من الواقع .أم ..وأم ...

[رَكان]

أم... و.....أم ..
حكى لي والدي ..
1 ــ كان له زميل في العمل ..يسرد عليه مرحلة مر عليها في طفولته ...
كانت أمه وقتها لديها برنامج غذائي اسبوعي menu معلق في رف بالمطبخ ( نادر أن نمر على ذلك عند نساء اليوم )
منضبطة جدا في توزيع انواع الأطباق والوجبات .على مدار الأسبوع ..صاحب ابي لما كان طفلا يكره شربة العدس .وحكى له كيف صار يتانولها رغم تذمره منها قال : أذكر مرة أننا كنا على طاولة الغداء وكل أمامه صحنه من شربة العدس ..تذمرت ولم أشأ تناوله وهممت بالقيام ..نظرت اليه امه نظرة جعلته يستوي في مكانه لاقيام قبل انهاء الطعام ...قال ولما جاء وقت العشاء نظرت يمينا وشمالا أطباق تسيل لعابي الا انا ..نفس صحن العدس تململت في مكاني ورفضت الأكل ...مددت يدي لأخذ صنف آخر فتلقيت ضربة على يدي خفيفة تنبهني الى انه ممنوع ذلك ...بت جائعا ...وفي الغد وكنت أول المسرعين للتحلق حول طاولة الغداء ..وارتعبت لما رأيته بشحمه ولحمه ذاك الصحن من العدس ..نظرت من حولي ولم أشأ البحث كثيرا فيم يتناوله من حولي للسعة الجوع انهمكت في التهامه ..كأنما لم أذق طعاما لشهور ..ومن يومها صرت أجد طعم العدس كما يجده غيري لذيذا ..
2 ــ زميل آخر لوالدي من منطقة القبالئل ..اشتكى لوالدي رحمه الله ..اصابة اطفاله مع حلول الشتاء بأمراض البرد ..فاسغرب والدي وساتنكر عليه .أنتم من منطقة معروفة بزيت الزيتون فلم لاتجلبه وجعل اولادك يفطرون به صباحاا بدل الزبدة ..إن أجسامهم ستتشبع به مع الوقت إضافة لكونه يحميهم لسعة الجوع طوال صبيخة اليوم الدراسي..
راقت لزميل أبي الفكرة وأوصى احد اقاربه ان يجلب له زيت الزيتون ..صفيحة من 5 لترات نت أجود الأنواع ..في الليل اوصى زوجته أنه وعند الإفطار تملأ صحنا من زيت الزيتون يتناوله الأطفال غمسا بالخير او المطلوع ...
وفي الصباح وعند الإفطار مجتمعين حول المائدة ....كان الجميع يترقب هذا اللون الجديد من الغذاء ..وكان ان قدر الله ..أن تكون الأم أول من يقوم بعملية التدشين ..دسّت قطعة من المطلوع في صحن الزيت ثم وضعتها في فمها ..لتتحسس طعمها ..لحظات ..استغرتها في ذلك ..الكل من حولها يرقب ردة فعلها ..واخيبتاااااااه ...تعيد اللقمة الى خارج فمها منزعة قائلة ...وااااااااااع ...جفل الأطفال من مرأى الصحن مملوءا بزيت الزيتون وتأخروا ...بعدما هموا بتناوله ..وجم الأب وتغيرت ملامح وجهه..ولم يدر ما يقول ..غير حسبي الله ونعم الوكيل ..
هما قصتان قصيرتان لأمَّيْن ..لاعلاقة تربطهما زمانا ولا مكانا ..
سيداتي ..
هاأنتن ترين نموذجين لأمرأتين على عاتقهما تربية اطفالهما ...
هل ترين أن هناك تطرف لدى كل منهما ؟
هل ترين أن الأولى هي النموذج الأفضل في اتباع اسلوبه في التربية الغذائية لأطفالهن ؟
هل ترين أنه يتوجب التوسط بين الحالتين ؟؟
أشكر حضور الجميع وما قد يترتب عنه من إفادة ..

رَكان .