هل تتعارض نظرية التطور مع الاسلام ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل تتعارض نظرية التطور مع الاسلام ؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-12-30, 07:37   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوريات مشاهدة المشاركة


السلام عليكم و رحمة الله

يجيبُك الطبري رحمه الله في مقدمة كتابه ( تاريخ الطبري ) ، فيقول :


" ما يكن في كتابي هذا من خبر يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه، فليعلم أنه لم يُؤت من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه، وأنا أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا "


ثم يجيبُك ابن كثيرٍ في مقدِّمة كتابه ( التي وددتُ أنْ قرأتها أخي سيروس ) ، فيقول :

" ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب مما فيه بسط لمختصر عندنا أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا ، فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والإعتماد عليه وإنما الإعتماد والإستناد على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه وبالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم العلي العظيم .


فقد قال الله تعالى في كتابه { كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا } وقد قص الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خبر ما مضى من خلق المخلوقات وذكر الأمم الماضين ،،،،،،، وأخبرنا ( صلى الله عليه و سلم ) بما نحتاج إليه من ذلك ، وترك ما لا فائدة فيه ممَّا قد يتزاحم على علمه ويتراجم في فهمه طوائف من علماء اهل الكتاب ، مما لا فائدة فيه لكثير من الناس إليه ، وقد يستوعب نقله طائفة من علمائنا ولسنا نحذو حذوهم ولا ننحو نحوهم ولا نذكر منها إلا القليل على سبيل الإختصار ونبين ما فيه حق مما وافق ما عندنا وما خالفه فوقع فيه الإنكار .

فأما الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله في صحيحه عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله قال : ( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) فهو محمول على الإسرائيليات المسكوت عنها عندنا فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها فيجوز روايتها للإعتبار . وهذا هو الذي نستعمل في كتابنا هذا فأما ما شهد له شرعنا بالصدق فلا حاجة بنا إليه ، استغناءً بما عندنا ، وما شهد له شرعنا منها بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته إلا على سبيل الإنكار والإبطال "


وليتك تمعن النظر في تواضعه يا سيروس ! لم نقل أن نقدك لمنهج ابن كثير ( جريمة ) ، ولكننا أسفنا في طعنك له بهذه الطريقة الفضَّة ! لاسيّما قولك الذي لونته بالأحمر فهو ينزل منزلة الشك و الظن في ابن كثيرٍ الذي يخبرك بلسان قلمه أنه لم يشترط الصحة في كتابه ، وأن العهدة على الرواة نقلة الأخبار، ولذا وضع لكل مروياته أسانيد ، ومن أسند فقد أحال ، وما على المطلع حينئذٍ سوى النظر في هذه الأسانيد من حيث وثاقة الراوي و كذبه ، أي أن الأسانيد تفيدنا بتتبع حال الرواة و معرفة مروياتهم ومن عاصروه، و ذكر الرواية مسندة مفيد لأجل احتمال وجود سندٍ آخر يعضدها عند إمام آخر، و إن كتب التاريخ يا أخي تختلف عن كتب الحديث و التفسير، فمثلما توجد كتبٌ لا تهتم بالتفريق بين ما ثبت وما لم يثبت، توجد كتبٌ تقتصر على ما صحَّ أو تحذِّر من الضعيف و الموضوع ، أ فليس هذا تحريًا للصدق و اجتنابًا للتحيُّز ؟

وقد بين ابن كثير هذا الأمر مرارًا وتكرارًا في شتى فصوله بمناسبة فحص الروايات و كشف زيف الأخبار الاسرائيلية و نقدها ، فجهلُ الناس بأحوال الأمم الماضية و دخول أهل الكتاب في الإسلام كان سببًا في نشر ما توارثوه من أخبارٍ تشبه الأساطير الخرافية و القصص الشعبية ، حتى أنه في كثير من الأحيان كان يشعرُ أنَّ ما يرويه هُو من هذيانات المؤرخين، ولكنه يذكره اتباعًا للمؤرخين السابقين للتنبيه عليه، وكان يقدم عذره في مثل هذه الأماكن قائلا : ( لولا أنها مسطرة في كثير من كتب التفسير و غيرها من التواريخ وأيام الناس ، لما تعرضنا لسقاطتها وركاكتها ومخالفتها للمعقول والمنقول )

وعلينا أن نعترف أخي سيروس أن ما من أحدٍ وقف لدراسة التاريخ القديم مثل موقفه ، حتى أن المؤرخين الذين والَوْهُ لم يقوموا عَمَلَه ولم يسدوا الثغرات التي ظلت عند بن كثير غير مدروسة ، باعتباره أول من قام بهذه الدراسة ، فلا غرابة أن نجد في كتابه أحاديثًا موضوعة تحتاج إلى نظرٍ جديد .




