حمود بن عقلاء الشعيبي
حمود بن عبدالله بن عقلاء بن محمد بن علي بن عقلاء الشعيبي الخالدي، أبو عبدالله، من آل جناح من بني خالد, ولد في بلدة الشقة من أعمال القصيم سنة (1346هـ), ونشأ رحمه الله في بيت دين وكرم , فلما كان عمره ست سنوات التحق بالكتّاب فتعلم القراءة والكتابة والحساب, وفي عام 1352هـ أصيب بمرض الجدري وبسبب ذلك فقد بصره, وكان صاحب عبادة وصلاة، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ثم في المناصب العلمية فعين قاضيًا ثم ترقى حتى وصل إلى درجة أستاذ بكلية الشريعة، وقد درّس فيها جميع المواد التي كانت تدرس في المعهد والكلية كالتوحيد والفقه والفرائض والحديث والأصول والبلاغة والنحو، وتوفي في يوم الجمعة في 4 ذي القعدة سنة (1422هـ).
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
من هم النصيرية ؟ والى من ينتسبون ؟ وفي أي تاريخ نشأت هذه الطائفة ؟ وفي أي بلد تتواجد ؟ وما هي ديانتهم ؟ وما رأي علماء الأمة فيهم ؟ وهل تجوز تهنئتهم بأفراحهم وتعزيتهم في أحزانهم بمصابهم ؟ وهل تجوز الصلاة على من مات منهم ؟
أفتونا عن هذه الأسئلة مأجورين ، وجزاكم الله خيرا .
الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ، وبعد :
فإن الإجابة على هذه الأسئلة تحتمل مجلدا ولكن سنختصر في الجواب :
النصيرية طائفة من غلاة الشيعة ، نشأت في القرن الثالث الهجري ، ودخل فيها طوائف كفرية من غيرها - كالباطنية والإسماعيلية والبوذية وغيرهم من الفرق الكافرة والمنحدرة من اصل مجوسي -
وهي تكثر في سوريا ، ولها وجود في البلدان المجاورة لسوريا .
وهي تنسب إلى رجل يدعى محمد بن نصير النميري ، الذي ادعى النبوة وزعم أن أبا لحسن العسكري - الإمام الحادي عشر من الشيعة - كان ربا وانه هو الذي أرسله نبيا .
أما ديانتهم فهي تقوم على معتقدات فاسدة وطقوس بالية ملفقة من اليهودية والنصرانية والبوذية والإسلام ...
ومن هذه المعتقدات الفاسدة لهذه الطائفة :
أولا : الغلو في الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه والاعتقاد بأنه إله ورب ، وانه خلق السماوات والأرض وجميع الكائنات ، ومن عباداتهم في الغلو بعلي رضي الله عنه قولهم : ( لا إله إلا حيدرة الانزع البطين ، ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين ، ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين ..) وبهذا القول يتبين انهم اكفر من اليهود والنصارى والمشركين .. لأنهم بعبارتهم هذه اسندوا الخلق والتدبير إلى الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه ، أما اليهود والنصارى والمشركون فإنهم مقرون بان الله تعالى الخالق المدبر المتصرف بشؤون الخلق .
ثانيا : القول بتناسخ الأرواح : وهو أن الإنسان إذا مات خرجت روحه وسكنت بدن حيوان آخر إما إنسان وإما حيوان على حسب سلوك الشخص الميت الذي خرجت منه ، إن كان فاضلا سكنت بدن حيوان فاضل ، وان كان سيئا سكنت بدن حيوان حقير كالكلاب وغيرها .. وحقيقة هذا المذهب أن الدنيا لا تخرب ولا تنتهي وانه لا بعث ولا جنة ولا نار ، بل تستمر الأرواح بالتنقل من بدن إلى بدن إلى مالا نهاية ، وهذا المعتقد الفاسد أخذوه عن البوذية لأن من أصول مذهب البوذيين تناسخ الأرواح .
ومن الأمور المتأصلة في مذهب النصيرية شدة عدائهم للإسلام والمسلمين وبغضهم لهم ، ومن شدة عدائهم للإسلام انهم يلقبون الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه " بإبليس الأبالسة " ويليه في الإبليسية أبو بكر ثم عثمان ..
ويحرمون زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن في جواره أبى بكر وعمر رضي الله عنهما .
وهذه الطائفة كانت محصورة في مكان في بلاد الشام لا يمكنون من الوظائف ولا من التعليم بناءا على فتوى صادرة بذلك من شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ، وما زالوا كذلك إلى أن احتلت فرنسا بلاد الشام فأخرجتهم ولقبتهم بالعلويين ومكنتهم من المناصب الهامة بالدولة .
أما رأي علماء الإسلام فيهم فهو الحكم عليهم بالخروج من الملة ، لما يقوم عليه مذهبهم من الشرك والقول بتناسخ الأرواح وإنكار البعث والجنة والنار .
وقد سئل شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله عليه عن النصيرية فأجاب بما نصه : الحمد لله رب العالمين .. هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية اكفر من اليهود والنصارى بل اكفر بكثير من المشركين ، وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا بنهي ولا ثواب ولا عقاب ولا بجنة ولا بنار ولا بأحد من المرسلين قبل محمد صلى الله عليه وسلم ولا بملة من الملل ولا بدين من الأديان السالفة بل يأخذون من كلام الله ورسوله المعروف عند علماء المسلمين ويتأولونه على أمور يفترونها ويدعون أنها علم الباطن من جنس ما ذكره السائل …) ثم استمر رحمه الله في الجواب إلى أن قال : ( ومن المعروف عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من وجهتهم - أي وجهة النصيرية - وهم مع كل عدو للمسلمين ، ومن اعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار .. ) والفتوى طويلة نكتفي منها بما ذكر .
أما تهنئتهم بأفراحهم وتعزيتهم بمصابهم والصلاة على موتاهم فهذه أمور محرمة ولا تجوز ، لمخالفتها قاعدة الولاء والبراء التي هي اصل مهم من أصول التوحيد .
هذا
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين
أملاه / حمود بن عقلاء الشعيبي | 25/3/1421 هـ