بسم الله الرحمان الرحيم
خرجت سارة من مقر عملها للذهاب الى منزل خالتها (خالتي سمية كما يناديها الكل )لم يكن المنزل بعيدا بل مجرد طريق تقطعه خلال خمس عشرة دقيقة مشيا لتصل الى العمارة وهكذا حتى وصلت الى العمارة وهنا رات شيئا غريبا انها سيارة ذلك الشاب الذي جاء في الصباح الى الشركة لكنها تداركت الامر فكم من شخص لديه مثل تلك السيارة صعدت وهي تأمل في نفسها ان تكون تلك السيارة ملك لذلك الشاب وان تلتقيه مرة اخرى ربما عند مغادرتها لكنها نزعت الفكرة من راسها فحتى لو راته لن يحدث اي شيء فقد رات وسمعت ما حدث لصديقتها وهكذا استسلمت للأمر الواقع ولم تسمح لمخيلتها الكبيرة بأخذها الى اي مكان (وهذا حال معظم الفتيات ما ان يعجبهن شخص ما حتى تكبر امالهن من جهته ولكن القدر يقول كلمة اخرى) تصل الطابق الثالث وتدق جرس الشقة الاولى لم يطل الوقت حتى سمعت صوتا
انا قادم لحظة
اسرت سارة في نفسها
"يا الهي لم اكن اريد لقاء زوجها فانا لا اتحمله وهو لا يحتملني ايضا انه من اصحاب اللحية والقميص والمسجد ووو"
يفتح الباب لتتفاجئ سارة بما راته انه هو انه الشاب الذي راته صباحا كيف يعقل انه من بين كل الشقق في العمارات يصادف ان يكون هنا يتقدم منها ليسالها
"نعم من انت وماذا تريدين "
لم تجد سارة الكلمات المناسبة وكأنها لا تعرف حرفا من اللغة ولا حتى كيف ترد على سؤال بسيط كهذا لكنها جمعت شجاعتها
هل خالتي سمية هنا ....هذا منزلها اليس كذلك .......انا لم اخطئ صحيح
رد انور
"اه نعم لم تخطئي عفوا انها هنا بإمكانك الدخول "
دخلت سارة بخطوات متثاقلة كانت تنظر امامها ثم تعيد النظر الى الخلف فقط من اجل ان تبدا حديثا مع هذا الشاب لتتفاجئ به يقول
"رايتك هذا الصباح اليس كذلك في مكتب نور الدين "
سارة متوترة جدا وقد انعقد لسانها
اه نعم اعمل هناك لقد تكلمت معي هذا الصباح ....اقصد...تكلمت معك ...او تكلمت مع صديقتي
سارة تحدث نفسها في هذه اللحظة ايتها الغبية منذ متى يتلعثم لسانك عند الحديث مع شاب هذه ليست سارة التي اعرفها يا الله ماذا يحصل
في هذه اللحظة تدخل سمية واذا بها تقترب من سارة وتسلم عليها وتسالها عن احوالها واحوال عائلتها بالتفصيل الممل اما سارة فكانت تجيبها ولكنها احيانا كانت عيناها تنظران الى غير عمتها (اي الى انورالذي كان يتحدث في الهاتف ) تدعو سمية سارة الى الغداء لكن سارة تعتذر
يا خالتي تعلمين انها تقريبا الواحدة وعمي الطاهر سياتي بالتاكيد للمنزل بعد صلاة الظهر وانا ...انت تعلمين
حسنا ساقوم باحضار الفستان انتظريني هنا
تقوم سمية لاحضار الفستان في حين ياتي انور بعد اكماله لمكالمته الهاتفية ويجلس في الجهة المقابلة
لم تخبريني ...مااسمك
اسمي سارة ...سارة عاشور
انا انور منيري ..
تذهل سارة لان له نفس لقب السيد نور الدين الذي تعمل عنده
اعلم ماذا ستقولين نور الدين هو والدي...نعم انه والدي ولكني لم اتي في حياتي الى ذلك المكتب انها المرة الاولى
لم اكن اعرف ان السيد نور الدين لديه اولاد ...اقصد الكل كان يظن ان ليس له اولاد
انور يطأطئ راسه انه يخفي الكثير من الاسرار الكل يعلم ان نور الدين ليس له اولاد لانه يخفي امر انور عنهم لكن انور ينسى في الكثير من المرات ان والده او بالاحرى الشخص الذي رباه يحاول انكاره وانكار اي علاقة به
في هذه اللحظة تاتي سمية ومعها الفستان تقف سارة وتاخذ الفستان
شكرا خالتي ...الان ساخذ الفستان واغادر ساتصل بك في وقت لاحق واحكي لك عما سيحصل في الحفلة ..
تلتفت الى انور وتحاول توديعه بطريقة ودية
انور سعدت برؤيتك كثيرا ..وتشرفت بمعرفتك ايضا
ستغادرين بهذه السرعة حسنا انا ايضا ساغادر ..عمتي انه الوقت ساذهب
وهنا تتدخل سمية
بما انك مغادر لم لا توصل سارة معك
سارة لم تصدق الامر اما انور فقد وافق بسرعة فهو لم يبعد عينيه ايضا عن سارة وسمية فتحت بابا لم يكن ليستطيع اي منهما فتحه فانور لم يكن ليعرض على سارة ان يقلها ولا سارة كانت لتطلب من انور ان يوصلها يوافق انور على الامر ويغادر الشقة مع سارة