ذكرى مجازر المسلمين في البوسنة.. والإرهابيون الحقيقيون
مرت علينا الذكرى الـ 20 لحرب اﻹبادة التي شنها الصرب على مسلمي البوسنة، واستشهد فيها أكثر من 300 ألف مسلم، واغتصبت فيها أكثر من 60 ألف امرأة وفتاة..وطفلة، وهُجّر أكثر من مليون ونصف مليون انسان، مرت دون ان نتوقف عندها، فهل نسيناها، أم ﻻ نعرف عنها شيئا؟! أستطيع ان اطلق عليها «هولوكوست الصرب التاريخية»، التي استمرت 4 سنوات، هدم خلالها الصرب أكثر من 800 مسجد، يعود بناء بعضها إلى القرن السادس عشر الميﻼدي، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية، ليمحوا كل علاقة تاريخية مع الاسلام !! تقول كريستيانا مراسلة: CNN كانت حرباً قروسطية، قتل وحصار وتجويع، ومع ذلك فقد رفضت أوروبا التدخل، وادعت انها حرب أهلية !! كان ذلك خرافة.
نعم..كان ذلك خرافة، فقد وضع الصرب آﻻف المسلمين في معسكرات اعتقال وعذبوهم وجوعوهم، حتى أصبحوا هياكل عظمية، وانتشرت صورهم عبر الفضائيات والصحافة العالمية، ولا من مجيب.
وضعوا 17 معسكراً ضخماً لاغتصاب النساء المسلمات، حتى الأطفال لم يسلموا منهم، ونشرت صورة طفلة مغتصبة عمرها 4 سنوات والدم يجري من بين ساقيها، وليس لها ذنب سوى أنها مسلمة! وكان الصرب يغتصبون المسلمة، ويحبسونها 9 أشهر حتى تضع حملها، لمزيد من الاذلال والاهانة ! ولم تكن لهم في العهود ذمة، فقد دعا الجزار الصربي مﻼديتش قائد المسلمين في زيبا إلى اجتماع للتفاوض، وبعد انتهاء الحوار، انقض عليه وذبحه!! وكانت الجريمة اﻷشهر «مذبحة سربرنيتسا»، التي لم يتوقف الصرب عن قصفها لأكثر من سنتين وهي تحت الحصار، وكانوا يصادرون المساعدات التي تصل الى المسلمين من الامم المتحدة، وكانت الخاتمة الأسوأ في تاريخ الانسانية، انسحاب الكتيبة الهولندية المكلفة من الأمم المتحدة بحماية سربرنيتسا، وانقض الصرب عليها في غفلة من الزمن، وفصلوا الرجال عن النساء، وجمعوا أكثر من 12 ألفا من الصبيان والرجال، فذبحوهم جميعاً ومثلوا بهم ! أما النساء والفتيات، فالاغتصاب كان الشعار الرئيس لهن بلا هوادة ولا انسانية، وقُتل بعضهن حرقاً، وشردت أخريات في اﻵفاق.
ومازال القائد الهولندي الذي استقال، يزور المدينة في ذكرى المجزرة كل عام لشعوره بالذنب ! ووصفت صحيفة بريطانية إبادة المسلمين في البوسنة بهذه العبارة: «حرب في القرن العشرين تُشن بأسلوب القرون الوسطى»!! كل ذلك تم أمام مرأى دول العالم الكبرى، وها هي المجازر تتكرر مع المسلمين.. محاكم التفتيش في عموم اسبانيا وخصوصاً غرناطة، وهولوكوست البلقان في البوسنة وكوسوفا والجبل الأسود وكرواتيا..، والمذابح اليومية في عموم فلسطين وخصوصاً غزة، والمحارق في بورما، والاغتيالات في سيريلانكا، والقصف اليومي على الشعب السوري الأعزل.. كلها مقتلة على المسلمين الموحدين فقط، ونسأل الله السلامة.
لنستذكر هذه الأحداث، لنستشعر عظمة هذا الدين الذي التفت حوله الامم، لمحوه من الوجود، ثم نفكر..من هم الارهابيون الحقيقيون؟!
٭٭٭
«ان الواعظ ان لم يبدأ بنفسه فيعظها، لم يستطع ان يعظ الناس، والنبع الجافّ لا يَمُدّ السواقي بالماء». الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله.
المصدر :
https://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?Id=379864