طيب، اختصارًا : الحكم على الإسناد شيء و الحكم على الحديث شيءٌ آخر والفرق بعكس ما تعتقده أنه :

- قد يكون الإسناد ضعيفًا ، والحديثُ حسن أو صحيح ،
- وقد يكون ظاهرُ إسناد الحديث صحيحًا ، والحديثُُ منكر، فليتك تنتبه ..


أتعبتنا يا أخي بهذه الشبهات ، ما الذي استشكل عليك في أمر هذا الحديث الصحيح ؟

وأين التناقض الذي تراه مع الحقيقة الحسية الثابتة؟ أرجو أن تشرح موقفك أخي سيروس كي نتمكن من الإجابة ، و الله ولي التوفيق .


و عليكم السلام و رحمة الله

المشكلة هي كالآتي : من جهة نحن نعتقد أن بني إسرائيل يكتبون الكتاب بأيديهم و يقولون هذا من عند الله و من جهة أخرى نقول حدثوا عنهم و لا حرج... و لو أردنا أن نضع روايات بني إسرائيل في ميزان النقد لوجدنا أنها روايات لا إسناد لها و الثاني أنها تعود إلى قوم يتهمهم القرآن بالكذب على الله و تحريف التنزيل و هذا أسوأ جرح ممكن... فهناك تناقض واضح هنا . أي عندما يقال لنا حدثوا عن الكذابين المحرفين لكلام الله و لا حرج... ثم إن جل الروايات الإسرائيلية لا تخرج عن الطابع الأسطوري و الغرائبي... و رغم أن الطابع الخرافي للإسرائيليات (و ما شابهها من أساطير و خرافات الشعوب الأخرى) كان واضحا في كثير من الأمثلة إلا أن هذا لم يمنع ابن كثير و غيره (من الطبري إلى السيوطي) من الأخذ منها و نشرها و ملأ كتبهم بها... و الأخطر هو أن تتغلغل هذه الأساطير تحت مسمى الأحاديث الصحيحة عبر اختلاق الأسانيد لها ... فالإسرائيليات الواردة في الصحاح و السنن أو التي يصححها الألباني تصبح عند الكثيرين نصوص مقدسة و حقائق لا يجب الشك في صحتها
. أي أنها تتحول إلى عقائد عند البعض... و حتى لو كان الحديث الذي يجيز التحدث عن بني إسرائيل محمولا على المسكوت عنه من الإسرائيليات فهذا المسكوت عنه في أغلبه لا يحمل أي قيمة علمية أو تاريخية. و إقحامه ضمن كتب التفسير و التاريخ يعطيه قيمة أكثر من قيمة الحقيقية... و القضية ليست محصورة في ابن كثير . بل تتعداه لتيار العلوم النقلية الذي كان له موقف عام سلبي من العلوم العقلية و التجريبية... و يمكن تلخيص جوهر هذا التيار في البيت الشهير :

كل العلوم سوى القرآن مشغلة إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال : حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين


و الكثير من مواقف ابن القيم و ابن تيمية و ابن حجر و النووي تصب في تقديم ما يقوم على "حدثنا" على العلوم القائمة على الحساب و التجربة ... فأولوية النقلي على العقلي في تقرير الحقائق و الوقائع هو القاعدة التي تؤدي في حالات كثيرة إلى رفض حقائق العلم التجريبي لأنها تخالف المرويات... رغم أن 99% من المرويات ظنية الثبوت بما فيها ما هو في الصحاح...


يقول ابن القيم متحدثا عن أنواع العلوم : " نوع تكمل النفس بإدراكه والعلم به، وهو العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وكتبه وأمره ونهيه، ونوع لا يحصل للنفس به كمال، وهو كل علم لا يضر الجهل به فإنه لا ينفع العلم به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع وهذا حال أكثر العلوم الصحيحة المطابقة التي لا يضر الجهل بها شيئا. كالعلم بالفلك ودقائقه ودرجاته وعدد الكواكب ومقاديرها والعلم بعدد الجبال وألوانها ومساحتها ونحو ذلك"


و يقول ابن تيمية : "لكن جماع الخير أن يستعين بالله سبحانه في تلقي العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علماً ، وما سواه إما أن يكون علما فلا يكون نافعاً ، وإما أن لا يكون علماً وإن سمي به ، ولئن كان علماً نافعاً فلا بد أن يكون في ميراث محمد ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه"

و الكلام هنا واضح لا يحتاج إلى تعليق ... و الحقيقة التاريخية هي أن هذه الفئة من المحدثين و الحفاظ و الفقهاء لم تكتفي بعدم الاهتمام بالعلوم الكونية من طب و فلك و رياضيات و كيمياء و هندسة , بل عملت جاهدة على صرف الناس عنها و تحذيرهم من طلب هذه العلوم غير النافعة التي يوصف معظم روادها في التاريخ بالزندقة و الضلال ...


القضية تتعلق إذن بنسق فكري يقوم على الرواية و النقل و التحديث و الحفظ. و الإهتمام بالنقل و الحفظ مع إقصاء العقل أو إقالته ينتهي بأصحابه بمدونات متضخمة من المرويات المتناقضة و الحقائق الجاهزة . و هذا هو "الحشو" ...

و عودة لابن كثير . فهو في كثير من الحالات يروي مناكير و كوارث و لا يعلق عليها و هذا مثال على ذلك , يقول في قصص الأنبياء في معرض تفسير الآية : "وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب"

"وقال وهب بن منبه: لما كثر الشر وشهادات الزور في بني إسرائيل أعطي داود سلسلة لفصل القضاء. فكانت ممدودة من السماء إلى صخرة بيت المقدس، وكانت من ذهب، فإذا تشاجر الرجلان في حق فأيهما كان محقا نالها والآخر لا يصل إليها. فلم تزل كذلك حتى أودع رجل لؤلؤة فجحدها منه وأخذ عكازا وأودعها فيه، فلما حضرا عند الصخرة تناولها المدعي، فلما قيل للأخر: خذها بيدك عمد إلى العكاز، فأعطاه المدعى، وفيه تلك اللؤلؤة، وقال: اللهم إنك تعلم أني دفعتها إليه، ثم تناول السلسة فنالها. فأشكل أمرها على بني إسرائيل. ثم رفعت سريعا من بينهم. ذكره بمعناه غير واحد من المفسرين. وقد رواه إسحاق بن بشر عن إدريس بن سنان عن وهب به بمعناه."

و أنا لا أريد الاستطراد في الأمثلة فهي بالعشرات. كنقله في تفسيره حول النملة في سورة النمل رواية أنها كانت تدعى كذا من قبيلة كذا و كانت عرجاء و كانت بحجم الذئب ...الخ من تفاصيل خرافية متناثرة في تفسيره و تاريخه ...


و عموما أنا أعتقد أن التراث كله بحاجة إلى إعادة نظر ... ليس فقط تفسير ابن كثير ...

بخصوص الحديث عن الشمس و ذهابها لتسجد تحت العرش فتعارضه مع العلم واضح جدا و هو كالآتي :


نحن نعلم اليوم أن الشمس عند الغروب و الشروق لا تذهب و لا ترجع بل شروقها و غروبها هو فقط في عين الرائي بسبب دوران الأرض حول محورها... فهي لا تذهب إلى أي مكان على عكس ما يوحي به الحديث... و عندما تغيب عن جهة تكون مشرقة و ساطعة على أماكن أخرى, أي أنها دائما متواجدة في موقعها في كل لحظة يراها البشر دون انقطاع ... و الحديث يعكس التصور القديم عن كون الأرض مسطحة و أن الشمس تدور حولها فهي تشرق على سطح الأرض كله و تغيب عن هذا السطح كله , و أثناء غيبتها هي تذهب لتسجد تحت العرش لتعود في اليوم الموالي بعد الإذن لها... هذا بكل بساطة غير صحيح من الناحية الفلكية... لأن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية و لأن الغروب و الشروق يحدث في كل لحظة ...









 

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, التطور, الكذب, اسلام, تعارض, توافق, تطور, داروين, نظرية, ؟؟؟؟


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc