ذكريات رجـــــــاء في العشرية الســــــــــوداء - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > أرشيف منتدى الحياة اليومية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

ذكريات رجـــــــاء في العشرية الســــــــــوداء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-04-13, 16:12   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أم أماني أريج
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم أماني أريج
 

 

 
الأوسمة
ضيافتكم عندي 
إحصائية العضو










افتراضي ذكريات أم براء في العشرية الســــــــــوداء


كانت عقارب الساعة تشير إلى تمام السابعة عندما استيقضت صباح اليوم على صوت زقزقة عصافير اتخذت من شجرة كاليتوس تطل على فناء بيتي مسرحا لها حيث كانت تعزف ألحانها الشدية الممزوجة بأشعة الشمس الدافئة التي لاحت بأشعتها وسط السماء الصافية الزرقاء.
كان منظرا رائعا يجعل النفس تتفتح كورود فصل الربيع لتطير كفراشة حالمة متعطشة للم رحيق أزهار البراري
و لكن ذكرياتي تأبى إلا أن تسافر بعيدا في الزمن لتعود بي إلى سنوات العشرية السوداء و تقارنها بنعمة الأمن هذه فشكرت الله و حمدته .
سأروي لكم اليوم ذكريات ليلة قاتمة من حياتي عشتها بالضبط سنة 1998 عندما كان عمري 13 سنة في مدينة ليست مسقط رأسي و لكنني قضيت فيها جزءا من طفولتي حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا يعني في عز العتمة استيقضت على صوت أمي و هي تهزني ......قومي اسرعي هيا بنا نخرج .......لم أستوعب كلام أمي و لم أستطع حتى سماعها جيدا لأن صوت الرصاص كان يدوي و يملأ المكان طلقات متتالية بدون توقف .....سألت أمي و أنا مذعورة من الذي يطلق كل هذا الرصاص ؟ لم تجبني بل قالت أمسكي أختك جيدا و راحت لتحمل أخي الأصغر ذو الثلاث سنوات ......خرجنا من باب الشقة التي تقع في الطابق الأرضي من العمارة وصعدنا إلى الطابق الأخير حيث وجدنا كل نساء الجيران و صغارهن قد تجمعوا في شقة جارنا و كلهم منبطحين في الرواق حتى يحتموا من طلقات النيران المدوية أما الرجال فصعدو إلى سطح العمارة و انسدحوا هناك
كان الظلام حالكا لأن الجارة أطفأت كل الأضواء حتى لاتجلب إنتباه المعتدين ....جلست أمي في جانب من الرواق واحتضنتني و إخوتي إليها .......كنت حينها شبه بليدة و كأن إحساسي مخدر من أثر الصدمة و كأنني أعلم أنني في حلم و سوف أصحو منه مع بزوغ خيوط الفجر كنت لا أسمع في ذلك الرواق غيرأصوات أنين تنبعث من هنا و هناك الكل يترصد و يترقب ما سيحدث و فجأة تهتز العمارة بأكملها و كأن زلزال ما قد أصابها ......نعم إنه صوت قنبلة مدوية عرفنا في الصباح أنها أسقطت عمارة بأكملها ......و في عز العتمة سمعت صوتا مرعوبا مرتعشا لقد كان صوت جارتنا و هي تنادي كنتها .......يا خيرة يابنتي السماح بيناتنا إذا كاش مادرتلك إسمحيلي و هنا انفجرت الكنة بالبكاء و بدأت تحتضنها و بجانبها كانت تجلس جارتنا الأخرى صاحبة الشقة و أماماها إبنتها المراهقة المرعوبة التي أخذت بدورها تحتضن شقيقها و تقول له .......عندي راس خو واحد ورايح يروح و تبكي و تشهق بقوة و أمها تطلب منها السكوت في منظر يرتعش منه البدن و ترق له المشاعر حينها فقط بدأت أتيقن أن هذا ليس مجرد كابوس مزعج بل هي حقيقة ........و أية حقيقة ؟هل هي حقا النهاية ؟ هل سأموت اليوم في هذا المكان؟وبهده الصورة البشعة ؟ و لكن لماذا ؟ من هؤلاء الذين يريدون قتلنا ؟ ما هو الذنب الذي إقترفناه ؟ أسئلة كثيرة بدأت تتراكم في رأسي و لكن مامن إجابة .
بقينا حوالي ساعة من الزمن و نحن ننتظر الموت والجميع يترقب ما سيجدث و كلهم مدهوشين من هول الموقف و الأكيد أن كل فرد منهم كان يستعيد شريط ذكريات حياته و كأنه يودع الدنيا و فجأة علا عويل جارتنا التي تقطن بالطابق الثاني و هي تحاول منع زوجها الذي قرر أن يصعد إلى سطح العمارة و يرى ما يجب فعله و رغم محاولاتها منعه إلا أنه صعد رغما عنها و الحمد لله أنه فعل لأنه البطل الذي أنقذ أرواحنا من موت بئيس محقق طبعا بعد مشيئة الله فبعد أن أطل من سطح العمارة إلى الأرض وجد أحد المجرمين يحاول تركيب قتبلة فلم يجد أمامه سوى حجرة كبيرة حملها و وقف بصدر عاريواجه طلقات الرصاص و رماها على الإرهابي و سبحان الله أصابه في رأسه فسقط مباشرة على الارض أما جارنا فقد حماه الله و لم يصب بأي طلقة رغم أن دوي النيران كان يصم الآذان .
بعدها جاء ت مجموعة من الإرهابيين و سحبوا قتيلهم و أخذوا بالمغادرة و يبدوا أنه الوحيد المختص في تركيب القنابل .
و عندما بدأت خيوط الفجر تبزغ في السماء وصل الأمن أخيرا !!
أعذروني إخوتي فقد تعبت يدي من الكتابة سأكمل فيما بعد بقية الوقائع و الخسائر التي خلفها المعتدين و سأحكي أيضا عن تكافل الجيران مع بعضهم البعض و كيف تحول الحي كله إلى وليمة كبيرة .
إلى الملتقى ................








 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
الســــــــــوداء, العصرية, ذكريات, رجـــــــاء


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc