حدث مأساوي في مثل هذا اليوم

[المكارم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست أدري في أي خانة من حياتي يُصنّف يوم الخميس 19 يناير

أهو يوم انتهاء حياة ؟ أم هو يوم ولادة حياة جديدة ؟

الحُكم سيكون للقارئ بعد المتابعة ..

بعد أن وصل التّعليم إلى طريق مسدود بعد انضمام أغلب المُتخرّجين حديثا إلى جيش المعطّلين

وبعد الزّيادة الصاروخية التي عرفتها المواد الأساسية في حياة المواطن ، وسياسة القبضة الحديدية

التي انتهجتها الدولة لقمع أي احتجاج سلمي ، انفجرت الأوضاع وعمّت المظاهرات أغلب المدن

أصيب النظام بالتّوجس وحالة الرّهاب من النتائج غير المحسوبة مما جعله يستدعي الجيش بدل

الإعتماد على قوات حفظ النظام ، وأصدر أوامره باستعمال أقصى درجات القوة ضد المحتجّين ..

بصفتي مواطن وتلميذ في الإعداية خرجت في مظاهرة مع جموع الطلبة والتلاميذ احتجاجا

على الوضع المزري للتعليم وعلى الأوضاع المعيشية الصّعبة التي أصبحت لا تُطاق بالنسبة

للمواطن العادي ..

طوّقت قوات الجيش المدينة من كل الجهات ، اصطفّت الشاحنات العسكرية والمدرّعات

على جوانب الطرقات الرئيسية ، اتخذت فرق المشاة وضعا قتاليا وبدأت في إطلاق الرصاص

الحي على المتظاهرين ، على بُعد حوالي مئة متر لمحتُ جنديا يصوّب بندقته تجاهي ، ولأتوارى

عن أنظاره عدوتُ بأقصى سرعتي نحو أقرب طريق فرعي ، وفي لحظة خاطفة أحسست بجسدي

يرتفع إلى الأعلى ثم يندفع بقوة إلى الأمام ، وبين الإرتفاع والسقوط على الأرض رأيت شريط

حياتي بتفاصيله من الولادة إلى السقوط على الأرض مضرّجا بدماء جرح غائر على مستوى الورك

أدخلت قبضة يدي كاملة في الجرح لأوقف النزيف الحاد انتظارا للمصير المجهول وبمجرد ما وصل

الجندي الذي أصابني نزع ساعتي من يدي وفتّش جيوبي ثم بدأ بضربي بعقب بندقيته وهو يسب

ويلعن صارخا :

( يا ولد الشيخة انتما كتغطّاو بالأغطية دسبانيول في ديوركم وحنا حاضينكم فالبرد ناكلو

الخبز والزيتون وو ...)

في انتظار المصير المجهول .. تقبلوا تحياتي