أعجبني أحد الفضلاء وهو يتحدث بقصة جرت معه فيقول:
توظَّفَت في مكان عملي فتاةٌ ذاتُ نسب وشرف، والذي لفت الانتباه أنها فتاة متسترة تستراً شديداً، وقد وُضِعت في المصلحة التي أديرها، وكانت كلها من الرجال.
ومما غاظني أنها كانت من مجتمع محافظ مع الأسف الشديد، وقد رأيتها في كل يوم منكسة رأسها لا تتحدث مع أحد حتى نهاية وقت العمل وتنصرف.
فسألتها عن والدها وعنوان منزلها فأخبرتني، وقلت استقل الفرصة ما دام في الأمر مهلة، فذهبت إلى والدها في مساء أحد الأيام، فلما جاءني بالقهوة وجلس معي،
قلت: يا ابو فلان لو قلت لفلانة تأتي تشرب القوة معنا ؟!
قال ابو البنت:هل أنت مجنون؟! أما تستحي؟!
قلت: لماذا؟ ابنتك كل يوم تجلس معانا من الصباح الى نهاية العمل ماذا في هذا؟!
فاستحيى وعرف خطأه، وانتبه لفعله المشين، وشكرني على مقصدي من النصيحة، ولما جاء صباح اليوم التالي فإذا هي جليسة البيت قد تركت العمل.
فليسأل نفسه من ترك نساءه في وظائف الاختلاط، لماذا تستحي أن تدعو ابنتك لتجلس مع أصحابك إذا غشوا منزلك، وأكثرهم تعرفه وتثق به، ولا يمنعك هذا الحياء المزيف أن تتركها بين صفوف الشباب الذين لا تعرفهم في اماكن العمل؟!!.
عجباً إننا في زمن المتناقضات.