اداب التعامل بين المراة والرجل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اداب التعامل بين المراة والرجل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-17, 19:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
leprence30
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي اداب التعامل بين المراة والرجل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون... حديث اليوم: عن أم المؤمنين صفية بنت حُيَيّ رضي الله عنها، قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلَّم معتكفاً في رمضان فأتيته أزوره ليلاً ـ المتكلمة السيدة صفية ـ فحدثته، ثم قمت لأنقلب إلى بيتي فقام معي ليردني إلى البيت، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي عليه الصلاة والسلام أسرعا، فقال عليه الصلاة والسلام:

(( على رسلكما ـ أي انتظرا ـ هذه صفية بنت حُيَيّ زوجتي ))
ـ فقالا: سبحان الله يا رسول الله !!
ـ فقال عليه الصلاة والسلام

" ((. إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو شيئاً ))
( رواه البخاري ومسلم )
هذا الحديث تعرفونه جميعاً، وأنا كثيراً ما أسترشد به، ولكن لي وقفة تحليلية أستنبط منه بفضل الله تعالى أحكاماً كثيرة.
قبل أن أشرع في شرح الحديث، بادئ ذي بدء النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((الزكاة في الأربعة: الحنطة والشعير والتمر والزبيب))
( من الجامع الصغير: عن " ابن عمر " )
نص الحديث يوحي أنه لا زكاة فيما سوى هذه المحاصيل ((الزكاة في الأربعة: الحنطة والشعير والتمر والزبيب ))
الآن، في سؤال: الإنسان الذي يملك مزرعة حمضيَّات، وضمنها بمليون، ليس عليه زكاة ؟ والذي عنده مزرعة كرز، أو مزرعة تفاح، والذي عنده أعشاش عسل بكميات تجارية كبيرة، ألا تجب عليه الزكاة ؟ كيف نوفق بين نص الحديث وبين الأحكام الفقهية ؟ مَن يعرف الجواب ؟
الجواب الفقهي أن الفقهاء قالوا: لا تجب الزكاة في عينها بل في علتها، علتها أنها محصولٌ أساسي، محصولٌ ذو قيمةٍ كبيرة، إذاً من هذا يستنبط أن كلام النبي عليه الصلاة والسلام واسع الدلالة، هو ضرب مثلاً وذكر شيئاً، ويستنبط من هذا الشيء أشياء ن فتجب الزكاة لا في هذه المحاصيل الأربع، بل في علتها، وعلتها أنها محصول يدر على صاحبه دخلاً كبيراً، فالعلة واحدة في محصول الحمضيات، محصول العنب، التفاح، محصول القمح والشعير.
هذا ينقلنا إلى حديثٍ آخر، حينما قال عليه الصلاة والسلام:
((.والله ما آمن بي))
فقال أصحاب النبي عليهم رضوان الله: خاب وخسر ـ مَن هو ؟
قال:
((.من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم))
( من الجامع الصغير: عن " أنس " )
وقد يقول قائل: أنا لا أعلم. نقول له: مَن لم يتفقد شؤون المسلمين فليس منهم، لكن فقط الجائع ؟ هل الجوع مثل الطعام والشراب ؟ إذا كان هناك حاجة إلى مأوى، حاجة إلى مسكن، حاجة إلى ملبس، حاجة إلى عمل. فأحياناً نعبر عن شدة الحاجة إلى هذا الشيء بالجوع، فنقول: فلان جائع إلى طلب العلم، مثلاً، فالنبي عليه الصلاة والسلام حينما قال:
(( والله ما آمن بي))
فقال أصحاب النبي عليهم رضوان الله: خاب وخسر ـ مَن هو ؟ قال:
((".من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم))
( من الجامع الصغير: عن " أنس " )
فإذا قسنا هذا الحديث الثاني على الحديث الأول، بأن المقصود ليس الشيء ذاته بل المقصود علته، إذاً حينما تجد جارك المسلم في حاجةٍ ماسةٍ إلى أي شيء، وأنت يتوافر عندك هذا الشيء، وحرمته منه، فو الله ما آمنت، فو الله ما آمنت، فو الله ما آمنت.
أردت من هذين الحديثين أن أنقلكما نقلةً خفيفة، من نص الحديث إلى مضمونه، من ظاهر كلماته إلى فحواها، من المنطوق إلى المفهوم، فحينما قال الله عز وجل:
﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا﴾
( سورة الإسراء: من آية " 23 " )
المنطوق ؛ منطوق هذه الآية نهيٌ عن أن تقول كلمة (أف) لأمك ولأبيك، لكن المفهوم أن كل تصرفٍ فيه إيذاءٌ للوالدين منهيٌ عنه، أن تشد نظرك إليه كقولك ( أف )، أن تغلق الباب، أن تغلق سماعة الهاتف مثلاً، أن تحدَّ النظر إليهما، هذا كله مما يفهم من قوله تعالى:
﴿ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)﴾
من هذه الأحاديث حديث:
(( الزكاة في الأربعة: الحنطة والشعير والتمر والزبيب "))
( من الجامع الصغير: عن " ابن عمر " )
والعلماء قالوا: لا تجب في عينها بل في علَّتها، وحديث النبي عليه الصلاة والسلام:
((والله ما آمن، والله ما آمن، والله ما آمن من بات شبعان وجاره إلى جانبه جائع وهو يعلم ))
مفهوم هذا الحديث أوسع بكثيرٍ جداً من مدلوله المحدود، أوسع من منطوقه، مفهوم هذا الحديث ؛ إذا كان أخوك المسلم بحاجةٍ إلى شيءٍ، وأنت يتوافر هذا الشيء لديك، ومنعته عنه، فلست مؤمناً، فلست مؤمناً، فلست مؤمناً.
لذلك حينما اخترت هذا الحديث، الذي تعرفونه جميعاً، وأنا كثيراً ما أردده، أردت أن نتوسع في فهم معناه، عن أم المؤمنين صفية بنت حُيَيّ رضي الله عنها قالت
((: كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً في المسجد في رمضان فأتيته أزوره ليلاً ـ وفي بعض الروايات: أتيت أجلب له طعاماً ـ فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليردني إلى البيت ))
الاستنباط الأول: لا ينبغي أن تتحرك المرأة وحدها، فيجب أن تكون معها، والدليل: حينما خرجت بنتا سيدنا شعيب ولقيهما سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقال:
﴿مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ﴾
( سورة القصص: من آية " 23 " )
أي نحن لا نزاحم الرجال، هذا استنباط أيضاً، امرأة تدخل في ازدحام، تدخل في مركبة الازدحام لا يحتمل، والله لأن تمشي على قدميها ولأن تتعب أفضل عند الله ألف مرة من أن تدخل بين الرجال في مركبةٍ عامة..
﴿ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)﴾
يعني علة وجودنا هنا أن أبانا شيخ كبير، ولولا أن أبانا شيخٌ كبير لما كان من المعقول أن تجدنا في الطريق.
فيستنبط من هذا الحديث الاعتكاف في رمضان، يستنبط وفاء الزوجة، خدمة الزوجة للزوج، يستنبط صون الزوجة من أن تكون وحدها في الطريق، من أن تتحرك في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل، من أن تنطلق وهي شابة وحدها إلى بيت أهلها.
فقالت السيدة صفية بنت حيي رضي الله عنها وهي أم المؤمنين
(( فقام معي ليردَّني، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا.))
وهذا من أدب أصحاب رسول الله، أي:
(( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ))
( من الأذكار النووية: عن " أبي هريرة " )
من هذه التي معه ؟ دائماً في أسئلة فيها فضول، في أسئلة حشرية، كم المهر ؟ ماذا قدم لها في العُرس ؟ ماذا ألبسها من الذهب؟ كم دخلك أنت ؟ كم تتقاضى على هذه الوظيفة ؟ هذا البيت اشتريته، أم هو مستأجر ؟ أسئلةٌ كثيرةٌ، كم ربحتم هذا العام ؟ أنت ليس لك علاقة بذلك. هو حر، يريد أن يعرف كم تربح، وأين تسهر، وهذا البيت ما وضعه، ووبكم استأجرته، ومتى استأجرته، ولماذا أنت فيه، وهل اشتريته ؟؟
(( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ))
( من الأذكار النووية: عن " أبي هريرة " )
و..
(( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ))
( من الجامع الصغير: عن " أنس" )
فهذان الصحابيان الأنصاريان حينما رأيا النبي عليه الصلاة والسلام أسرعا، فقال عليه الصلاة والسلام:
(( على رسلكما ـ أي تمهَّلا ـ إنها ـ هناك روايات كثيرة ـ إنها صفية بنت حُيَيّ زوجتي، وإنها أمكم صفية ))
فقال
(( سبحان الله يا رسول الله ))
أي أنهما ذابا من الخجل. أي اتهمك يا رسول الله، معاذ الله !! ـ فقال عليه الصلاة والسلام:
((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يخرج في قلوبكما شراً ـ أو قال ـ شيئاً ))
( رواه البخاري ومسلم )
إذا أردنا أن نطبق هذا الحديث على القاعدة السابقة، أن كلام النبي عليه الصلاة والسلام له مفهومٌ وله منطوق، له معنى محدود بنص الحديث وله معنى واسع، فكيف نستنبط من هذا الحديث أحكاماً فقهيةً أخرى ؟ من عنده جواب ؟
شخص أعطاك مثلاً مبلغاً من المال قال لك: اشتري به لي هذه الحاجات، بعدما اشتريتها له وأنت في أعلى درجات الأمانة، قال لك: كم الثمن ؟ قلت له: طلعنا خلاص. لا يشك في أمانتك، لكن يا ترى كم الأسعار ؟ كم ثمن هذه الحاجة ؟ أنت أوقعت الشك في قلبه، أنت بريء، هنا النقطة الدقيقة أنك قد تكون في أعلى درجات النزاهة، وفي أعلى درجات الأمانة، وفي أعلى درجات الطُهر، وفي أعلى درجات الإخلاص، ومع ذلك ليس هذا هو المقصود، المقصود انطباع الناس عنك، فلو سلكت امرأةٌ عفيفةٌ سلوكاً يجر لها التهمة، واتهمها الناس بالفاحشة، لو إنها بريئة ؛ جلبت لنفسها متاعب لا تحصى، إذاً ليس المقصود أن تكون بريئة أو غير بريئة، المقصود أن تَجُبَّ المغيبة عن نفسها، وهذا ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام:
((.رحم الله عبداً جب المغيبة عن نفسه))
لذلك، البطولة إذا أردت أن تتحرك، أو أن تتصرف، أو أن تسلك سلوكاً معيناً، دقق، هذا السلوك كم تفسير له ؟ إن كان له تفسير واحد هذا من أرقى أنواع السلوك، لا يستطيع خصومك، ولا أعداؤك، ولا حُسَّادك أن يجرِّحوا فيك. أما السلوك الذي يحتمل له تفسيران، يجب أن تبادر إلى توضيح التفسير الثاني.
يعني إنسان له محل تجاري بسوق مغلق، واضطر إلى أن يسافر في اليوم الثاني باكراً، ويحتاج إلى دفتر من هذا المحل، وجاء إلى السوق ليلاً، وفي للسوق حارس، ينبغي أن يوضح لهذا الحارس الذي لا علاقة له بهذا الموضوع: أنني جئت لآخذ هذا الدفتر من المحل فأنا في الغد مسافر، لأنه لو دخل دكانه ليلاً وله شريك، فهذا الدخول في الليل يثير الشبهات.
فأي عملٍ يمكن أن يفسَّر تفسيراً آخر، كأن تكون في محل تجاري، ودخلت عليك امرأة، فاستقبلتها استقبالاً حاراً، ولك أخ بالطرف الثاني قل له: هذه أختي. وإلا يسيء الظن بك، فإذا في استقبال غير استقبال الإنسانة العادية فلابد من التوضيح، وقد قيل: البيان يطرد الشيطان.
فدائماً المؤمن ليس شاكاً في نفسه بل هو يعرف نفسه علم اليقين، يعلم طهارته، ونبله، لكن المشكلة ما يأخذ الناس عنك من انطباعات، فلو سلكت سلوكاً شائناً، أو سلوكاً صحيحاً لكن يفسَّر تفسيراً آخر، يعني أنت كلَّفت أخو زوجتك بغيابك بالسفر أن يأتي إلى البيت ليتفقد أحوال أختك ـ زوجتك ـ ولك جيران، فإذا أعلمتهم أنني كلفت أخا زوجتي أن يتفقد أخته، هذا من الضروري، لأنهم إذا رأوا رجلاً لا يعرفونه دخل إلى بيتك في سفرك، ماذا يقولون؟ لو أنهم أخلاقيون لوقعوا في شك، لو أنهم غير أخلاقيين للاكتك الألسنة، ففي كل حركةٍ، في كل سكنةٍ، في كل تصرف بيّن الحساب، بيّن من هذا الذي تحدثه سراً، بيِّن من هذه التي رحبت بها، كلما بيَّنت أبعدت عن نفسك التُهَم، ومَن وضع نفسه موضع التهمة واتهمه الناس، فلا يلومن إلا نفسه.
أنت جالس عند صديقك بالمحل التجاري، ووراء الطاولة، ودرج الغلَّة مفتوح، ويلزمك صرف مائة ليرة، يمكن تضع المائة ليرة ثم تأخذ ما يقابلها، قد يراك أحدهم تأخذ من الدرج مبلغاً من المال، استئذنه: أتسمح لي أن أصرف مائة ليرة، أنت بريء مائة في المائة، ألف بالمائة، لكن حينما تفتح درج المال وتأخذ من هذا الدرج، ويراك إنسان أخذت ولم يرك قد وضعت، فأنت وضعت نفسك موضع التهمة، تريد أن تتصل بالهاتف قل له: أتسمح لي، لعل هي مخابرة خارجية، تصير، أريد أن أخبر فلان، أنت دقيت طلعوا ثمانية أو تسعة أرقام بدلاً من ستة، أنت الرقم ما ظبت فأعدته مرة ثانية، فظنها مخابرة خارجية، قل له: سأخبر فلان في الحي الفلاني.
((فدائماً وأبداً حينما تطبِّق سنة النبي عليه الصلاة والسلام ))
((على رسلكما هذه زوجتي فلانة. ))
وانتهى الأمر، كن واضحاً، هذا ابني، هذا الشيء اشتريته أنا. أحياناً تدخل على محل تجاري ومعك بضاعة ليست من بضاعة هذا المحل، حينما تريد أن تأخذها وتخرج، يقال لك: إلى أين آخذها، ما دفعت ثمنها ؟ هذه ليست من هنا، فتجبه: هذه أنا اشتريتها، فإذا دخلت قل: هذه ليس من عندك. هذا يحدث.
أحياناً تدخل على محل ومعك بضاعة من نوع بضاعة المحل، فإذا حملتها وخرجت، وكان لك هيبة، واستحيا صاحب المحل التجاري أن يقول لك: لم تدفع ثمنها، وهذه ليست من عنده. دائماً فكر: هل موقفي له تفسير آخر ؟ هل أنا متهم بهذا التفسير ؟
فهذه صفية التي حدَّث النبي عنها فقال:
((هذه صفية بنت حُيَيّ زوجتي ))
قالوا: سبحان الله يا رسول الله !! النبي عليه الصلاة والسلام يعلم علم اليقين أنه أنقى من ماء الثلج، ويعلم علم اليقين أنه أطهر من الملائكة، ويعلم علم اليقين أنه معصوم، ومع ذلك خاف على أصحابه.
وأنت أيضاً أيها الأخ، لك معاش محدود، جاءك مبلغ من مال من طريق الإرث، غيَّرت مصروفك، وغيرت، فظن الناس أن لك دخلاً غير مشروع، فبيِّن: أنا والله الله عزَّ وجل أكرمني بمبلغ من المال ورثته عن فلان، فإذا غيرت فرش البيت، أو أي شيء سيسألون: من أين أتى به هذا معاشه محدود ؟ دائماً بيِّن، البيان يطرد الشيطان، ولاسيما ومع الشركاء، ولاسيما مع الأقرباء.
قال: هذه صفية بنت حيي، كان النبي عليه الصلاة والسلام يرحم ضعفها، ويقوم لها مقام الأب الحنون والولد البار، والزوج الكريم، كانت معه في حجة الوداع، وقد علم أنها لم تطف طواف الإفاضة، وكانت في الحيض، فكاد يؤخِّر المسلمين جميعاً من أجل طوافها، تكريماً لها، وعطفاً عليها.
وقد تطاول عليها بعض نسائه، وتِهْنَ عليها بشرفهن ونسبهن، فعلَّمها عليه الصلاة والسلام أنه إذا تطاول عليها أحد من زوجاته أن تقول له

((أبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد ))
((. قال لها هكذا قولي لهن، وهي بنت حيي بن أخطب. فحينما تتيه عليها ضُرَّاتها كان عليه الصلاة والسلام يعلمها أن تقول لهن: قولي لهن ))
(( أبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد.))
مرةً في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم، كانت صفية تعاني من ألمٍ شديد لما ألمَّ بالنبي، فقالت له ببراءةٍ وبحبٍ وبإخلاصٍ: لو أن الذي تشكو منه كان بي يا رسول الله. أي أتمنى أن يكون هذا الوجع بي وليس بك، ضرَّاتها سمعن قولها، فتغامزن عليها، فعليه الصلاة والسلام، ((أمرهن أن يتمضمضن من قولهن فيها ))
أي تكلمتن كلاماً فأغسلوا فمكم منه.
والكلمة التي قلتها البارحة حينما قالت السيدة عائشة: إنها قصيرة، فقال:(( يا عائشة لقد قلت كلمةٍ لو مزجت بمياه البحر لأفسدته ))
إذاً هذه زوجة النبي عليه الصلاة والسلام.
الشيء الآخر الذي يستنبط: أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن التجسس ونهى عن التحسس.
(( إياكم وسوء الظن فإنه أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ))
( من مختصر تفسير ابن كثير )
فالتجسس تتبع الأخبار السيِّئة، والتحسس تتبع الأخبار الطيبة، وأنت يجب أن تنصرف عن تتبع الأخبار كلها (( طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ))
و..
((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".))
الآن نريد أن نأخذ أمثلة مما يشير إليه هذا الحديث الشريف، أي أن النبي الكريم ما أراد من هذين الصحابيين الجليلين الأنصاريين أن يقعا في سوء ظن، فأوقفهما، وأخبرهما بأنها زوجته، لكن هل هناك موقف يدعو للتهمة، وقد تكون أنت بريئاً جداً يفيدنا فيه هذا الحديث ؟









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
المراة, التعامل, اداة, والرجل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc