..،،،...رفع رأسه إليّ ورمقني بنظرة حادة،و أبدى نفوره من كلامي وهمّ أن يقول شيئا ثم عدل عن ذلك ولست أدري السبب؟....
تذكرت حينها أبياتا من الشعر:
رب من أنضجت غيظاً صدره*** قد تمنى لي موتاً لم يطع
ويراني كالشجا في حلقــــــه *** عسراً مخرجه ما ينتزع
ويحييني إذا لاقيتـه أبــــــــــدا*** وإذا يخلو له لحمي رتع
....لم أفهمهُ...غير أنه ظهر لي أنه يتكلف.....ليبدو أكثر من سنه الحقيقية....فقلت في نفسي لعله قزم....التكبر من صفاته....والخيانة كانت تعشش في ذاته....وغربان حقده تنعق مزعجة كل من حوله أو كل من لم يطاوعه يوما على رأي أو فكرة ما!!!
...خاطبني وليته لم يتكلم...لأن كلامه ورد سمعي بمرارة لم أعتد مثلها من قبل...
....هو مُلككم وحدكم أنتم يا أصحاب اللقب الوحيد ياسمعة الأدب...هو أرضكم وسماؤكم وزرعكم وزيتونكم وعبقكم الذي تتنسمون...
استغربت منه ذلك وهو الشاب المثقف الواعي....افترت شفتاه عن بسمة مريضة ثم أضاف...أنتم الأدباء والشعراء والنقاد و...و.........و.....و.....
صدر مني مايشبه الشهقة التي ترسلها أمّ تخشى على ابنها من خطر ما!!...
ثم أعقبتني هزة خفيفة....فخشيت أن ينتبه إلى اضطرابي الذي اعتراني فجأة وسألته:
...أيوجد لديك مانع؟
أم أن عباراتك تؤلف قصيدة حقد جديدة،لكنها بألوان الأدب هذه المرة؟
ألم يحتمل صرحكم المزعوم خساستكم وأدبكم الزائف حتى مثلت أمامي لتلومني وتدخل حتى في ذاتي وداخلي...
حاولتم وقلدتم حتى صفحاته الافتراضية وبعتم الغالي بالرخيص بل وأنشأتم منتديات ضعيفة البنيان واهنة الجدران كبيت العنكبوت ولما ضاقت بكم السبل وأهمل شأنكم القراء توليتم على أعقابكم مدبرين...
لتبثوا سمومكم وتنشروا آفاتكم بمكالمات وهمية من وراء حجاب وكلمات باهتة الألوان...
اسمع أيها الرعديد....
نحن شاطئ العمر...وأنتم طيور تحاول نقر الكلمات...ولكنها تفزع من كل اللغات...تخافون ظلكم وتخشون شمس الربيع...قلوبكم تيبست من الحقد والحسد وأصبحت باردة حبيسة بين جنباتكم مغلفة مبعثرة...ولكم عقول تشاغلت بغيرها واشتعلت بها شرارات أيقظت فيكم الدفين من مكنون أيامكم العتيقة السوداء..
طرقتم أبواب الزمن فرفضتكم ووقفتم بعتبات الأدب فزلت أقدامكم وهزكم الموج بصخبه إلى مجهول ليس له مقر أو ثبات...
نصرخ في وجوهكم يا طيور الشؤم...نشاغلكم أحيانا بمعسول الكلام لنصلح من شأنكم ونتمنى أن تصفوا أقوالكم في صخب هذه الحياة...نبعث النور فيكم وفي عقولكم التي كادت تجرفها أقاويلكم ياأحفاد الكذب...يا أوراق الزمن المستعار يا بضعة الأدب القليل...
...أهلنا نذوب فيهم ويحتضنوننا من كل الجهات...هم أصحاب الشيم وملوك القصور التي ليست ولن تخفيها كلمة حاسد أو لائم أو جرة قلم فاحش...
هم من يبث الخير فينا ويوقدون سرج النور حين نكبوا...ويفتحون لنا سبل النجاة...ونحن بأدبهم نتفاخر بين الأدب...ونرفرف بأجنحة السلام الشفاف...
هم كسفينة في بحر لجي تأخذنا إلى بر الأمان والنجاة...هم من فتحوا أفق نور ثم نثروها في عين الثقات..أما أنتم فانقروا بلطف وخجل....و لملموا ما تبقى من فتات.......
مهداة./ لكل عشاق الحرف العربي.....