(16)
تتقنُ عزلتي تخدير الألم الأهوج ، العابثِ في داخلي كالفيروس القاتل . وتتفنن في إلغاء مجلداته وملفاته المقرؤة منها والمخفية . وتصبح العزلة محركاً للبحث عن اصداراتٍ جديدة لأي مضادٍ لتلك الفيروسات الخطيرة .
وحيداً الا مني ، ومن ابتهالاتي الخافتة ، أمضي متسربلاً جذوة اشتعالاتٍ غامضة لأبقى معتكفاً في لحظةٍ واحدة ، لحظة مدٍ وجزر ، تقدمٍ وانحسار ، تقوقعٍ وانتشار
وأظلُّ بخطوي الضئيل المائل قليلاً عن قرص الشمس ، أسيرُ نحوي بثباتٍ لا تغريه أزمنة التهافت والتهاوي والانقسام .
لا أنفكُّ محاولاً جمع شتات قامتي من بوابات الريح ، سانداً هيكلها المتهالك بجداريات البوح واجباريات الهمس اللذيذ .
أغوص عميقاً في أعماق وحدتي ، لألمس لبَّ ذاتي ، وجوهر الأنا المهمل في تجلياتي الحميمة ، وتوجساتي السقيمة ، وحافزٌ يدفعني للغوص أكثر وأكثر ، حتى انعدام الجاذبية ما بيني وبيني .
وحيداً الا مني ، ومن صلاتي ، ومن بؤرة ضوءٍ وحيدة ، سأمضي ، وأمضي .
يتبع...