يحبس الله المطر عمًا يشاء عقوبة على كفر النعمة وارتكاب المعاصي ليتوب العباد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

يحبس الله المطر عمًا يشاء عقوبة على كفر النعمة وارتكاب المعاصي ليتوب العباد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-22, 22:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










B11 يحبس الله المطر عمًا يشاء عقوبة على كفر النعمة وارتكاب المعاصي ليتوب العباد

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الواجب على المسلمين عند تأخر المطر
الله سبحانه يمن على عباده بإنزال المطر عند حاجتهم ليوفر لهم الماء الذي يشربونه ويسقون منه زروعهم ومواشيهم
قال تعالى: (
أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ)
وقال تعالى: (
وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً* لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً* وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ
لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
)
وقال تعالى: (
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)
فالله ينزل المطر رحمة ويحبس عمًا يشاء عقوبة على كفر النعمة وارتكاب المعاصي ليتوب العباد عن ذلك وهذا من رحمة
الله بهم ليرجعوا إلى ربهم ويتوبوا من ذنوبهم ثم يعيد نزول المطر وهذا في حق المؤمنين
أما الكفار فإن الله يستدرجهم بالنعم ليزدادوا إثمًا ثم يأخذهم على غرة كما قال تعالى: (
وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ
مَاءً غَدَقاً* لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ
)
قال بعض المفسرين: لو استقاموا على طريقة الكفر فإن الله يستدرجهم بوفرة الأمطار ووفرة النعم ليكون ذلك مغريًا لهم لما
هم عليه من الكفر ليكون ذلك أشد في عقوبتهم ولذلك كثيرا ما تجد بلاد الكفار مغدقة خصبة استدراجًا لهم كما قال تعالى:
(
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)

فالمطر يترتب على انحباسه أضرار عظيمة ويترتب على زيادة نزوله أضرار أكثر كما يشاهد من الفيضانات والطوفان
وهدم المساكن وتلف الأموال والأنفس ولهذا لما زادت كمية نزول المطر وخيف منها الضرر على عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم دعا ربه بصرف نزوله على جهات لا خطر فيها فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الضراب والآكام
وبطون الأودية ومنابت الشجر"
وقد قال الله تعالى: (
وَأَنزَلْنَا مِنْ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ)، فلو نقص عن مقداره لم يحصل به المقصود من الري ونبات الأشجار
وجريان الأنهار ولو زاد عن مقداره لضر البلاد والعباد كما هو مشاهد الآن من حدوث الفيضانات وتلف الأموال والأنفس
وهدم المباني والمساكن .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق"

والذي يشرع للمسلمين حين انحباس المطر عنهم التضرع إلى الله بالدعاء والتوبة والإكثار من الاستغفار كما قال نوح عليه
السلام لقومه: (
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً
)
وقال هود عليه السلام لقومه: (
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ
وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ
)، حتى الحشرات والطيور تحس بأضرار انحباس المطر وتدعوا ربها أن ينزله كما ورد أن سليما عليه
السلام خرج بقومه يستسقي لهم فرأى نملة مستلقية على ظهرها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول: اللهم إنا خلق
من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك وقال عليه السلام: (ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم)

وجاء في تفسير قوله تعالى: (
وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ)، أن الحبارى تموت في وكرها وهي تلعن عصاة بني آدم إنما منعنا القطر
بسببهم ولهذا شرع نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته صلاة الاستسقاء عند انحباس المطر والخروج إلى المصلى
وإخراج العواتق وذوات الخدور حتى الحيض ليشهدن دعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى وقد دعا صلى الله عليه
وسلم في خطبة صلاة الاستسقاء وأكثر من الاستغفار ودعا بالسقيا في خطبة صلاة الجمعة ودعا بذلك في غير صلاة
ولا خطبة كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في هدي خير العباد ولا يقنط المسلمون من رحمة الله
ويستعجل نزول المطر قال الله تعالى: (
وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)

ويجب على المسلمين إصلاح أوضاعهم الدينية والتصدق على فقرائهم ورحمة ضعفائهم قال صلى الله عليه وسلم:
"الراحمون يرحمهم الرحمان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"

فلا يكفي الدعاء والاستغفار دون إصلاح أمور دينهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله على بصيرة
وإقامة الحدود على من وجبت عليه وكف العصاة والمفسدين عن معصيتهم وإفسادهم وإنصاف المظلومين ممًا ظلمهم
فقد جاء في الحديث: "لا يقدس الله أمة لا يؤخذ من قويهم لضعيفهم"
وجاء في الحديث "الحد يقام في الأرض خير لها من أن تمطر أربعين صباحا"
وفق الله الجميع للصلاح والإصلاح والاستقامة على دين الله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
- من الموقع الرسمي للشيخ -*








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, المطر, النعمة, يحبس, خصال, عمًا, عقوبة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:27

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc