السلام عليكم ورحمة الله
يقول المولى عز وجل : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)
والدي جمع مالا لبدا فظن أن لن يقدر عليه أحد ، وهو ممن يظن أنه يستطيع شراء كائن من كان بماله ، حتى لو كان وزيرا للشؤون الدينية .
البارحة أرسل والدي في طلبي وكنت لتو عدت من مدينة البويرة بعد رحلة الى هناك عانيت فيها الأمرين أنا وشعب لا يعرف كيف يطالب بحقه في سير سهل وسريع وآمن ، ازدحام جعلني أكره الذهاب اليها مرة أخرى ، وسببه نقطتي تفتيش (براج جدارمية ) لا معنى لهما سوى ازدحام ظننت في نفسي أنه مفتعل لحاجة في نفس يعقوب .
المهم أني عدت ، وذهبت مباشرة الى الوالد الذي طلب مني الاستحمام ولباس أنيق لأني سأقابل رجلا مهم في الدولة ، فعلت ما قال ثم غادرنا المنزل ، وفي طريقنا أذن المغرب وسط العاصمة ، فألحيت عليه أن نتوقف للصلاة ثم نذهب الى صاحبه ، فحق الله أولى فقد ناد المنادي حي على الصلاة ، دخلنا مسجد الفتح - وسط العاصمة - فأخبرنا أحد المصلين أن نضع أحذيتنا في كيس بلاستيكي وندخلها معنا الى المتوضأ حتى لا تسرق ، تركوا خيرات البلاد كلها وأصبحوا يسرقون أحذية المصلين - المهم فعلنا ما قال خشية أن نمشي حفاة .
بعد الصلاة ذهبنا الى صاحبه رجل الدولة وصاحب الوزير الفلاني ، فتح ابنه رياض (22سنة) الباب صافحنا واستقبلنا - واش عمو راك لباس هدا وليدك - أدخنا الى فيلاته الفاخرة جلسنا في قاعة الاستقبال وجاء صاحب السمو ، عانق والدي بحرارة ظننته بعدها أنه أخوه ولم يخبرني ، واتضح أنه صاحبه منذ الدراسة الابتدائية .
ثم جاءت زوجته فرحة بقدومنا ، وقالت لوالدي -انها زعفانة منو باسكو عندو مدة مازارهمش - ، نظرت الي وقالت : والله غير كبرت واليت راجل ، راك شباب بزاف ...............................
تكلمنا كثيرا وكان الوقت بالنسبة لي بطيئا فأنا لا أحب هذا الصنف من الناس تعرفت فيه على بنتهم المدللة المتفتحة ، ، وكنت أتساءل لما أتى بي والدي هنا ويعلم أنه ليس لي في مثل هذه السهرات ، حتى عرفت السبب فبطل العجب ، نظر الي والدي وقال لصاحبه : هذا الي قلتلك عليه ولدي وحاب نظمنلوا مستقبلوا حابو يولي قاضي كبير وعندو شان ، ففهمت أن والدي أراد أن يتوسط لي عند معارفه لأصبح قاضيا أي يريدني أن أنجح في مسابقة القضاء وأدرس في المدرسة العليا للقضاء ، يريد أن أنجح بواسطة أو بأي ثمن كان فالمال لا يهم في نظره كما قال لصاحبه ، المهم أن أصبح قاضيا .