ضياع مطالب المعلمين في دائرة الصراع النقابي/النقابي
ويتبين مما حدث مدى الفهم الخاطئ الذي سقطت فيه – النقابات المحتجة – في محاولة جديدة لمعاودة تكريس نفس الظواهر والسلوكات كلما وجدت نفسها أمام كيان نقابي اخر ، ويبدو أن الذاكرة النقابية مثقوبة ، فنفس النقابات التي تحتج الآن على بعضها بنفس المسوغات ، إلى عهد قريب شربت من نفس الكأس ، فأغفلت قراءة التاريخ ولم تستوعب الدرس ، فالشيء الذي كانت تنتقده بالأمس صارت اليوم تمارسه ، بل بالغت في تقمص ادوار معاكسة للديمقراطية التي تتبناها شعارا وأبانت عن الانغلاق الفكري وثقافة التعصب وعدم الاعتراف بالآخر .
إن النقاش الذي كان مفترضا أن يتناول قضايا الحقيقية للمعلمين تاه في السجال الثنائي حيث استهلك جزء كبير منه في تصريف النقد وإلصاق التهم … ولم تحظ النقط المهمة إلا باليسير من الوقت . ومرة أخرى هيمنت الإسقاطات الاقصائية فجاءت اللغة مرتبطة بالحسابات الانتهازية من خلال عقلية الهيمنة والإقصاء ونبذ الآخر التي ترتبت عن الاعتقاد باحتكار التمثيلية فراحت ( بعض النقابات) تلصق طابع الظلامية بالنقابات الاخرى معتبرة أنها وجدت سوى ل" تلويث الساحة التعليمية " بينما انهال احد الاطارات النقابية بقوة وسخط على نقابة كبيرة ذات مصدقية متغافلا أن ذات النقابة التي ينتمي إليها لا تنشط في الساحة التعليمية إلا بايغاز من الادارة الوصية كلما دعت الحاجة إلى ذلك .بعد أن تفطنت الوزارة التي صارت تمارس السلطة على هذه النقابات إلى ضرورة التحكم في النقابي بالقدر الذي لا يؤثر على إستراتيجية التوافق وعدم " التشويش " على الموسم الدراسي ؟؟؟ وحصر العمل النقابي في قضايا فردية تكرس الانتهازية والمصلحة الذاتية نحو الترقي والامتيازات .
وهذه الرسالة تحمل كثيرا من المعاني والدلالات التي تكشف عن تورط " نقابي " مسكوت عنه حيث كانت تحصل عمليات مغالطة تحت العديد من الذرائع التي لم يكن لها وجود .
إذا كانت التعددية النقابية مستساغة اليوم ولها مبرراتها الموضوعية أمام الضعف والانحراف الذي تمكن من النقابات فإن عقلية الإلغاء لا تزال حاضرة بقوة ضمن ثقافة نقابية تعتقد بوحدانية التمثيل .
فالقاعدة هي السلطة والحكم في تزكية ممثليها في الدفاع عنها ضمن منافسة شريفة حول الملفات المطروحة .