من أنامل طالبة

[فاطمة الحالمة]

بين شوارع الضياع البكماء وجدت نفسي هائمة تائهة..بصمت و احساس أخرس قاتل يلف تجاويف روحي البائسة..ذرعت قنينة الظلام بروح جرداء نائية..و أعاصير الشوق تستلقي على ضفاف جوارحي المخدوشة الباكية..ودعتهم بعبرات كانت لعيناي الضيقتين ستائر بالية..و الأسى يكسو عظام ألواني الباهتة..نفس لائذة بالقرح..و عين غربت عن محاياها تراتيل الفرح..سكون رهيب يستنطق حناجر قلبي و يصدح..أجل خذلتهم و حاذيت جدران الحزن الذي تراءت عليها ملامح البهوت و الشتات..متناسية ما يتوسد مخيلتي من أفكار مبعثرة ذابت على خلاياها تآويل الترح..و بت الآن أجذف حقيقة فراقهم الجاثم بين أمواج الواقع الأسيانة..
هي همسة أسف و اعتذار ألقيها لمسامعهم الرحبة..هي كلمة استنطقها هواهم من أحاسيسي الرقيقة الرخوة..علهم يوما ما يرمون على أجداث رحيلي أكاليل ود و محبة..
من قلب لا يجيد كتابة حروف البغضاء بين سطوره..من قلب ضمآن كان الحب فيه وقودا ثجاج..من قلب ضرير يهواكم و لدفئكم يحتاج..اليكم أكتب خربشات من زفير فراقكم التي استحمت بنوركم..
الى من ترك بصمة في فؤادي بنعل غرداوي خيوطه من جريد الطيبة و الألفة..صمغه من عراجين الكرم و الأخوة..أقول سأشتاقكم شوق المغترب الفار..و أحبكم حب الولد التقي البار..و سألقاكم لقاء الليل بتباشير الصبح السار..و سأحسن اليكم احسان الجار..فأنا من دونكم غريب يسوق ناطور الألم بحيرة و استنكار..
كونوا بخير

من طالبة بين هيادب العلم غارقة..
الى رياحين قلبي "زملائي"
و الى من علمني أن العطاء جميل زرعة المعروف "اساتذتي"
و الى من نثر بذور الوقار في روحي "طاقم ثانويتي الاداري المحترم"

لحظة وداع مؤلمة...
العاقبة للعام القادم....

اهداء لكل طالب و أستاذ