبل ثلاثين عاماً ما غيروش فيه حتى لون الكرتون..
::::::::::::::::::::::
في اليمن:
المنتصر لايتواضع بانتصاره، والمهزوم لا يعترف بهزيمته.
ولذلك يظل الكل ماسكاً بخناق الكل، أو متربصاً بالكل، دون أن ينتهي طرف أو يتلاشى آخر.
ولذلك أيضاً، التعايش هو الحل، مافيش غيره.
حتى سلسلة "توم وجيري" ملها الناس فتطورت وأصبح العدوان اللدودان، في آخر إصداراتها، صديقين عزيزين وسمن على عسل..!!
ا - محمد عايش .
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2015-08-11, 18:14
العرض الشجري