الأولى أنه {صلى الله عليه وسلم}لم يتزوج بكرا غيرها فإن قلت كيف حث على نكاح الأبكار و تزوج من الثياب أكثر فيه أربعة أجوبة قلت تقليلا للاستلذاذ لأن الأبكار أعذب أفواها و لذلك قال فهلا بكرا تلاعبها و تلاعبك و تكثيرا لتوسعة الأحكام إذ هن بالفهم و التبليغ أعلق و جبرا لما فاتهن من البكارة كما قدمن في قوله تعالى ( ثيبات و أبكارا ) أو للإشارة إلى تعظيم عائشة و تمييزها بهذه الفضيلة وحدها دونهن لئلا تشارك فيها فكأنها في كفة و هن في كفة أخرى
الثانية أنها خيرت و اختارت الله و رسوله على الفور و كان.
الثالثة أنها حيث خيرت كان خيارها على التراخي بلا خلاف و أما الخلاف في أن جوابهن هل كان مشروطا بالفور أم لا ففي غيرها هكذا قاله القاضي أبو الطيب الطبري في تعليقه فإنه حكى الخلاف و صحح الفورية ثم قال و الخلاف في التخيير المطلق فأماإذاقال لها اختاري أي وقت شئت كلن على التراخي بالإجماع قال و عائشة من هذا القبيل لقوله و لا عليك ألا تعجلي حتى تستأمر أبويك
وهو تقييد مرتبط به إطلاق الشرح و الروضة و لم يقف ابن الرفعة على هذا النقل فقال في شرح الوسيط و في طرد ذلك في بقية أزواجه {صلى الله عليه وسلم}كلهن نظر من جهة أن المهل في التخيير إنما قيل لعائشة فقط و سببه و الله أعلم أنها كانت أحدث نسائه سنا و أحب نسائه اليه فكان قوله لها لا تبادريني بالجواب خوفا من أن تبتدره باختيار الدنيا و مغبته ألا يطرد الحكم في غيرها لا سيما إذا نظرنا إلى ما جاء في الصحيح من تخصيص ذلك بها كان ذلك ينزل منزلة ما قال الواحد منا لبعض نسائه اختاري متى شئت و قال لأخرى اختاري فإن خيار الأولى يكون على التراخي و الأخرى على الفور.
الرابعة نزول آية التيمم بسبب عقدها حين حبس رسول الله {صلى الله عليه وسلم}الناس و قال لها أسيد بن حضير ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر.
.........يتبع....