معاملة الفتاة بفضاضة وخشونة، تدفعها إلى علاقات خارجة عن الإطار

[•~ندية الجوري~•]

السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...~

جزاكم الله خيراً أخي الفاضل
على طرحِ مِثْل هكذا موضوع قيـــم
يحتاج لكثيرٍ من الفَهْم و الوقتِ و الحِبر

فـإذا تعلّق الأمرُ بـ البناتِ و تربيتهنَّ
و إعْدَادِهنَّ لغــدٍ يتحمّلنَ فيه المسؤولية
وجبَ الوقوف طويلاً على نقاطٍ كثيرة
و نظراتٍ عميقة من زوايـا شتّى

و لأنّك إفتتحتَ موضوعك بـ عبارة
شعور الفتاة بـ عدم الإهتمام لمُجرّدَِ أنّها فتاة ...

نعم لمُجرّد أنّها فتاة و من يوم مولدها ... تتغيّر موازين الإهتمام ...
من الأم و من الأب على حدِّ ســـواء
حتى لا نقول فقط من طرف الأب

يعني شعــور الفتاة يكبُر و فيه فجوة
تُحدثها عائلتها و يــزيدُ من عمقها المُجتمع
بالنّظرات المُزدرية و التّحقير و وصفها بأنّها أقلَّ درجة و قدراً

و هذا مــا يـزيدُ عدم الإهتمام من طرفِ الفتاة بنفسها
قبل إهتمام غيرها بها
لا أقصد بالإهتمام ؛ اللّباس و الألوان و الأصباغ
تلك احاديثٌ اخرى
؛؛

أن يكونَ ثمّــة شرخٌ يحتاج إلى بعض التّرميم
بقليل من اللّطف و اللّين و بـ زيادة ثقـة الفتاة في نفسها
و تحسيسها بأنّها ليستْ عالـةً ولا ثقلاً على والديها


سيكون ذلكَ تقويماً صحيحاً لشعورها و إكمالها مشاوير حياتها
دون حــاجة لأحد
و أكيد أنّ تربيتها
لا تحتاج لـ اللّين و اللّطف و الدّلالِ فحسب بـل
يحتاج أكثر إلى القـسوة و التّصويب
و التّقويم و

الخطـأ هنــا في التّعنيف بأنواعه و التّحقير و الإزدراء
هذا ما يُسبّب تعميق الفجــوة التي نُبشتْ من البداية في شخصيتها
و إحساسها بـ ذاتها

و هــذا بدوره مــا يُحدثُ الجُوع العاطفي عند الفتاة

و الجُوع العاطفي شيء و الحــاجة للحبِّ و الأهتمام شيء آخر
الأوّل مرضٌ و الثّاني حاجة طبيعية

في حالـة الجوع العاطفي
مهما قدّمنــا لهـا لا تشبع مُطلقاً ؛؛
و هذا مــا أدّى ببعض الفتيات إلى ما هنَّ عليه
و تعدّدت علاقاتنَّ بحثاً عن إشباع الجوع العاطفي لديهن

طبعاً ليس هذا كلّ شيء

و دون أن ننسى دوْر الإعلام المُدمّر
و تصويـر العلاقات على انّها أمر ضروري
بداية من نشأة الفتاة طفلة
على التّلفزيون و المُسلسلات و الأغاني و الفيديو كليبات


هذا كلّه من شأنه أن يُرسّخ في ذهنها أنّها إن لم تقم بذلك
فإنّها غير طبيعيّة و غير مرغوبة و مُهملة


وصولاً إلى هذه المساحة الواسعة من عالم الأنترنيت
و تسويق المعسول من الكلام على ألسنــة أشباه الرّجال

و ....

أظنُّ انّ المشكـل يأخذُ أكثر من بُعد
و هـو أكبر من أنْ نــأتي في آخــر المطاف
و نُنزِّلَ جُلَّ إتهاماتنا و جامَّ غضبنا على فتاةٍ
جعلناها تُربّي نفسها و تُعوّدها على ما لا نُريد
ثمَّ نُطالبها أن تكون كما نُريد

و حتى لا أُهاجم ... حين قُلتُ لا بدَّ من تقويّة شخصيتها
لم أقصـد بـه أن تتمرّدَ و تتفسَّخَ من حيائها
و تُسافر وحدها و ....
و كلّ تلك المفاهيم المُغالط فيها

قصدتُ أن تكون ثابتــة ؛ راكزة ؛ تعرف ما عليها و ما لها
.........

و بارك الله فيكم


.