1 - زقاق الأحـــــــلام .. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

1 - زقاق الأحـــــــلام ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-19, 23:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الصقر الأسود ...
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الصقر الأسود ...
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي 1 - زقاق الأحـــــــلام .. بـ قلمي



عذرا على هذه الخربشة التي مكثت بأدراجي دهرا ..
لكنها من يوميات فتى عاش غجري بين ...........
بقلمي ...... / في يوم من الأيام كان لي قلب .

1 - زقاق الأحـــــــلام ..

كعقارب ساعة عجوز مشنوقة بين سطح خزانة و سقف بيت يحتضر. تتمتم بتكتكة شقوق خرساء .أن الأيام تمر ببطء شديد تسابق الذكرى واحدة تلو الأُخَر ..
كصف جندٍ بساحة عرض ، و الناظر المتصنت بملل مرغما بين الانتظار و سقوط قطرة في دلو مثقوب ..لا جمعَ الشتاء .. و لا انتظر الصيف ..
يحملق في الجدار .. يتنفس جرعة دخان .. فزفير يطرد ظل الأشباح .. و سعال شديد يهز أركان البيت ...
علّ الصور المتفككة من أحداث ٍ مبروزة ستفقد ذكرى أطرها الذهبية ولمعانها الصارخ الصاخب بتناقض ٍ يلفُّ الحابل بالنابل ، فيتلف المعاني بين أفراح و مواجع ...

و كعادته يفز من المكان كالريح .. يطفئ سيجارته .. قرعُ الباب يتوارى و يذوب بين نعال ٍ تتفاوت آثارها في فوضى الأضواء المتضاربة مع عناد ليل بارد ، يصفعُ بنسيمه القارس دفء قلوب تتنهد ندى قطرات تلاشت في رحلة لسكينة سراب ٍ يرسمُ اللامبالاة من ديكورات رمادية ترفع المباني المغموسة في وحل شارع الحرية لشموخ تاريخ ٍ طُعِن مئات المرات و لا زالت أثار جراح الحرب مبتورة الملامح من أوجه تماثيل تعلوا آفاق الراجلين ..
حينها كتب على جريدة حكومية بالية الحبر مرمية فوق طاولة إحدى صالونات الحلاقة و هو ينتظر دوره لتجميل ملامحه قبل التقدم لقضاء حاجاته من الوثائق الرسمية :

" لا زلتُ أتساءل بغباء المثقف المتفلسف من عراك أمعاءٍ و نزوات مرحلية من سن الشباب ، و غرائزٍ جنونية ، و حنين يلعب بالفكر لسدّ جوع نفس ٍ تائهة بين حقي الحقيقي من المعقول و حقوق هذا الأخير من نظيره النقيض ...
ترى ..أي حرية ٍ ستُملي المنطق تحررا ، و حربُ الفكر تلون الواقع خرابا !!
أبدا .. لا أكره الفلاسفة لأنهم نساء و رجال .. بل سرعان ما يغمدون سيوف الحق في كيسٍ من الدولارات .. "
كانت هذه نظرته لصخب جهل ٍ من ثراء عقول تطل من شرفات قصورٍ برجوازية عمياء البصيرة ، تتلمس أرصفة واقعنا بعصيّ نقاء بيضاء الصبغة .. تلهث لبصيرة أجيال ٍ تهد باندفاع المتعطشين لحياة بجمالها البريء ...

" ألا يستلزم على أغنياء الفكر أن يُعَبِّدوا درب الحرية بـ ( زِفت ) عفوا بمنطق صحيح . و أن نراضي القلب هناء ، بالسعي لترطيب الروح من شوائب النفاق لراحة النفس كي يضفر التناقض بسعادة متبادلة !! " .

أبدا .. لم يكن كمن امتهن التفلسف لتشويه لب الحقيقة المكنوزة بين صمتٍ و صمت ...
بل إيمانا .. أن الإنسانية تبدأ من عمق الإنسان . و الحرية ..هي تحرير القيم من معتقدات شكلية ...

ذاك الواقف كالمنجنيق ليس إلا فتى كغيره من أمة محمد . حُرم من أتفه الأشياء و لم يختر الرحيل ، بل تغرَّب غصبا ليخوض معركة ظرفية دامت نصف عمر لإرضاء نزوات الغير بشكلية تلف ملامح عمياء لحياة موازية .. لكنه أقوى من أن يكون عبدا لغير الله ...
- في رسالة لم ترسل كتب يقول : " .... لكن التجارب القاسية كجمع جبال ٍ صخرية تشق الصدر سيول من دمع ، ولا بد أن يكون لها "هناك " حيث تسقي المروج زرعٌ و ورد ...

" هناك " كان سرُّ لغز ٍ جعله يفكر في رحيل آخر كمشروع حياة من فرنسا للبنان . لكن لم يحين الأوان فالمهم من الأهم كان " لقمة العيش " .

كان هذا ردّه مبتسما . جادا باستهتار ضاحك قائلا : " ماذا تريدني أن أطعم زوجتي و أولادي مستقبلا و الثلاجة خاوية ؟ فالعلوم كلها لن تملأ قفتي .. أرأيت علما يجُرُّ البطن .. أو فأرٌ عراّب !! "
و يلي الكلام قهقهة توقظُ فضول عقول التعساء من أمة التماثيل الأحياء ...
حقا كان الأمر مضحكا من ذاك الملصق الإشهاري العملاق لبيع السيارات السياحية لطبقة المثقفين الجدد المتخرجين من الجامعات و معاهد الحداثة ..
" القزم .. بيده حقيبة رجل أعمال ممسكا سيارة ضخمة من قبضة الباب "
و كأنه ....
و يضيف فيصل : كأنه سيسحبها لسريره ...
و من شدة الضحك ينفجر ثالثهم " الأسمر " : " أتق الله في نفسك ..أتعرف ماذا تقول ... !!
- سرعان ما انقلب المُزاح لـ نبرةٍ متوعدة برعدٍ من الغضب مضغوط في قنبلة حنين كادت تنفجر من نار أنفاس التهمت رائحة صناديق التمر المستورد من سعف البلد ...
و فجأة .. من فوهة مزمار .. صدى صوت يقول : من وصل البيت غاضبا عليه بغسل الصحون ..
... كنا نسميه " إبراهيم الصغير " لصغر قامته و رٍّقّة صوته .. لكنه بذكائه داهية ..لا يخفى عنه شيء . إلا أنه في تلك الليلة فشل بعبقريته من الهروب من دوره المبرمج لغسل الصحون ...
- ففي جو مرح من غباء الذكاء تتشتت الظلال الطويلة في أزقة المدينة الفرنسية و لكل منها غاية .. ربما غامضة لكنها أمنيات صغيرة .. بل صغيرة جدا جدا من أن يحملها الدعاء .. بريئة كنظرة الطفل لدروب الحياة ..
- لكن ..ما تلك النظرات المتبادلة .. ؟!
و ما علاقة العنوان بمخرج زقاق الأحلام !!!

إلى اللقاء


الطريق إلى .....
2- مياسيل
أو
وردتي البيضاء ...




.








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأحـــــــلام, زقاق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc