((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))
يمكن أن نستخدم مثلا لتوضيح الفكرة: الإنسان كلما ارتفع في الجو, اتسعت دائرة رؤيته، بل إن رواد الفضاء الذين تخطوا جاذبية الأرض، وساروا باتجاه القمر, رأوا الأرض كلها بقاراتها وببحارها .
أنت إذا وقفت في الشارع, لا ترى إلا بضع بنايات، أما إذا صعدت إلى جبل قاسيون ترى دمشق بأكملها، أما إذا ركبت الطائرة، وارتفعت أربعين ألف قدم, ترى ما مسافته مئتا كيلو متر تقريباً، فكلما ارتفعت في الجو كلما اتسعت رقعة رؤيتك، هذا المثل ينطبق تماماً: على أن الإنسان كلما أعطي ميزة اتسعت دائرة مسؤوليته .
معلم في صف محاسب عن طلاب هذا الصف، ثلاثين طالبًا، لكن مدير المدرسة محاسب عن سبعمئة طالب، فكلما كانت ولاية الإنسان أوسع، وأوكل الله سبحانه وتعالى إليه أناسًا أكثر, كانت مسؤوليته أوسع، فحتى يتحرك الإنسان حركة صحيحة، وحتى لا يهمل ما أوكله الله بهم, ويتحرك حركة غير صحيحة .
النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))
[أخرجهما البخاري ومسلم في صحيحهما عن ابن عمر]
هذا الحديث أصل في تحمل المسؤولية التي سوف يحاسب عنها الإنسان يوم القيامة.