المشرف المميز [[ شاعر_الشوارع]] معنا تحت المجهر

[شاعر_الشوارع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى عبدالله

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قرّرت أن أكون حاضرة وإن لم يكن معي أسئلة تناسب حضورك
لأترك الحرف يجرّب حظه
الكتابة بالنّسبة لك هل هي
قيد..
منفى..
متنفّس..

الأستاذ شاعر الشوارع أو بسباس عبد الرزاق

كأنّ نصوصك الأخيرة تميل نحو القصص القصير
ما السبب؟ أو مالذّي وجدته في القصّ دون غيره؟


هل من محاولات لتشر أعمالك في الأفق؟

وحللت أهلا ونزلت سهلا
احترامي

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

زميلة الحرف سلمى هنا

حقيقة فوجئت بك و سعادة أن أراك هنا تناوشين حرفي و رأسي المرهق

بالنسبة لما تفضلت به، الكتابة بالنسبة لي هي هم و هاجس، هي الألم بحد ذاته، و هي ليست متنفس، و من كان يريد الكتابة للتنفيس فليبحث لنفسه مهنة غيرها
لأن الكتابة مرهقة و متعبة،
قيد؟ ربما أكبر من ذلك، فهي أشبه بعالم آخر متخيل، و هي أيضا محاولة لتجاوز فشل ما أو إخفاق سابق، لا نكتب للتنفيس بل لننتقم من الظلم و القبح، فنلجأ لهذا الفعل الإنساني لنحارب و لو على ورق، نصنع أبطالا و نقتلهم و نصنع ظلما و نطحنه، إذا الكتابة هي محاولة لتفكيك الواقع و محاولة تشييد عالم متخيل يناسبنا،
هي أيضا منفى اختياري، بعد أن تضطرنا الحياة و المجتمع للهروب منهما،

و ربما فصام أدبي و جنون خلاق، فوضى حروف، إشراقة على كرية قلم حبر جاف، عاصفة في محبرة، إعصار في فنجان و نار على شفاه سيجارة، و هي طيش أطفال و عبث فتاة تعشق الفراشات، امرأة تقف على شرفة بيتها تنتظر ربيعا يتسع لأحلامها، هي تعب المرهقين و نظرات تخترق صدورنا عندما لا نجد ما نسد به جوع متسول أو كفا تستطيع مسح دمعة يتيم

هي كل ذلك و أكثر و أكثر

لذلك أنا أكتب و لذلك بعضنا يموت و هو يكتب
و ما لجوئي للقصة القصيرة إلا لأنها فضاء يناسبني ، يناسب أحزاني و أحزان الناس، و هو أيضا مساحة لفضح ذواتنا، كما فعلت في قصة ((مادونا)) ، فنحن بحاجة أحيانا أن نخرج من هذا الهيكل اللحمي لنعرف حقيقتنا، و لك أن تتصوري شخصا اسمه سلمى يمشي في الأزقة و تصطدم بك في غفلة منك، فماذا يكون رأيك بك؟ و لهذا كانت القصة هي مساحة لأتكلم فيها عما لم أستطع كشفه و ملاحقته في القصيدة النثرية، رغم أن الشعر هو أرحب و أوسع و أمتع، فالشعر هو حقيقة الشاعر و هو لصيق به، لا يفارقه

أحب القصيدة و هي عشيقتي الكبرى، و القصة هي ابنتي المدللة، و ما بين الإثنتين أراوح نفسي

أجدني أكثر في السرد، لأن القصة تتطلب منك تمثل الحدث و عيشه قبل خروجه مثل الرصاصة
و لكن الشعر، يتطلب حدثا و ربما مشهدا معينا، أما القصة فهي تطلبني بقوة

و مؤخرا نصحني صديق بأن أتوجه للرواية و فعلت، و ربما تكون أول عمل سأقوم بنشره بإذن الله تعالى و لأنني لا أملك المال للقيام بهذه الخطوة تبقى أمامي نافذة المسابقات الأدبية، لما لا؟
فهي نافذة للتعريف بالكاتب أكثر من أي منبر آخر


شكرا للحضور و شكرا للأسئلة التي حركت ما بداخلي من ألم، من طيش و من حماقات و هذيان كبير جدا


تقديري استاذة سلمى