وها انا اليوم اهجر اخر قاسمٍ يجمعني بك ..
هو اننا من بلد واحد .. ها انا اهجر اخر خيط سيذكرني بك ... اخر املٍ بقي لألتقي بسحرك ..
وأرحل الى بلد لا تشبهك .. بلد لا تذكرني بك ... بلد لا تبدو وجوه الخلق فيها كوجهك ..
حملت قلبي معي ورحلت ،، ما كان ليبقى لديك ابداً ..
فأنا وانت اقرب مثال للتوازي في علم الرياضيات والحب ..
خطان لا مصير لهما بالألتقاء ابداً ..
خطان يتعذبان بسبب يد رسمتهما متوازيان وما كانا ليلتقيا يوماً ..
ها انا ارى عالمي الجديد اليوم ..
عالماً يخلو منك .. لا وجود لعينيك الجميلتين فيه ..
عالماً لا يتسع لكُبْرِ حبك..
وطناً ما عاد وجودك فيه يغنيه ولا أقترابك منه يشفيه ..
هجرتك .. هجرت وطني وقلبي لأتجرد منك ..
فما كان لي سوى هذا الحل لأتخلص من لعنة طيفك الملتصق بي ها هنا في شوارع قلبي المقفهره ..
أنصفت نفسي وأنصفتك ..
فهذي الشوارع والاحياء التي كانت تجمعنا كانت ستظل تؤلمني وتؤلمك حتى تستنزف آخر قطرة من دمي ودمك ..
هجرتك ..