الهجرة والعمل في قطر

[فريد بن زغيوة]

فيما يخص الأشخاص المتزوجين الذين يرغبون في العيش هنا في قطر أنصحهم بالتفكير مليا في الأمر خاصة فيما يتعلق بالأبناء والتعليم، فالمرافق التعليمية متطورة وتتبع النمط الأوروبي وخاصة الإنجليزي لكن هذا لا يعني بالضرورة ارتفاع المستوى التعليمي، بل بالعكس فالمستوى ضعيف مقارنة بالجزائر فما بالك بأروبا أما إذا فكرت في المقارنة مع كوكب اليابان فلا يمكن التخيل وليس هذا موضوعنا، هنا كل شيء له تكلفة، فالدولة رأسمالية بامتياز، الدروس الخصوصية يجب أخذها في الحسبان لتكوين الأبناء وهي شائعة ورائجة بين الأولياء لتعليم أبنائهم، لكنها مكلفة خاصة إذا كان للعائلة أكثر من طفل يدرس، أما المدارس الحكومية فهي لأبناء البلد غالبا، والمدارس هنا تهتم بإرضاء الاولياء على حساب المستوى التعليمي، فهي لا تريد المخاطرة بسمعتها في تدني العلامات وضعف النتائج فتجد علامات شبه خرافية فنصف الطلبة او التلاميذ ينجح بعلامة جيد أو ممتاز؟؟!!! ولا يعني هذا انكارنا وجود متميزين لكن كل إناء بما فيه ينضح، والتعليم هنا حكر على المصريين بالدرجة الأولى لانهم كانوا السباقين لدخول قطر، فاستحوذوا على الإدارة وبالتالي كل يقوي شيعته، وفي الآونة الأخيرة بدأ التنويع يظهر جليا ،لأن الجميع يشتكي من ضعف المستوى التعليمي والسبب راجع لضعف التأطير،

وكثير من العائلات الجزائرية ترسل أبنائها للدراسة في الجزائر لتخفيف الأعباء المكلفة حسب عدد الأبناء الذين يدرسون، لكن من المحاسن هنا محافظة الأبناء على دينهم، فيمكن أن تسجل أبناءك في مراكز تحفيظ القرآن الكريم المجانية أو برسوم رمزية، وتشمل التوصيل للبيت مجانا لأن المحسنين يتنافسون في هذا الامر وليته يكون في الجزائر!!

وحسب رأيي على المتزوجين أن يفكروا مليا قبل المجيء إلى قطر أو دول الخليج عامة، فيجب أن يضع في الحسبان أنه ليس من السهل الحصول على وظيفة تلبي كافة التكاليف المتعلقة بالعائلة، وفوق هذا فهناك شروط لاستقدام العائلة أولها توفر الحد الأدنى للراتب ( وهذا الامر يخضع لمدى تعاون الكفيل في الامر فقد يكون الكفيل متعاونا معك ويسهل لك الأمور )، لكن مثلا إذا قرر احد الابوين المغامرة بالسفر إلى قطر ووفق في الحصول على وظيفة محترمة فسيكون ذلك عونا وسندا لتسهيل جلب العائلة معه رغم عدم سهولتها نظريا.

وأود أن أضيف نقطة مهمة اشتغال المرأة هنا شبه حتمي للمساعدة على تكاليف المعيشة وكذلك لكسر الروتين، فمن المستحيل أن تصبر المرأة على البقاء في ابيت طوال الوقت، فهنا الجو حار على الدوام ولا يمكن الخروج نهارا بل الحياة يبدأ بعد المغرب حتى قبيل منتصف الليل أما في نهاية الأسبوع او رمضان فحتى ساعات الفجر الأولى، فالبلد صغير وليس فيه مناطق طبيعية للتنزه مع العائلية سوى الشواطئ التي لا ترقى لمفهوم الشواطئ عندنا ( بلادنا جنة لكن للأسف ) لذلك فمراكز التسوق والمولات هي أهم الأماكن التي يمكن للعائلة الذهاب إليها في نهاية الأسبوع، وهناك مناطق عامة مفتوحة كحديقة المركز الإسلامي التي تعد من أشهر المناطق في نهاية الأسبوع وكذلك حديقة أسباير وهي الأكبر في قطر لما فيها من المرافق والمساحات الخضراء ومرافق اللعب وغيرها ، وهنا في قطر الخدمات حسب مصروف الجيب ولا أنصحكم بزيارة كتارا أو اللؤلؤة إلا مرة في الشهر لأنها قمة الرفاهية والغلاء الفاحش ...

لذلك فالمرأة التي لديها مؤهلات مهمة جدا في قطر، ولا انتقص من قيمة الغير مؤهلة لكن هذا هو الواقع، فالمتعلمة سند قوي لزوجها .. والله الموفق.