بين دكتوراه ودكتوراه
مرت شهادة الدكتوراه في الجزائر بثلاثة مراحل على حد علمي: دكتوره دولة (د د) ودكتوراه علوم (د ع) ودكتوراه ل م د (دل) وأمام هذه التطورات أدهشني موقف حملة ادكتوراه علوم أو المسجلين فيها، فقبل ظهور الدكتوراه ل م د كانوا يطالبون بالمساواة بين (دد) و(دع) بحجة أنه لا يوجد فرق علمي بين الشهادتين سوى أن الأولى سجلت قبل قانون 1998 والثانية سجلت بعده واليوم يحتجون على المساواة بين (دع) و(دل) بحجة أنهم قضوا عدد سنوات أكبر في تحضير شهادتهم.
أولا: إن قيمة الشهادة لا تقاس بتاريخ التسجيل ولا بعدد سنوات التسجيل بل بما يقدمه الطالب الباحث وكم رأينا من المسجلين في (دد) وفي (دع) وفي (دل) لم تساوي أعمالهم ولا أبحاثهم قيمة الورق الذي طبعت عليه الأطروحة، وبالمقابل كم شاهدنا من الباحثين المسجلين في (دد) وفي (دع) وفي (دل) المتميزين بأبحاثهم وبقيمة عملهم، فقيمة الشهادة هي في قيمة العمل المنجز ولا يتحجج أحد بعدد السنوات ولا بعدد التسجيلات ليقول أن شهادته من المفروض أن تكون أحسن أو أفضل
ثانيا: يبين هذا الموقف شكلا من أشكال الحسد المبطن بالنوايا العلمية، فالعجزة من (دد) و(دع) يرفضون رفضا مطلقا أن يناقش أصحاب (دل) كما يرفضون أن يتساووا معهم من باب أن معظم طلبة (دل) درسوا عند الطلبة المسجلين في (دد) و(دع)، وهنا وجب التذكير بشيئين الأول هو أنه من المفروض أن يفرح المسجلون في (دد) و(دع) لأن طلبتهم نجحوا حتى ولو أصبحوا أفضل منهم وهذا في نظر أمر عادي أنا اليوم أستاذ تعليم عالي لكني لا أزال أحترم أساتذ التعليم الإبتدائي الذين درسوني حتى ولو بدون شهادة، لأنني أعرف أن لهم فضل كبير فيما أنا فيه اليوم، وأنا أعرف جديا أنهم يفتخرون بي عند ما يأتون على سيرتي، إنها سنة الله في خلقه، وقديما كان آباؤنا يدعون الله لأن يكون أبناؤهم أفضل منهم، الأمر الثاني نحن في بلد الفرص ومن فاتته هذه الفرصة أدركته الأخرى، فطلبة (دل) في نظر (دد) و(دع) محظوظين لأنهم قضوا وقتا اقل منهم ليحصلوا على شهادتهم وهم في هذا لا يختلفون عن غيرهم من المحظوظين الألاخرين في المجتمع وكم هم ويكفي أن تراجعوا التاريخ القريب لتروا أن الحظ والقدر لعبة تصيب من تصيب وتخطئ من تخطئ فلما الحسد
ثالثا: إن وجود طلبة مسجلين في (دد) (دع) كأساتذة جامعيين في حد ذاته خطأ (استفدنا منه جميعا وكان هذا حظنا) تعمل الوزارة على تصحيح هذا الخطأ لأنه لا يوجد في الجامعات التي تحترم نفسها اليوم أستاذ جامعي مسجل في الدكتوراه، فللتوظيف في الجامعة تشترط كل جامعات العالم الدكنوراه لا غير، ووجود طلبة مسجلين في الدكتوراه كاساتذة في الجامعة هو حالة مؤقتة سيتم الانتهاء منها في غضون سنوات حتى نصبح على نفس الموجة مع باقي جامعات العالم، وبالتالي يبقى الحوار والنقاش القائم حول هذه المسألة حوارا عبثيا لحد ما باعتبار أن الجامعة الجزائرية ستنتقل إلى نظام لا يعترف إلا بالـ (د ل) وبعد سنوات من الآن سيصبح هذا الكلام مجرد ذكريات مرحلة انتقالية تميزت بالكثير من المقاومة للتغيير.
رابعا: مقاومة التغيير مسألة عادية جدا ولهذا أدعوا أبنائي من طلبة (دل) إلى التعامل مع ردة فعل المسجلين في (دع) بشكل عقلاني وموضوعي وليتأكدوا أن الهزات الارتدادية لصدمة مقاومة التغيير ستتلاشى شيئا فشيئا حتى تصبح الأمور كما لو أنها لم تكن وعليه أطلب منهم أن يزاولوا على شيئين مهمين الأول هو الجد في تحضير بحوثهم والمناقشة في الآجال المحددة والثاني هو مواصلة إحترام أساتذتهم من (دد) و(دع) من باب من علمني حرفا صرت له عبدا حتى ولو كان هذا الحرف ناتج عن نقاش من هذا النوع
مودتي للجميع (دد) و(دع) و(دل)