تهانينا للمهالك الخليجية بسقوط اليمن!!!

[فريد الفاطل]

نعم سقطت اليمن وسقط معها ما سمي “الحل اليمني” السيء الذكر الذي يحاولون التآمر لتمريره في سوريا، ففي هذه اللحظة دفنت الثورة اليمنية بسقوط القصر الرئاسي وسقوط اليمن بيد الحوثيين خدم إيران، دُفنت بعد أن أطلقوا عليها إبرة مخدر في مبادرة إبعاد الديكتاتور صالح معززا مكرما واستبقاء نظامه بحجة الحفاظ على مؤسسات الدولة، وحلوا فرقة الجيش الوحيدة التي كانت تؤيد الثورة، وكل ذلك من أجل وأد الثورة اليمنية السلمية واستبعاد إمكانية إقامة ديموقراطية حقيقية واستبعاد أي مشاركة لتيار الإسلام السياسي خوفا من تصدير التجربة حالمين باستمرار مستنقع نظام الحكم الراكد النتن في اليمن. لكن النتيجة جاءت مغايرة تماما: سقوط اليمن بيد إيران ثمرة أنضجوها بقتل الثورة، وغدا ستقسم اليمن إلى ثلاثة أقاليم متناحرة على الأقل وستعم اليمن الحرب أهلية فقد ولى زمن التغيير السلمي الذي وأدوه رضيعا، حرب ستستمر لسنوات تدمر اليمن وتنتشر لتحرق ما حول اليمن، لكن مشكلتهم لن تكون فقط تصدير الفوضى والجهاد السني من اليمن بعد أن خافوا من تصدير الديموقراطية؛ مصيبتهم ا هي تصدير التطرف الشيعي المنتشر في بيئته الاجتماعية متمثلا في الجرثومة الخمينية ، ليعمل ملالي إيران بعد اليمن على الاستيلاء على ما تبقى من شبه الجزيرة العربية.
ما جرى في اليمن وصمة عار في جبين العرب وكل هيئاتهم الرسمية، عار بسبب فشلهم مرة جديدة أمام إيران التي باتت تحكم اليمن والعراق ولبنان وتسعى لذلك في البحرين بينما يقف ثوار سوريا وحيدين يدافعون عن كل الشرف العربي والإسلامي، عن كل مواطن عربي وإسلامي في العالم، أيضا ما جرى عار على كل مسؤول عربي لم يتوقع هذه النتيجة التي كانت واضحة منذ مؤامرة قتل الثورة السلمية قبل ثلاثة اعوام، نتيجة متوقعة لم يغمض عينيه عنها إلا جاهل، ولا يحضرني هنا إلا “أبي عبد الله الصغير” آخر حكام الأندلس الذي وقف باكيا بعد سلسلة مؤامرات هدفت ليحافظ على ملكه بأي طريقة حتى لو تحالف مع العداء فكان أن خسر ملكه وشرفه فقالت له أمه ما يستحق كل من ساهم بإسقاط اليمن “إبكِ كالنساء ملْكا لم تحافظ عليه كالرجال”.
لست متشائما، غدا ستبدأ الثورة اليمنية الحقيقية وسيُهزم عملاء إيران وستطول الحرب “الثورة” لسنوات وستسيل دماء كثير وستُهدم اليمن، لكنها ضريبة فاتورة التغيير وصولا لبناء اليمن الجديد واستئصال كامل لكل النظام السابق وعملاء إيران ومشروعها، وكذلك مؤامرات ودسائس المهالك الخليجية على الثورة اليمنية و رعبهم من وصول الاسلاميين الى الحكم..

منقول